أكد رئيس عمادة الأطباء وعضو اللجنة العلمية لمتابعة تطور وباء فيروس “كورونا”، بقاط بركاني أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس “مقلق”، وأشار في الوقت ذاته، إلى أننا اليوم في “مفترق طرق” وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته.
وقال بركاني في حوار مع الإذاعة الوطنية: “علينا اليوم تحديد المسؤوليات نحن في مفترق طرق الأرقام مقلقة لاحظنا في بعض الولايات لا احترام المواطنين لتدابير الوقائية والعيش بصفة عادية متناسين أننا نعيش أزمة صحية بسبب وباء عالمي هو فيروس كورونا”، وأضاف: “فالدولة سخرت كافة الإمكانيات المادية والبشرية واتخذت العديد من التدابير الوقائية غير أن السلطات المحلية لم تتحمل مسؤولياتها وارتفاع عدد حالات الإصابة في بعض الولايات دليل على ذلك فاللجنة تقدم توصيات والسلطات العليا للبلاد تتخذ القرارات والسلطات المحلية مسؤوليتها السهر على مدة تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع والتي يجب أيضا أن تقابل بوعي من طرف المواطنين”.
واستنكر بركاني تواصل لامبالاة المواطنين والتي تجاوزتها لإنكار وجود الفيروس في الأصل وهو الأمر الذي قال إنه بحاجة لتبني إستراتيجية إتصالية جيّدة، وذكر: “لاحظنا عدم احترام المواطنين للتدابير الوقائية وضربها عرض الحائط والأخطر من ذلك إنكار حتى وجود هذا الفيروس في الأساس، فالفيروس لا يزال موجودا على عكس التوقعات التي كانت تقول أنه سيزول في الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة بل مستمر في التطور واليوم نحن في مفترق طرق هناك أقلية تعمل على نشر الأخبار المغلوطة حول هذا الفيروس وغير مقتنعة بوجود هذا الوباء غير أنه بالمقابل هناك أغلبية قلقة ولديها عديد علامات الإستفهام يجب أن تجد لها إجابات بعيدا عن استراتيجية السرد اليومي للأرقام فقط”.
ورد على شكاوي مهني الصحة بخصوص قلة الإمكانيات ووسائل الوقاية: “هناك سوء تسيير والمنظومة الصحية كانت تعاني وهذه حقيقة ولكن اليوم نحن في مواجهة مع هذا الفيروس وفي حرب تلقينا عديد الهبات من الصين فيما يتعلق بوسائل الوقائية وكان هناك عديد الكواشف السريعة أين ذهبت هذه الوسائل ؟ فالأمر يتعلق بمشكل تسيير”، وتابع: “تسيير هذا الوباء يجب أن يكون في مستوى الوضع فمن غير المعقول أن نسجل نقصا في الأوكسجين ووسائل الوقاية على مستوى المؤسسات الاستشفائية”، وأردف: “هناك عدد من الاختلالات لأن منظومتنا الصحية كانت تعاني من وضعية صعبة من قبل لكن اليوم يجب أن يكون التسيير في مستوى هذا الوباء فعندما نكون في حرب ضد فيروس يجب أن نقوم بإعداد خطط حقيقية قابلة للتطبيق ميدانيا”.
واقترح بركاني ضرورة توسيع تشكيلة اللجنة العلمية لمتابعة تطور وباء فيروس “كورونا” لتشمل قوى ممثلة على غرار النقابات والخبراء الذين يمكنهم تقديم إسهاماتهم في إطار منظم وبناء إلى جانب مختصين في علم الإجتماع وأخصائيين نفسانيين وذلك لدراسة سلوكيات الجزائريين تجاه هذا الوباء، مشيرا إلى أن “الأمر اليوم لم يعد فقط سن قرارات وتطبيقها فقط”، كما شدد في السياق ذاته، على ضرورة إشراك الأطباء الخواص في عملية مجابهة فيروس “كورونا” وتوفير لهم كافة شروط الوقائية.
زينب بن عزوز