كانت سنة 2018 مليئة بالأحداث الثقافية التي أثارت جدلا كبيرا، وصل مداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل حملة المقاطعة للحفلات الفنية التي قام بها سكان الجنوب، سمعة الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو لأداء الشخصية التاريخية الداي حسين، والضجة الكبيرة التي أحدثها ومازال يحدثها فيلم “بن مهيدي” الأبرز خلال العام.
“الجزائر” تعود بكثير من التفصيل إلى هذه الأحداث التي أحدثت ضجة في عام 2018، وتفاعل معها المواطنين، بالإضافة إلى قرارات أخرى وضعت وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في قفص الاتهام، وفتحت الأبواب على مصراعيها لانتقاد تسييره.
لا لقافلة “لنفرح جزائرياً” في ولايات الجنوب وحملة “خليه يغني وحدو” تصنع الحدث:
كانت سنة 2018، مليئة بالمفاجآت، مفاجآت صنعها أهل الجنوب خصوصا،عندما أعلنوا مقاطعتهم للحفلات الفنية التي نظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة “لوندا”، مطالبين بتحويل أرباحها للتنمية المحلية، ما أثار جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
حملات المقاطعة التي انطلقت من ولاية ورقلة، واتسعت رقعة المقاطعة والعزوف عن حضور الحفلات الفنية، التي اندرجت ضمن تظاهرة نظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة “لوندا”، تحت شعار “لنفرح جزائرياً” في عدّة ولايات، وخاصة جنوبي البلاد، ما اضطر المنظمين إلى إلغاء عدّة حفلات، كان من المقرر أن يُحييها فنانون محليون بمحافظات بشار، وادي سوف، والجلفة، وبجاية.
وطالب السكان عبر لافتات رفعوها بتحويل المداخيل (الأرباح)، لإصلاح مستشفى المدينة، وتحسين ظروف المعيشة، كما احتج سكان ولاية سيدي بلعباس، في مطلع أوت الفارط، ضد تنظيم الدورة العاشرة لمهرجان أغنية “الراي”.
وقد أثارت الاحتجاجات ضد إقامة الحفلات بعدّة ولايات في الجزائر، جدلاً واسعاً، وردود أفعال مؤيدة ومعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلق نشطاء وسماً بعنوان “#خليه_يغني_وحدو”، في إشارة إلى ضرورة مقاطعة تلك الحفلات وترك المطربين وحدهم، ونشر ناشطون تغريدات تدعو إلى ترشيد الإنفاق الحكومي، وتخصيص مبالغ مالية لتنمية الجنوب الجزائري، غير أن هناك من انتقد طريقة الاحتجاج.
فيلم “بن مهيدي” يعمق الفجوة وحرب تصريحات بين ميهوبي وبشير درايس:
منذ الإعلان عن إنجاز فيلم “بن مهيدي” للمخرج بشير درايس، وهو يصنع الحدث، بداية من توقف تصويره بسبب نقص الميزانية، إلى الضجة التي صنعها عند استكماله، بعدما تحفظت لجنة مختصة مكوّنة من مختصين في الحركة الوطنية والثورة إلى إيقاف الفيلم مؤقتا، إلى أن يتم المخرج تدارك التجاوزات التي قام بها، وقد أكد يومها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إن الفيلم لن يعرض قبل أن تنظر فيه لجنة مختصة مكوّنة من مختصين في الحركة الوطنية والثورة، معتبرا أن هذا الإجراء ضروري لمعرفة فيما إذا كان الفيلم يطابق السيناريو الأصلي للعمل احتراما لذاكرة البطل الشهيد ومساره النضالي، في حين اعتبر مخرج العمل بشير درايس، أن هذا الإجراء يندرج في حملة المضايقات التي عرفها الفيلم منذ انطلاق تصويره.
مع ذلك، عاد الفيلم ليصنع الحدث مجددا، بعد أن كشف درايس أنه لن يعيد تصوير المشاهد التي تم التحفظ عنها، معلنا أن هناك رجال أعمال أرادت شراء العمل، ليقطع ميهوبي الطريق أمامهم، أن هذا العمل السينمائي لا يباع ولن يشترى لأن التاريخ الجزائري ليس عملية تجارية”، وذلك ردا على عرض لمجموعة من رجال الأعمال، اقترحوا دفع 29 بالمائة من ميزانية الفيلم للجهة المنتجة، مقابل التنازل عن العمل الفني.
سمعة الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو تضع سميرة حاج جيلاني في قفص الاتهام:
أثارت زيارة نجم السينما الفرنسية جيرار دوبارديو إلى الجزائر لتصوير مشاهد من فيلم عن “أحمد باي” الذي كان آخر حاكم في العهد العثماني لقسنطينة، الجدل لا سيما أن الممثل اتهم مؤخرا في فرنسا بالاغتصاب.
