كشفت مصادر اعلامية مطلعة أن مصنع الاسمدة الجزائري العماني مجمع إنتاج الآمونياك واليوريا بأرزيو بوهران، المقام في إطار شراكة بين سونطراك ومجمع بهوان العماني الذي تولد عنه ما سمي ب “الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة” التي تولت إنجاز المجمع الذي سيصبح الأول عالميا من حيث الطاقة الإنتاجية. يواجه أزمة حادة ،مع توقفه عن النشاط ،في وقت قررت الشركة اليابانية “ميتسوبيتشي” MITSUBISHI اللجوء الى التحكيم الدولي عبر الغرفة الدولية لتجارة CCI للمطالبة بالمستحقات المالية غير المسددة و المقدرة بحوالي 800 مليون دولار .
وحسب ذات الموقع فقد بلغت الخسائر الناتجة عن التوقف عن نشاط المركب حوالي 25 مليون دولار ،بالنظر الى تعطل الإنتاج لشهرين متتالين،حيث توقف انتاج اليوريا و الامونياك،رغم تنقل مسؤولي بهوان العماني،فضلا عن ممثلين عن سوناطراك،الا ان الوضع يظل متعثرا. للتذكير فإن اتفاق تسيير المصنع من طرف “ميتسوبيشي للصناعة” COMMISSIONNING يقضي بتشغيله لمدة سنتين دون توقف و بلوغ مستوى انتاج يقدر بمليون طن من الإنتاج، و قد نجح المصنع في إنتاج مليوني طن، منذ أكثر من ثلاثة سنوات و فيما كان ينتظر التسليم النهائي للمنشآت و تسديد بقية المبلغ و مغادرة الشركة اليابانية، لفسح المجال لليد العاملة الجزائرية البالغة أكثر من 400 عاملا لتسيير المصنع فان مسؤولي الشركة الجزائرية العمانية رفضوا التوقيع على التسليم مع تقديم تحفظات على نوعية التجهيزات و الإجراءات الأمنية و هو ما دفع بشركة ميتسوبيشي للجوء للتحكيم الدولي للحصول على بقية المستحقات العالقة.
و تجدر الاشارة أن المجمع ضم مع بداية تشغيله وحدتين لإنتاج الأمونياك السمادي بقدرة 2000 كم متري في اليوم، أي بطاقة إجمالية تناهز مليون و360 ألف طن سنويا، ووحدتين لإنتاج سماد اليوريا بحجم 3500 طن يوميا مايعادل إجمالا 2.4 مليون طن في السنة، و تعزز المشروع بوحدة ثالثة.
وقدرت القيمة المالية للاستثمار ب 2.6 مليار دولار، ونجم عنه استحداث 550 منصب شغل مباشر و500 وظيفة غير مباشرة ويمثل العمال الجزائريون 75 بالمائة من اليد العاملة بالمجمع لترتفع النسبة نحو 90 بالمائة خلال السنوات الخمس ، حيث كسبت خبرة وتأهيلا أكبر نظير احتكاكها بالأجانب.
وحرصا على الاستغلال الأمثل للمشروع ، حرصت شركة سونطراك على تكوين 60 مهندسا و 200 تقني بالخارج، تولوا الإشراف على العملية الإنتاجية عبر كامل المراحل.
و جاء المجمع لتلبية الطلب المحلي من سماد اليوريا الذي يوجّه للأشجار المثمرة وكذا الأمونياك، ورغم أن السوق الوطنية لم تحدد طاقة احتياجاتها بعد إلا أنها استفادت من المادة المنتجة بتخفيض يقدر بحوالي 50 بالمائة من السعر المتداول في السوق العالمي، و التزمت “الشركة الجزائرية العمانية للأسمدة بسد الطلب الداخلي مهما كانت قيمته”، بينما يتوجه النسبة الكبرى للإنتاج للتصدير نحو آسيا، أوروبا وبلدان أمريكيا اللاتينة.
ويحتوي مجمع إنتاج اليوريا والأمونياك، على محطة توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 32 ميغاواط، تضمن التزود الذاتي بالكهرباء ومستقلة عن شركة سونلغاز، كما تتوفر على 3 وحدات لتحلية ومعالجة المياه الصناعية والمستعملة وكذا نظام لمراقبة المحيط.
و شيد المصنع وفق معايير تضمن سلامة المحيط والبيئة، حيث تم غرس حزام أخضر من الأشجار تساهم في تخفيض حدة تلوث الهواء إلى جانب نظام تقني يراقب شكل الانبعاث وتكييفها مع نظافة المحيط.
وإلى جانب قاعات التحكم الرئيسية والثانوية، يتوفر المصنع على رصيف بحري للشحن، بحجم 1200 طن في الساعة لليوريا، و1000 طن لسماد الأمونياك، ويتوفر على تقنية شحن سفينتين في ذات الوقت.
ن.م