شهد الاستعراض العسكري الضخم الذي أشرف عليه أمس، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، مشاركة متميزة لمختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، أبانت عن تطور كبير لمنظومة الدفاع الوطنية وعصرنة للعتاد العسكري ودقة واحترافية في الأداء.
وقد استهل الاستعراض الذي جاب الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر, بحضور رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة, بقيام الرئيس تبون مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, بتفتيش المربعات المشاركة في هذا الحدث والتي ناهز عددها المائة مربع, تمثل كافة قوات الجيش الوطني الشعبي, وذلك على وقع 60 طلقة من المدفعية, كما حيا الجماهير الحاضرة.
وبعد التحاقه بالمنصة الشرفية والاستماع إلى النشيد الوطني, وإلقاء كلمة بالمناسبة أكد فيها على “الوجه الاستثنائي” الذي يضفيه الاستعراض العسكري على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية, قام رئيس الجمهورية, بالإعلان عن الانطلاق الرسمي لهذا الحدث الذي استهل بمربعي الفرقة الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري والتي تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية, إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للحماية المدنية.
كما تميز الاستعراض بأداء باهر وفي غاية الدقة لتشكيلات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي, حيث قام تشكيل جوي لست طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم بتزيين سماء الجزائر العاصمة بالألوان الوطنية, تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم.
وحلق فوق المنصة الشرفية بجامع الجزائر, تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر, تشكيل جوي لثماني طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي وتشكيل آخر لطائرات استطلاعية متعددة المهام.
ونفذ طيارو القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن بمرافقة طائرات مقاتلة وفي نهاية الاستعراض الجوي, تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف تجسد عملية التزود بالوقود جوا.
وقد نال هذا العرض إعجاب الحاضرين, بذات القدر الذي ناله استعراض العتاد العسكري الذي أظهر مدى الاهتمام الذي توليه القيادة العليا للجيش لعصرنة منظومة الدفاع الوطنية وتعزيز الصناعات العسكرية.
وشاركت في الاستعراض دبابات معصرنة وآليات إسناد وعربات لنقل المشاة مزودة بمنصة إطلاق صواريخ, بالإضافة إلى عربات قتالية مدولبة مزودة بمنصات صواريخ وعربات استطلاع قتالية.
وبعدها دخلت مضمار الاستعراض مدفعية ذاتية الحركة أعقبتها مدفعية صاروخية, بالإضافة إلى شاحنات مزودة بمدافع ثنائية مضادة للطائرات وعربات قتالية ذاتية الحركة مضادة للطائرات وعربات قتالية مزودة بمنظومة صواريخ أرض جو متوسطة المدى.
كما تم عرض منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى س300 وعربات لكل الميادين مزودة بمدافع عديمة الارتداد, وعربات خفيفة مدرعة لكل الميادين وعربات مدرعة مدولبة رباعية الدفع.
واثر, ذلك تم عرض منظومة سلالم اقتحام ودبابات لنصب الجسور وعربات لفتح الطرقات ومحطات رادار متعددة المهام ودبابات التصليح والإخلاء وعربات إسعاف وجر مدرعة, قبل أن تدخل الاستعراض شاحنات مسطحة رباعية وسداسية الدفع وشاحنات مخصصة للقيام بمهام التصليح والميكانيك العامة وتصليح الدبابات والإخلاء والجر.
وفي نهاية الاستعراض الذي تخلله إنزال مظلي لتشكيلة من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكور وإناث وعرض تشكيلات من فرق الدراجات النارية التابعة للدرك الوطني, تم فسح المجال لاستعراض تشكيلات القوات البحرية متمثلة في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام, على غرار الغواصات وسفن القيادة ونشر القوات وكذا الإسناد والدعم, الفرقاطات, الغرابات, كاسحات الألغام وسفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث والإنقاذ.
كما تميز الاستعراض العسكري الذي حضره مسؤولون سامون في الدولة ومستشارو رئيس الجمهورية وأعضاء في الحكومة وجمع من المجاهدين, بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر, بحضور كبير للمواطنين الذين توافدوا إلى منتزه “الصابلات” منذ ساعات الصباح الأولى وتفاعلوا مع مختلف العروض المقدمة, سيما تلك التي قدمتها القوات الجوية.
وخصت هذه الجماهير, رئيس الجمهورية باستقبال حار أثناء تفتيشه للتشكيلات المائة المشاركة في الاستعراض, وانتشرت على مختلف جوانب الطريق السريع رقم 11, الذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة التحرير المجيدة.
وشهد توافد المواطنين وأغلبهم من الشباب والعائلات قدموا من مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر وبعض الولايات المجاورة, تنظيما محكما سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة, على غرار أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين حرصوا منذ الساعات الأولى على ضمان راحة المواطنين وتوجيههم.
وأج