وتواترت الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد زيارة نجم السينما الفرنسية جيرار دوبارديو إلى الجزائر للمشاركة في فيلم تاريخي، وذلك بعد اتهامه بالاغتصاب في فرنسا.
وقد تزامن وصول دوبارديو إلى الجزائر مع فتح النيابة العامة في باريس تحقيقا في شكوى تقدمت بها ممثلة تتهم فيها دوبارديو باغتصابها، الأمر الذي نفاه محامي النجم.
وقد صور دوبارديو خلال زيارته لتصوير المشاهد الأولى من فيلم “أحمد باي” الذي يؤدي فيه دور الداي حسين باشا.
وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تمثيل “الفرنسي دوبارديو” لدور الداي حسين الذي اشتهر بـ”حادثة المروحة” عندما ضرب الداي القنصل الفرنسي في 1827 والتي اعتبرها المؤرخون السبب غير المباشر لاحتلال الجزائر.
في السياق، اعتبرت منتجة فيلم “أحمد باي” سميرة حاج جيلاني يعطي قيمة مضافة للعمل و”دوره أساسي في الفيلم”، كما دافع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن اختيار دوبارديو سيعطي طابعا دوليا للفيلم.
شكل تمثال عين الفوارة النهائي وميزانية الترميم تفتح النار على ميهوبي:
رغم تشويهه من قبل ملتح شهر ديسمبر 2017، واصل تمثال “عين الفوارة”، عاد التمثال لإثارة الجدل من جديد بعد الشكل النهائي الذي ظهر به بعد ترميمه، بحي اعتبر الكثير أنه فقد قيمته الجمالية والفنية، كما أن الميزانية التي تم تداولها عن ترميمه لم تسلم من الانتقادات التي وجهت لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فضلا أن التمثال ذاته تعرض لمحاولة تدمير جديدة فى نحو عام واحد.
وعن ميزانية الترميم التي أشيع أنها كانت بقيمة ثلاثة مليار، وصف ميهوبي مروجي الخبر بـ”محترفي الكذب”، مؤكدا آنذاك بان ميزانية الترميم لم تتعدى الـثلاثة ملايين دينار.
:المثقفون يضعون ميهوبي في حرج وينتفضون عليه
استاء مثقفون جزائريون، من الوضع المتأزم الذي يشهده قطاع الثقافة في الجزائر، عقب دخوله في حالة ركود منذ ثلاثة سنوات، في بيان حرروه.
وحمل التوقيع العشرات من الشخصيات الفنية الكبيرة، تضمن اتهامات لوزارة ميهوبي بالهيمنة على الفعل الثقافي، وفرض الرقابة و المعاملة بالمحاباة و نهب المال العام، مما ساهم في تغييب الجزائر عن المحافل الإقليمية و الدولية في مجالات السينما و الفنون التشكيلية و المسرح و الكتاب وغيرها.وطالب البيان وزارة الثقافة، بفتح حوار النقاش مع المثقفين الذي أوصد في وجوههم منذ سنوات، ومراجعة النصوص التشريعية و القانونية التي تكبح حرية العمل الثقافي و التعبير الفني، على رأسها قانون السينما و قانون الكتاب، وكذلك وضع معايير شفافة تتعلق بتعيين لجان الدعم، و المشاريع الممولة، ونشر كل المعلومات المتعلقة بذلك على الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة، إضافة إلى وضع سياسة ثقافية واضحة بالتشاور مع الفاعلين الثقافيين و المثقفين، يكون القطاع الثقافي المستقل فيها أساسيا.
سينمائيون ينتفضون ضد تعيين سليم أقار على رأس السينيماتيك:
أطلق العديد من الفنانين والمخرجين والنقاد السينمائيين والعاملين في حقل الفن السابع في الجزائر، عريضة توقيعات تندد بتعيين الصحافي والناقد سليم أقار على رأس متحف السينما الجزائرية، معتبرين أن هذا القرار لا يمكن السكوت على هذا التعيين، بسبب العداوات التي صنعها المدير الجديد لمتحف السينما، من خلال قصفه لعديد المشتغلين في حقل الفن السابع، من خلال المنبر الإعلامي الذي اشتغل فيه لسنوات، وكان يستغله لتوجيه سهامه نحو الكثير من صناع السينما تحت أسماء مستعارة مختلفة.
وجاء في العريضة أن هذا التعيين المطعون فيه كان بالإمكان أن يمر دون إثارة ردود أفعال رافضة كبيرة، وكان بالإمكان أن يكون حلقة في سلسلة تعيينات واسعة تشمل الكوادر المسيرة، ولكن متحف السينما الجزائرية يمثل رهانا مهما، لأنها الحديقة الخلفية للسينما، التي يجد فيها كل أنواع الإبداع ملجأ، بعيدا عن الرقابة وحملات الدعاية، متحف للكلمة الحرة، ومتحف للتراث السينمائي في كامل تنوعه، وأن هذا التنوع مهدد اليوم.
