السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / لا يعلم إن كان القرار اتخذ بالتنسيق مع الجزائر:
موريتانيا تغلق حدودها مع الجزائر وتعلنها منطقة عسكرية

لا يعلم إن كان القرار اتخذ بالتنسيق مع الجزائر:
موريتانيا تغلق حدودها مع الجزائر وتعلنها منطقة عسكرية


• أكرم خريف الخبير في الشؤون الأمنية لـ “الجزائر ”
“غلق الحدود من طرف موريتانيا أمر يصب في صالح الجزائر “
قررت الجارة الجنوبية موريتانيا غلق حدودها الشمالية مع الجزائر، في قرار مفاجئ لا يعلم إن كان تم بالتنسيق مع السلطات الجزائرية أو كان القرار انفراديا تم طبخه من طرف سلطات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
أعلنت وزارة الدفاع الموريتانية، صباح الجمعة، أن ” حدود بلادها الشمالية مع الجزائر باتت منطقة عسكرية محظورة على المدنيين، داعية المواطنين والعابرين إلى تجنب دخول المنطقة العسكرية “، وأشارت السلطات الموريتانية، في بيان لها، الجمعة، إلى أن ” هذا الإجراء جاء بعد اتساع حركة المهربين، وصعوبة التفريق بين المدنين والمتورطين في شبكات التهريب “. وحددت سلطات نواكشوط المنطقة المعنية بالحظر في المربع الممتد بين “الشكات”، في الشمال الشرقي، و”عين بن تلي”، في الشمال الغربي، و” ظهر تيشيت “، في الجنوب الغربي، و” لمرية “، في الجنوب، ما يجعل مجموع الشريط الحدودي مع الجزائر منطقة محظورة على المدنيين.
ولا يعلم لحد الساعة إن كانت السلطات الموريتانية قد نسقت مع الجانب الجزائري في خطوتها باتجاه غلق حدودها البرية خاصة أن قرار غلق الحدود ليس بالموقف الهين بالنظر إلى أنه مرتبط بممر حيوي بين البلدين لا يمكن غلقه بخطوة انفرادية تتحكم فيها نزوات معينة، خاصة أن ما تم تسريبه لحد الساعة يدل على أن الوضع الأمني بات صعبا من الجانب الموريتاني نظراً لاشتداد نشاط جماعات التهريب المسلحة في غالبها والتي تستغل كل الشريط الحدودي الموريتاني لعملياتها ونشاطها الواسع سواء من الجانب الجزائري أو مع الجانب الصحراوي.
وتعرف المنطقة الشمالية لموريتانيا نشاطا متزايدا لعصابات التهريب الدولي يمتد حيز نشاطها من حدودها مع مالي شرقا وحدودها مع الجزائر شمالا وصولا إلى منطقة الكركرات الحدودية غربا، بعد أن تبادلت قوة من الجيش الموريتاني الأربعاء الماضي، النار مع مجموعة من المهربين المسلحين في المنطقة العسكرية المغلقة بالشمال الموريتاني. كما نقلت تقارير إعلامية موريتانية أن طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني دخلت في مطاردة، منذ يومين، مع مجموعة مـــن المهربين على متن 4 حافلات مسلحة فـــي المنطقة العسكرية المغلقة وقصفت إحدى السيارات، ما دفَع لتعطل عجلاتها الخلفية، وتحول ركابها إلى السيارات الأخرى وتواصلت المطاردة إلى أن دخلت السيارات فـــي مجموعة من حافلات المنقبين عن المعدن الأصفر.
وسبق أن قررت الجزائر وموريتانيا لأول مرة إنشاء معبر حدودي بينهما للرفع من التبادل التجاري وتطوير حركة النقل بين البلدين وتم اتخاذ القرار خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المشتركة الجزائرية الموريتانية، التي انعقدت نهاية السنة الفارطة بالجزائر العاصمة، وشارك فيها وزراء ومسؤولون كبار من كلا البلدين، وقال الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، إنه ” سيتم العمل على فتح معبر حدودي بين موريتانيا والجزائر لتسهيل حركة الأشخاص والسلع ومضاعفة التبادل التجاري، وأكد سعي البلدين إلى إقامة مشاريع في مجالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتجارة والفلاحة والصيد البحري “.
وبالرغم من أن العلاقات بين الجزائر ونواكشوط مرت بأسوأ مراحلها خلال السنة الفارطة بالنظر إلى تبادل استدعاء السفراء بعد إنشاء قوة مشتركة لدول الساحل بزعامة موريتانيا بعيدا عن حضور الجانب الجزائري، ما رأته القيادة الجزائرية انقلابا على دورها في المنطقة حيث سبق للجزائر إنشاء القيادة العسكرية للجنة العملياتية لجيوش الساحل التي كان مقرها بتمنراست أقصى جنوب البلاد، لكن تم احتواء الوضع الدبلوماسي المتشنج بين الطرفين في الفترة اللاحقة بعد زيارة الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حمدين إلى الجزائر، وتمثل الجزائر بالنسبة لموريتانيا حليفا استراتيجيا في المجال الأمني والجيوسياسي في المنطقة، خاصة أن الجزائر تعد بنك معلومات حول الحركات الإرهابية الناشطة في دول الساحل الإفريقي، وتملك خرائط تنقلات للمسلحين ومهربي الأسلحة وحركة المخدرات ما يمكن أن يساعد السلطات الأمنية الموريتانية في حربها ضد المهربين خاصة أن حدودها مع الجانب الصحراوي لم تسلم كذلك من التدهور الأمني بالخصوص في منطقة ” الكركرات “.
واعتبر أكرم خريف الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية أنه لا يوجد لمركز حدودي مع موريتانيا، لكنه ثمن في نفس الوقت قرار السلطات الموريتانية بغلق حدودها المشتركة مع الجزائر وقال في تصريح لـ ” الجزائر ” أمس، أنه ” قرار سيساهم في كبح جماح الهجرة غير الشرعية وكل أشكال التهريب والإرهاب “، من جهة أخرى فسر تحويل السلطات الموريتانية لتلك الجهات إلى منطقة عسكرية إلى أنها ” ستمنع على المدنيين فقط “، معتبرا أن الجيش الموريتاني سيقوم ” بتأمين تلك الجهات، ما سيصب في صالحنا من خلال إنشائه لمنطقة عازلة “.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super