يشارك فيلم “الحياة ما بعد” للمخرج أنيس جعاد في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للطبعة الثانية عشر لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمصر التي ستنظم خلال الفترة من 4 إلى 10 فيفري المقبل، والتي ستعرف أيضا تكريم أيقونة السينما الراحلة شافية بوذراع، حسبما أفاد به منظمو هذه التظاهرة.
ويشارك فيلم “الحياة ما بعد” في هذه الفئة إلى جانب 11 فيلما آخر على غرار: “بعيدا عن الوطن” (مصر)، “تحية إبنة إلى والدها” (مالي)، “فتاة مخطوفة” (جنوب إفريقيا)، “تأمل النجوم ” (السنغال)، و”التاكسي .. سينما وأنا ” (بوركينا فاسو)، “شيموني ” (كينيا)، “المواطن كوامي” (رواندا ) و”الجترة” (تونس).
ويتطرق الفيلم في ساعة و45 دقيقة، لقصة “هاجر” وابنها المراهق “جميل” (16 عاما) اللذين يعيشان وحيدين في قرية ريفية (دوار) بالغرب الجزائري ويضطران لمغادرتها بعد مضايقات السكان نتيجة انتشار إشاعات تتهم “هاجر” زورا بالفاحشة، فيستقران بمستغانم أين يعيشان ظروفا صعبة نتيجة الفقر والتحرش الذي تتعرض له “هاجر” أينما حلت بحثا عن عمل.
تقيم “هاجر” أولا في كوخ بأحد الأحياء القصديرية بمساعدة من صديقتها “فاطمة” وزوجها، ولأسباب قاهرة، تضطر لمغادرة المكان لتستقر في مطعم على البحر به غرف للإيجار فتعمل به وابنها الذي يدخل في متاهات نتيجة الأوضاع المزرية التي يعيشانها، وتحاول “هاجر” حماية نفسها وتبذل جهدها في نفس الوقت لحماية “جميل” من رفاق السوء ومن عالم الليل الذي لا يرحم، لتنتهي قصة الفيلم بطريقة مأساوية، ففي حين ترتبط هي بصاحب المطعم يبحر هو سرا في قارب إلى إسبانيا ليكون الموت مصيره وليعود جثة هامدة إلى قريته الريفية التي رفضته وأمه.
وشارك في أداء هذا العمل، الذي أنتج بالتعاون بين المركز الجزائري لتطوير السينما ومؤسسة إنتاج خاصة وكتب له السيناريو المخرج نفسه، كل من ليديا لعريني في دور “هاجر” وأحمد بلمومن في دور “جميل” وكذا الراحل جمال بارك في دور صاحب المطعم، حيث أبدع ثلاثتهما في تقمص أدوارهم، كما شارك أيضا كل من سمير الحكيم وحجلة خلادي وموفق محمد لمين ومراد خان وهند قطاب وممثلين آخرين.
وعرض هذا العمل في عدد من المهرجانات الدولية بتونس والأردن وبوركينا فاسو، كما حاز على تنويه خاصا من لجنة تحكيم مهرجان أميان الدولي السينمائي بفرنسا.
وكان هذا العمل، قد توج بعدة جوائز بالجزائر و الخارج على غرار جائزة الجمهور “الخلخال الذهبي” لأحسن عرض سينمائي في المهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة سبتمبر الماضي، كما حصد في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية بتونس جائزة “التانيت الذهبي لأول عمل -جائزة الطاهر شريعة- وجائزة الجامعة الإفريقية للنقد التي تمنحها الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي ضمن الجوائز الموازية للمهرجان، إلى جانب تقدير خاص في المهرجان الدولي الواحد والأربعين للفيلم بأميان (فرنسا).
في السياق، برمج القائمون على المهرجان المنظم تحت شعار: “سينما خلود زمان”، تكريم نخبة من الأسماء الفنية الراحلة على غرار: الفنانة الجزائرية شافية بوذراع، الفنان المصري صلاح منصور، الفنان السنغالي عثمان سمبين والفنان التونسي هشام رستم.
وشافية بوذراع هي فنانة وممثلة سينمائية ومسرحية ولدت بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، اشتهرت بأدائها أدوارا جدية معروفة بشخصية “لالة عيني” في مسلسل “الحريق” وفيلم “خارجون عن القانون” وفيلم “بلديون” للمخرج العالمي رشيد بوشارب.
صبرينة ك