جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
انتقد خبراء في مجال التربية و التعليم النماذج و أنماط التنظيم في قطاع التربية الوطنية، ووصفوا المسؤولين عن وضع البرامج التعليمة ب”المجرمين”، و اعتبروا أن الحل للوصول إلى مدرسة الجودة التي تدعو إليها الوزارة يكمن في تغيير نمط التنظيم، و إعادة النظر في محتوى البرامج ، و التركيز أكثر في تكوين الأستاذة، ورفع ميزانية القطاع.
وفي هذا الصدد قالت الأخصائية في علم النفس المدرسي واللغوي مليكة قريفو، امس، خلال استضافتها بمنتدى جريدة ” لو كوريي دالجيري”، أن هناك أخطاء قاتلة وقع فيها قطاع التربية منذ السبعينات ومستمرة إلى اليوم، و التي أهملت الطفل في المرحلة الابتدائية التي تعد أهم طور على الإطلاق في المرحلة التعليمة و تكوين شخصية الطفل الذي هو رجل الغد، واعتبرت قريفو أن أول خطا ارتكب يكمن في نقل المنهجية عن فرنسا، في السبعينيات، وهي منهجية أنشأت آنذاك في فرنسا للسياح الأجانب الذين يمكثون في فرنسا لمدة قصيرة لتمكينهم من تعلم اللغة و التعامل مع الناس، حيث جلبت للجزائر و طبقت على الأطفال دون أخد الاعتبار لا لعمرهم و لا لشيء آخر، و اعتبرت أن هذه الخطوة كانت قاتلة للتلميذ و المعلم على حد سواء، و قالت أن فرنسا الاستعمارية- و ليس كل الفرنسين- واصلت حربها على مستوى آخر في الجزائر من خلال “حرب معرفية” والتي كسبتها دون أن تمارسها.
و هاجمت قريفو سلك المفتشين في قطاع التربية الذين”تربوا على يد الفرنسيين، بالنظر إلى التنظيم المؤسساتي الذين اشتغلوا به، واعتبرت أن المشكل الأساسي في قطاع التربية و الذي أذى إلى تدهور المدرسة الجزائرية يكمن في نمط التنظيم، حيث قالت قريفو أن للجزائر نمط واحد ووحيد في التنظيم بغية الوصول إلى الأهداف المسطرة، بما أن الدراسات والتحقيقات أثبتت وجود 200 نمط تنظيم في الدول الأوروبية خاص بقطاع التربية و التعليم، و ترى أنه إذا أردنا تغيير وضع المدرسة اليوم، يجب البدا أولا بتغيير نمط التنظيم، موضحة أن هذا التعيير يمكن إجراءه بدراسة الأنماط التي أنشأت الحضارة العربية الإسلامية و التي استفاد منها الغرب .
رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بلعمورة بوعلام:
“يجب إعادة النظر في طريقة توظيف الأستاذة وسنهم”
من جانبه، قال رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بلعمورة بوعلام أن الجزائر تفتقد لما تسمى “مدرسة النوعية” أو “مدرسة الجودة”، و اعتبر انه لا يمكن أن تكون كذلك في الوضع الذي عليه اليوم أين يدرس تلميذ بمنهج كتاب قديم، وبأسلوب منهج جديد، وحمل جزءا كبيرا من المسؤولية لمفتشي التربية الذين يركزون على النتائج في نهاية كل موسم دراسي ويهملون التكوين ومنح الأستاذ ما يلزمه من وسائل وإمكانيات لتقديم الدرس على أحسن وجه، واعتبر بلعمورة انه يجب إعادة النظر في نظام توظيف الأساتذة في قطاع التعليم، وفي تكوينهم، حيث قال إن المعايير الحالية في التوظيف- توظيف أستاذة تخصصهم بعيد كل البعد عن التعليم- لا يمكنها أن تعطي أستاذ جيد، إضافة إلى مدة التكوين التي لا تتجاوز 15 يوم، فهي غير كافية إطلاقا لنقول أننا كوننا أستاذة جيدين، كما طالب برفع سن التوظيف بالنسبة للأساتذة.
من جانب آخر، انتقد رئيس النقابة، البرامج التربوية، وقال أن المسؤول عن اختيارها لا يمكن إلا أن يطلق عليه وصف “مجرم”، وقال ان التلميذ في الطور الابتدائي يعاني ضغطا كبيرا من كثرة المواد، كما انتقد برنامج الطور المتوسط، و تساءل قائلا” كيف تخصص لبعض المواد الهامة كالفيزياء أو العلوم أو الرياضيات حصتان في الأسبوع، في حيت وعندما ينتقل التلميذ إلى الطور الثانوي يجدها وقد صنفت كتخصص بحد ذاته”.
ويرى رئيس النقابة أن الحل للخروج بالمدرسة الجزائرية من الوضع التي هي عليه إلى وضع أحسن يكمن في إعادة الاعتبار لمعاهد التكوين الخاصة بالأستاذة وعدم السماح لأي شخص بان يتقلد منصب أستاذ، إضافة إلى إعادة النظر في محتوى البرامج، و إعادة النظر في التوقيت الساعي حسب الاختلافات بين مناطق الوطن الشاسعة ، كما يرى انه يجب إعادة النظر في ميزانية القطاع بالرفع منها كون اغلب تلك الميزانية يتم صرفها في أجور العمال ولا تبقى ما يكفي للتكوين و التجهيز، كما شدد على ضرورة منح الحرية للأستاذ وعدم التضييق عليه.
من جانبه قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ احمد خالد، أن المدرسة الجزائرية مرت بالعديد من المراحل منذ الاستقلال إلى اليوم، وشهدت في بعضها انتكاسات، لكنها تمكنت من جديد و بفضل جهود الأستاذة و المسؤوليين و بفضل الإصلاحات التي تم إدراجها من تحقيق الكثير من الانجازات التي لا يمكن تجاهلها.
رزيقة.خ