قال المحلل الاقتصادي محمد حميدوش أن تمديد تخفيض الإنتاج الذي أقره اجتماع “أوبك+” الأخير والمتمثل في 9.6 مليون برميل يوميا إلى غاية نهاية جويلية القادم، “جاء لتقليص الفائض ما بين العرض والطلب، وهذا التقليص يمنح الثقة للمستثمرين والمتعاملين في سوق الطاقة ويخلق التوازن، ويحفز على تعافي أسعار النفط”، وتوقع الخبير ذاته، أن يقفز سعر برميل النفط منتصف جويلية إلى 50 دولار للبرميل، وأن يفوق الطلب العرض مع نهاية السنة، وهو ما دفع بـ “أوبك+” لتحديد اجتماعها للنظر في التخفيضات شهر ديسمبر 2020.
وأوضح حميدوش، أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، أن “أصل اتفاق “أوبك+” المنعقد السبت المنصرم، والذي أسفر عن قرار تمديد تخفيض الإنتاج الذي كان أقره اجتماع 12 أفريل الماضي، كان هدفه تقليص الفائض الكبير المسجل بين العرض والطلب”، وأضاف أن “هذا التمديد يساهم في خلق ثقة أكبر للمستثمرين والمتعاملين في سوق النفط، وهو ما سيسمح بإحداث توازن في هذا السوق واستمرار تعافي الأسعار”، و قال الخبير الاقتصادي إن “سعر برميل النفط في نهاية جوان قد يقفز إلى 50 دولار”، وأضاف أنه “مع العودة إلى الحياة الطبيعية في شهري جويلية وأوت، سيكون هناك طلب كبير خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا سوف يدفع بالأسعار نحو الارتفاع أكثر بداية من جويلية القادم”.
ويرى المحلل الاقتصادي محمد حميدوش، أن الانضباط بمنظمة “أوبك”، واتباعها أسلوب الصرامة بدل التنازع بيننها وبين الدول المنظمة إليها وحلفائها “دفع بأغلبهم إلى احترام الحصص التي حددت لهم”، وتابع “حتى في حال عدم التزام آخرين كالعراق ونيجيريا، فالتعامل بالصرامة داخل المنظمة أجبر البلدين-العراق ونيجيريا- بتعويض عما لم تلتزما به خلال شهري ماي وجوان، بتخفيضات إضافية شهري ماي وجوان، وهذا يبعث بالثقة وبالتوازن داخل سوق النفط، ويساعد على تعافي الأسعار”، حيث توقع الخبير الاقتصادي أن يتخطى سعر برميل النفط خلال منتصف شهر جويلية 60 دولار.
وعن السيناريوهات المتوقعة لسوق النفط والأسعار إلى غاية نهاية السنة الجارية التي عرفت منذ دخولها أحداثا كثيرة أثرت بشكل سيئ جدا على هذه السوق والأسعار، اعتبر حميدوش، أن “المسالة تتعلق دائما بالعرض والطلب، ففي الأشهر الماضية وحاليا العرض أكبر بكثير من الطلب -بسبب الوضع الصحي وتوقف النشاطات الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم والزيادة الكبيرة في الإنتاج – فمن البديهي أن تنخفض الأسعار، وفي نهاية الشهر الجاري، سوف يتساوي الطلب مع العرض بسبب تخفيض الإنتاج وبدء رجوع الحياة إلى طبيعتها، وبعد جوان يصبح الطلب أكبر من العرض وهنا سوف يكون اجتماع آخر لـ “أوبك+” من أجل دراسة الوضعية الجديدة والنظر في اتفاق التخفيض وهذا سيكون مع نهاية السنة، ولهذا أقرت “أوبك+” أن يكون اجتماع آخر شهر ديسمبر من 2020″، وتوقع الخبير الاقتصادي أن “يكون الفارق بين الطلب والعرض نهاية السنة 4 ملايين برميل يوميا، أي أن الطلب يكون أكبر من العرض بـ 4 ملايين برميل يوميا، فإذا تمكن الإنتاج النفطي الصخري من تقليص هذا الفارق –وهو احتمال ضعيف حسب حميدوش- فلن يتم تعديل اتفاق تخفيض الإنتاج، أما في حال لم يغطي البترول الصخري هذا العجز فسيتم تعديل الاتفاق” .
للتذكير، فقد اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها السبت المنصرم، على تمديد تخفيضات غير مسبوقة في إنتاج النفط بـ 9.6 مليون برميل يوميا بشهر إضافي، أي إلى غاية 31 جولية 2020، في مسعى متواصل لاستعادة التوازن للسوق النفطية وتعافي الأسعار، حيث قرر الاجتماع الوزاري الـ 11 لمنظمة البلدان المصدرة للبترول وخارجها التي تضم الدول الموقعة على بيان التعاون، بتمديد خفض الإنتاج، وذلك بالنظر إلى العوامل الأساسية الحالية والآفاق الأخيرة لسوق النفط العالمية .
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / المحلل الاقتصادي، محمد حميدوش لـ"الجزائر"::
” نتوقع توازنا في سوق النفط نهاية جوان وتجاوز الأسعار عتبة 50 دولارا”
” نتوقع توازنا في سوق النفط نهاية جوان وتجاوز الأسعار عتبة 50 دولارا”