ينظم المجلس الأعلى للّغة العربيّة ملتقى وطنيّ حول: المُواطَنــة اللُّغويَّـــة ودورها في تعزيز سُبُل التّعايش السّلميّ بين اللّغات الوطنيّة في الجزائر، وذلك يوم:16 ماي المقبل؛ بالمكتبة الوطنية (الحامّة)، حيث يتزامن الملتقى (احتفاءً باليوم العالميّ للعيش معا في سلام) 19ماي 2019، حسب بيان للمجلس وصل جريدة “الجزائر”.
وحسب ذات البيان، يتناول هذا الملتقى جملة من المحاور المُتعلِّقة بموضوع التّعايش اللّغويّ، هي:
مبادئ المُواطَنة اللّغويّة: الاعتزاز باللّغات الوطنيّة، الدّفاع عنها، العمل على ترقيّتها، باعتبارها سبيلا للتّعايش السّلميّ بين اللّغات الوطنيّة في الجزائر، المُواطَنة اللّغويّة والأمن اللّغويّ، المجتمعات الدّوليّة من المُواطَنة اللّغويّة إلى توطين المعرفة، مبادئ المُواطَنة اللّغويّة والفرد الجزائريّ: دراسة ميدانيّة (سبر آراء صحفيّ)، دور المدرسة والمؤسّسات اللّغويّة والإعلاميّة والاقتصاديّة في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللّغويّة، التّرجمة بين العربيّة والأمازيغيّة ودورها في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللّغوّية، المُواطَنة اللّغويّة وتحدّيات الغزو اللّغويّ للغات العولمة، المُواطَنة اللّغويّة وثقافة الانفتاح على اللّغات الأجنبيّة.
وجاء في ديباجة الحدث، عرف المجتمع الجزائريّ بترسيم السّياسة اللّغويّة لهذا البلد، اللّغة الأمازيغيّة لغة رسميّة ثانيّة، ردود فعل مختلفة،عبّرت عن سلوكات، تعكس غياب الحسّ بالمُواطَنة اللّغويّة لدى بعض من أفراد المجتمع الجزائريّ: كرفض قرار تعميم تعليم المازيغيّة في بعض المدارس الجزائريّة، ورفع شعارات التّنديد بالقرار وغيرها من السّلوكات الّتي وجدت ردود فعل معاكسة من الطّرف الآخر، أمام ما تقتضيه المُواطَنة اللّغويّة من الشّعور بالمسؤوليّة تجاه كلّ اللّغات الوطنيّة في الجزائر، بما يعزّز سبل التّعايش السّلميّ بين هذه اللّغات ويعمل على استثمارها في تحقيق التّنميّة المستدامة وتسريع وتيرتها عن طريق اللّغة الّتي تُعَدُّ أحد أسس النّهضة العلميّة والاقتصاديّة في المجتمعات المتقدّمة.
وإنّ بعض هذه السّلوكات في مجملها تقتضي منّا إعادة النّظر في مفهوم المواطنة اللّغويّة لدى الفرد الجزائريّ، من خلال عقد الملتقيات والنّدوات العلميّة الّتي من شأنها ترسيخ مبادئ المواطنة اللّغويّة؛ بما فيها الاعتزاز باللّغات الوطنيّة، والدّفاع عنها، والعمل على ترقيّتها بشتى السّبل؛ وهذا باعتبار أنّ الدّول الموسومة بالتّعدّد والنّاميّة منها خاصّة، أكثر عرضة من غيرها للغزو اللّغويّ للغات العولمة الّتي تجتاح معظم الدّول الموسومة بالتّعدّد في كلّ من أفريقيا وأوربا وآسيا، وتعمل بشتى السّبل على إيجاد منفذ لها في هذه المجتمعات؛ لبسط نفوذها على اللّغات الوطنيّة، بما يجعلنا نعتبر المواطنة اللّغويّة في حدّ ذاتها أمنا لغويًّا يمكن من خلاله التصدّي لأيّ غزو لغويّ للغات العولمة.
صبرينة ك