لا تزال المواقع الإخبارية تتداول خبر قرار وزارة المجاهدين بمنع عرض فيلم العربي بن مهيدي التاريخي، بعدما تم عرضه على لجنة مختصة مدققة لأحداث الفيلم ان تتطابق و الأحداث التاريخية أم تنافيها، وهو الأمر الذي أدى بالمخرج الجزائري بشير درايس الخروج عن صمته والتصريح بأن لجنة قراءة السيناريو لم تجد أي تحريف لتاريخ الثورة التحريرية، و العمل على السيناريو كان مطابقا لمراسلات و مدونات تاريخية بحوزة الدولة الجزائرية.
و على هامش افتتاح الدورة البرلمانية العادية 2018 ـ 2019 أمس صرح ميهوبي ان العمل التاريخي للمناضل العربي بن مهيدي سيرى النور فور الانتهاء من عمل اللجنة المكلفة بقراءة السيناريو ومتابعة الأحداث المدرجة في الفيلم، وهذا بعدما كان مقررا عرضه في الفاتح من سبتمبر الجاري، إلا ان ذلك لم يحدث بسبب قرار وزارة المجاهدين القاضي بمنع عرض الفيلم وذلك راجع لبعض النقاط التي تناولها السيناريو.
ميهوبي يؤكد أن عرض فيلم بن مهيدي يتوقف على لجنة قراءة السيناريو
واتخاذ قرار منع عرض الفيلم شكل حيزا واسعا من الانتقادات و الاستفسارات التي رجحت الى وجود خطب في السيناريو الذي اشتغل عليه الكاتب تراد بوربون، كما ان تدوينة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التي قال فيها إن العمل لن يتم عرضه على الجزائريين إلا بعد مراجعته من طرف لجنة مختصة، هو أمر اعتبره وزير الثقافة مجرد إجراء عادي، لكن ما يتخوف منه البعض وعلى رأسهم المخرج بشير درايس هو ان تبتر لجنة مراقبة و متابعة الفيلم بعض المشاهد، حيث ستصوب اللجنة كل اهتمامها على المواقف السياسية المعروضة في الفيلم.
مواقف سياسية في السيناريو منعت عرض فيلم بن مهيدي
من جهة اخرى يرى المتتبعون لمجريات انجاز الفيلم التاريخي ان السبب الرئيسي الذي تم إيقاف ومنع عرضه من قبل وزارة المجاهدين، هي اختلاف المواقف السياسية بين قادة الثورة التحريرية في الجزائر، إذ تم التعديل في السيناريو الأول بعد اكتشاف انه يتناول حادثة إرسال برقية من العربي بن مهيدي الى بن بولعيد هذا الأخير الذي لقي مصرعه وتوفي قبل وصول الرسالة إليه و التي تتضمن معلومات خطيرة تشير الى ان هناك خلافات بين قادة الثورة، وعلى المناضلين التحكم في زمام الأمور قبل ان يتعرض العمل الثوري للتفك، وفي نقطة ثانية اعتبر المتتبعون ان منع عرض الفيلم يعود أيضا الى قضية خلاف بن بلة مع العربي بن مهيدي اللذين خلال تواجدهما بالقاهرة من اجل إحضار السلاح وتزويد المجاهدين بالذخيرة، وخلال عودة بن مهيدي الى ارض الوطن طلب إعفاء بن بلة من مهامه لأنه ليس في المستوى المطلوب.
العمل التاريخي “بن مهيدي” يتناول مسار الشخصية الرمزية للنضال من أجل التحرر الذي استشهد سنة 1957، هو مرشح ان ينزل فيفي العديد من الدول بدءً بفرنسا، ايطاليا، البرتغال وكندا، هذا العمل الذي تم تصويره في العديد من المناطق على غرار العاصمة، بسكرة، الأخضرين، بشار، بجاية وتلمسان، في حين صورت 30% من مشاهد الفيلم في استوديو لتطابق ديكور الأربعينيات، واعتمد الفيلم الطويل الذي كتب نصه مراد بوربون على شهادات رفاق العربي بن مهيدي وعائلته، كما تم الاعتماد على مراسلات و شهادات وبيانات ومدونات تروي الأحداث التاريخية لتلك الفترة.
بشير درايس: “سأطعن في التقرير الذي قدمته وزارة المجاهدين لأنه عمل سياسي وليس تاريخيا”
المخرج بشير درايس: “سأطعن في القرار وأعد الجزائريين بمشاهدة الفيلم”، دافع مخرج فيلم العربي بن مهيدي، بشير درايس، عن نفسه وأكد أنه قام بإخراج فيلم سياسي وليس تاريخي وأكد أمه سيطعن في قرار لجنة وزارة المجاهدين، وقال درايس في تصريح له”: “سأطعن في التقرير الذي قدمته لجنة وزارة المجاهدين، لأن فيلم بن مهيدي سياسي وليس تاريخي”، وأضاف:”أعد الشعب الجزائري أنه سيشاهد فيلم العربي بن مهيدي”.
شفيقة أوكيل