للعام الثالث على التوالي ألغت وزارة التربية الوطنية العمل بنظام العتبة امتحانات في شهادة البكالوريا لسنة 2019 وهو الأمر الذي لجأت إليه في وقت سابق ذات الوزارة لاستدراك وإنقاذ المواسم الدراسية فيما مضى بالنظر للإضرابات التي شنتها النقابات والتي جعلت من الصعب إستدراك الدروس ما جعل “العتبة” الحل الأخير لتصبح هذه الأخيرة عادة دفعت بالمقبيلين على شهادة البكالوريا للخروج للشارع و المطالبة بها غير أن المسؤولة على القطاع نورية بن غبريت قررت عدم العمل فيها سيما في ظل الأصوات المتتالية و التي أدرجت الأمر في خانة ضرب المصداقية لهذه الشهادة و خرج نجادي مسقم أمس ليؤكد أنه لا عتبة هذه السنة بالنسبة لامتحانات شهادة البكالوريا .
كشف المفتش العام لوزارة التربية الوطنية نجادي مسقم أنه لا “عتبة ” في الدروس للمقبلين على شهادة البكالوريا وأبرز أنه و إن تم اعتمادها في السنوات الفارطة فإن الأمر حينها كانت له مبررات بصعوبة إستدراك الدروس بالنظر للإضرابات المفتوحة التي شنتها بعض النقابات و التي جعلت من إستدراك الدروس أمرا مستحيلا غير أن المعطيات اليوم تغيرت و الوزارة أخذت إحتياطاتها وقال في تصريحات له أمس :”لا عتبة هذه السنة بالنسبة لامتحانات شهادة البكالوريا والتلميذ مجبر على دراسة كل البرنامج الدراسي و أن الأسئلة سوف لن تخرج عن نطاق ذلك كما جرى العمل كل سنة فالمفتشون و الأساتذة المكلفون بتحضير أسئلة البكالوريا سيضعون الأسئلة بناء على البرنامج الدراسي الذي درسه المقبلون على هذه الشهادة طيلة السنة و لا خروج عنه ” و تابع في السياق ذاته :”المفتشين دخلوا في جو الإعداد لأسئلة البكالوريا وأسئلة ستمس محتوى برنامج السنة الثالثة ثانوي فقط سيما وأنه تم إعطاء تعليمة للمفتشين بالاعتماد على نفس المنهج السابق للبكالوريا في طريقة إعداد الأسئلة.” و قال أيضا:” عملية تحضير أسئلة بكالوريا دورة 2019 بدأت أول أمس والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات قد استدعى الاساتذة وأغلبهم مفتشون في التربية على مستوى كل الفروع للشروع في إعداد أسئلة الباكالوريا.”
مترشحو البكالوريا لسنة 2021 سيمتحنون في المواد الأساسية فقط
كشف نجادي مسقم أن مترشحو البكالوريا لسنة 2021 سيمتحنون إلا في المواد الأساسية حسب الشعب المفتش وأن تلاميذ السنة الأولى ثانوي للموسم الدراسي الحالي معنيون بالتقويم المستمر لبكالوريا 2021 على أن تبق بعض المواد ثابتة ويمتحن فيها التلاميذ في كل الشعب مشيرا إلى أن كل المواد يتم إحتسابها في التقويم المستمر غير أن الامتحان الكتابي ستسقط منه بعض المواد حسب الشعب.
وذكر:” مواد العلوم الإسلامية، التاريخ واللغة العربية والفلسفة تبقى مواد ثابتة وكل الشعب تمتحن فيها أما باقي المواد فستكون حسب الشعبة و ستلغى مادة الرياضيات من امتحان البكالوريا لشعبة الآداب واللغات الأجنبية أما شعبة الرياضيات والتقني الرياضي فستلغى مادة الجغرافيا الفرنسية الإنجليزية والتربية البدنية.”
“المتمدرس عن بعد” بدل “الأحرار” بداية من 2020
ومن جهة أخرى كشف نجادي مسقم أن المترشحين الأحرار مجبرين على التسجيل في الديوان الوطني للتكوين عن بعد في بكالوريا 2020 مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق إسم جديد على المترشحين الأحرار وهو “المتمدرس عن بعد” و أن هؤلاء عليهم تسجيل أنفسهم في السنة الثالثة ثانوي عن بعد، في الديوان الوطني للتعليم عن بعد سيكون هنالك أساتذة لمرافقتهم عن طريق الأنترنيت وإرسال الملخصات والدروس لهم و سيتم حساب المعدل من المراقبة المستمرة للسنة الثالثة ومعاملها “1” ويتم إحتسابها مع معدل المواد الكتابية تضرب كلها في معامل “4” ويقسم جميع المعدل على “5” للحصول على نقطة تعد هي معدل البكالوريا.
هذا وكشفت وزيرة التربية الوطنية عن إرتفاع محسوس في عدد المترشحين الأحرار لشهادة البكالوريا لدورة 2019 بحيث قدرت نسبتهم ب 40 بالمائة
إحتجاج نقابات التربية لن يؤثر على الموسم الدراسي
وفي سياق منفصل عبر المفتش العام لوزارة التربية الوطنية عن إستغرابه من أسلوب الضغط و ترجيح كفة الإضراب كأسهل خيار للمطالبة بتجسيد المطالب في الوقت أن وزارة التربية و في عديد المرات دعت الشركاء الإجتماعيين للحوار و الذي وصفه بالجاد و الحقيقي بعيدا عن الأوصاف التي تعطيها لها هذه الأخيرة مؤكدا أن أبواب الوزارة لا تزال مفتوحة و جلسات الحوار لا تزال مستمرة راد على اتهامات النقابة للوصاية بانتهاج سياسة الهروب للأمام و فتح حوار الديكور فقط و عدم الرغبة في الإستجابة لمطالب النقابات قائلا :” الوزارة لا تنتهج سياسة التماطل و لا فائدة لها من إستمرار الصراع مع الشريط الإجتماعي و دورها هو الحفاظ على إستقرار القطاع و إنجاح المواسم الدراسية و تقوم بدورها فالحوار هو فرصة للمناقشة و التفاوض و الخروج بقرارت ترضي الطرفين في إطار الصلاحيات المخولة للوزارة و لا وعود تعطي هكذا لشراء السلك مع النقابات ماهو من صلاحيتنا سنتجيب له و ما غير ذلك الأمر يتجاوزنا ” و تابع :”أغلبية مطالب نقابات التربية ليست من مسؤولية وزارة التربية سيما ما تعلق برفع القدرة الشرائية ورفع الأجور و التي هي بالدرجة الأولى من صلاحيات الحكومة و خارجة عن نطاقنا و لا حيلة لنا فيها ” وأردف في السياق ذاته :”التكتل النقابي يستعمل هذه المطالب للضغط على الوزارة وأخذ التلاميذ كرهائن ”
وفي الوقت التي تثار المخاوف سيما من أولياء التلاميذ مع إصرار التكتل النقابي على الدخول في إضراب يوم 21 جانفي والتهديد بالإضراب المفتوح أكد نجادي مسقم أن هذه الحركات الاحتجاجية لن تؤثر على الموسم الدراسي في ظل وجود بعض الأساتذة واعون تهمهم مصلحة التلميذ و يضعونها فوق أي إعتبار ذكر :”احتجاجات النقابات ان يكون لها على المسار الدراسي وأغلبية الأساتذة يتمتعون بوعي ودرجة التعقل و يقدرون المسؤولية الملقاة علي عاتقهم.”
زينب بن عزوز