يرتقب أن يشارك الفيلم الوثائقي حول ستيفان لابودوفيتش، مصور حرب التحرير الوطني لأول نوفمبر 1954، في مهرجان الفيلم الوثائقي لكوبنهاغ، المزمع تنظيمه من 26 إلى 28 مارس المقبل، حيث سيتنافس العمل إلى جانب 33 عملا وثائقيا في الحدث.
ويروي الفيلم الوثائقي ملف لابودوفيتش الذي أخرجته كاتبة السيناريوهات ميلا توراجليك، حياة ستيفان لابودوفيتش، المصور الذي أرسله رئيس يوغوسلافيا جوزيب بروس تيتو إلى الجزائر سنة 1959، في مهمة لالتقاط الصور التي تساعد على تعريف العالم بكفاح الشعب الجزائري من اجل التحرر من الاستعمار الفرنسي.
وبدأت قصة ستيفان لابودوفيتش، المعروف بنصرته للقضايا الإنسانية العادلة مع الجزائر عندما قرر دخولها سنة 1959 عبر تونس إبّان سنوات الثورة ضد فرنسا الاستعمارية (1962-1954) من أجل تصوير أفلام وثائقية لنقل ما يحدث في الجزائر سواء داخل المدن أو في الجبال، وتمكن بفضل الكاميرا من تخليد اللحظات التاريخية للجزائر خلال حرب التحرير.
وينحدر لابوديفيتش المولود في بلدية بيران سيرنا غوار (الجبل الأسود حاليا) بيوغسلافيا (صربيا حاليا) في الـ28 ديسمبر 1926، كان لصوره الملتقطة التأثير الكبير في الرأي العام العالمي من خلال ربط واقع الثورة في الجزائر ضد الدعاية الاستعمارية التي تهون مما يحدث وتصف الثوار الجزائرييين بالإرهابيين وقطاع الطرق”.
وتعدّ صور وفيديوهات لابودوفيتش بمثابة شهادة حية حول ثورة الشعب الجزائري، وعلامة فارقة عميقة مسجلة في تاريخ الأمة. فكانت تلك اللوحات المرسومة عن بلد الثورة منطلقا وقاعدة للأجيال القادمة بخصوص النضال الجزائري من أجل الحرية والكرامة، وتعدّ تحقيقا صادقا نقل بالصوت والصورة تارة وبالصورة تارة أخرى حقيقة الأحداث التي دائما ما تزيفها فرنسا.
وفي سنة 2012 كرم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المصور ستيفان لابودوفيتش من خلال منحه ميدالية الاستحقاق على التزامه مدة ثلاث سنوات، في صالح الكفاح من اجل الاستقلال.
صبرينة ك