ووقع على العريضة الرافضة لتعيين أقار عدد من الأسماء المعروفة مثل الكاتب كمال داود، والممثل والمخرج خالد بن عيسى، والمخرج بشير درايس، والمخرجة صوفيا جاما…
“ريفكا” يستفز الجزائريين ودعوة الوزير للمشاركة في فيلم سينمائي يثير سخط الفنانين:
أثارت دعوة وجه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، للشاب فاروق بوجملين المعروف ب”ريفكا” للمشاركة في فيلم سينمائي يشارك فيه نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، استفزاز الجزائريين وسخط واستياء الفنانين، الذين اعتبروا الوزير يكرس الرداءة ويلغي مكانة الفنان الجزائري، وهو الذي لطالما كان يتغنى بإعادة هيبة الفنان الجزائري.
ومع كل تلك الضجة المثارة، لم يفوت الوزير أي فرصة لإظهار إعجابه بالشاب”ريفكا”،الذي نجح في استقطاب الآلاف من شباب الجزائر في عيد ميلاده في ساحة رياض الفتح، ضاربا عرض الحائط كل الانتقادات التي وجهت إليه والتي طالبته بضرورة
تدهور العلاقة بين ميهوبي ولخضر بن تركي:
عرفت سنة 2018، حربا طاحنة بين وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، انكشفت أكثر خلال الطبعة الــ11 من مهرجان وهران للفيلم العربي.
وحسب مصادر مطلعة، فان الوزير كان يعد العدة للإطاحة ببن تركي، بهدف ضخ نفس جديد على الديوان، ولكن الأخير بقي في منصبه بعد عدة وساطات، مادفع بالوزير إلى اتخاذ قرار بإخراج مهرجاني تيمقاد وجميلة الدوليين من جلباب الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ومنح تسييرهما لفناني المنطقة، وإضفاء طابع المحلية عليهما، وهو ما فبعد مهرجاني وهران وباتنة الدولي ببن تركي إلى إفشال مهرجان وهران للفيلم العربي،و يبدو أن الأمور تسير في صالحه على الأقل حتى الآن.
هجوم حاد على أمين الزاوي أمام أنظار المواطنين في صالون الكتاب:
في فعاليات الصالون الدولي للكتاب عام 2018، أقدم كهل في الستينات من العمر على مهاجمة الروائي أمين الزاوي أثناء تنشيطه لنقاش حول الرواية باللغة الفرنسية و العربية.
وتقدم المعني الذي قدم نفسه كأمازيغي ومدافع عن اللغة العربية والإسلام، من الطاولة التي كان يجلس عليها الزاوي في الجناح المركزي للصالون الدولي للكتاب أثناء تنشيطه الندوة ليصفه بـ” الشيوعي وعدو الدين، ما أثار انتباه كل زوار المعرض، ووضع المنظمين في حرج كبير، خاصة وأن الجناح الذي حدث فيها هذه الحادثة كانت في واجهة المدخل الرئيسي، وبجانب أجنحة لمؤسسات رسمية وأخرى أجنبية.
تهكم على مسابقة المنارة الشعرية لوصف جامع الجزائر:
منذ أن نشرت الإذاعة الجزائرية تفاصيل وشروط المشاركة في المسابقة الشعرية الموسومة بــ”المنارة الشعرية في وصف جامع الجزائر” و التي رعاها رئيس الجمهورية و نظمتها الإذاعة الجزائرية بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف وحقوق المجاورة “لوندا”، انهالت عبارات التهكم على هذه المسابقة التي خصصت لمسجد لم يكتمل بناؤه بعد، وراح البعض إلى اعتبار أن نظم الشعر لم يكن يوما تحت الطلب.
حرب تصريحات بين ياسمينة خضرا وميهوبي بخصوص برنامج تلفزيوني:
لم يتوان الكاتب ياسمينة خضراء على اتهام وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بأنه وراء منع تصوير حصة أدبية”21cm” التي تبثها القناة الفرنسية(+ canal)، حيث ذكر الكاتب في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن حلقة شهر ديسمبر من آخر عام 2018، كانت مخصصة للحديث عنه، وكان من المفترض أن تسجل معه في مدينة وهران، وفي الأماكن التي عاش فيها وألهمته.
و رد الوزير على هذا الاتهام نافيا أن تكون له علاقة بالموضوع كما أشار أن الأمر بيد وزارة الخارجية وإجراءات الفيزا، معيبا على الكاتب ياسمينة أنه لم يصوب للرأي العام الخطأ الذي وقع فيه بعدما اتضح له أن الأمر ليس بيد وزارة الثقافة.
صبرينة كركوبة