تتجه الحكومة لإحياء مشروع نقل لحوم الجنوب إلى الشمال لضمان وفرة اللحوم بأسعار معقولة تكون في متناول “الزوالية”، وتساءل وزير التجارة، كمال رزيق، بخصوص الوعود التي قطعها الموالون والقاضية ببيع اللحوم بأسعار معقولة خلال الشهر الفضيل.
تحضر الحكومة لمرحلة ما بعد “كورونا” من خلال تدارك الممارسات السابقة على جميع المستويات، من خلال التأكيد أنها ستضرب بيد من حديد كل محاولات المضاربة واستنزاف جيوب الجزائريين.
وقال زير التجارة في منشور له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” إنه “الآن عرفت لماذا حاربتموني لما طلبت السماح بجلب لحوم منطقة الجنوب لولايات تندوف أدرار تمنراست وإليزي للشمال، بحجة أنها مريضة”، معلنا بالقول: “إن شاء الله بعد نهاية هذا الوباء سوف أحي مشروع نقل لحوم الجنوب إلى الشمال من جديد”.
وأفاد وزير التجارة: “سؤال محير لي أين 28 مليون رأس غنم التي تكلم عليها الموالون ومهني هذه الشعبة”، وخاطب الموالين بالقول: “أين وعدوكم لي بأنكم تبيعون هذه السنة بأسعار معقولة”، وأضاف: “الله غالب الظروف الخاصة التي نعيشها الآن منعتني من تجسيد المشروع”، وأضاف رزيق: “أقولها الآن عرفت لماذا حاربتموني بسبب مناداتي بسعر لحم معقول للزوالي في شهر رمضان”، مسترسلا “الأيام بيننا ولابد أن نعرف مدى حقيقة هذا الرقم اللغز 28 مليون رأس”.
فيدرالية الموالين: “ضبط الأسعار ليس مهمتنا.. حاسبونا بالإنتاج”
كشف رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين، عزاوي جيلالي، أن اللحوم متوفرة في الأسواق وبأسعار معقولة، لافتا أن مهمة الموالين تكمن في الإنتاج وأن الأسعار تحددها الجهات الوصية.
وأوضح عزاوي في تصريح مقتضب لـ”الجزائر” بالقول: “اللحوم موجودة في الأسواق ومتوفرة ولا توجد أي مشكلة في هذا الشأن”، وأضاف: “قلنا ومازلنا نؤكد أن اللحوم متوفرة في الأسواق”.
وفي رده على سؤال بخصوص أسعار اللحوم قال المسؤول ذاته “لسنا معنيون بتحديدها ونحن مهمتنا الإنتاج”، واستطرد قائلا: “حاسبونا بالإنتاج والأسعار فإن الجهات الوصية تتبعها”.
وفي رده على سؤال حول إحياء نقل اللحوم من الجنوب إلى الشمال، اكتفى المتحدث بالقول: “المذابح الصناعية تقوم بدورها”، وأضاف: “وزارة الفلاحة تتكفل بالمذابح الصناعية والأسعار وزارة التجارة هم من يسير الوضع”.
الحكومة تتوعد المضاربين
من جانبها، توعدت الحكومة التجار المضاربين الذي يستغلون الظرف الحالي للرفع من الأسعار، في وقت يسارع فيه البعض الآخر للمبادرة والتبرع في شهر الرحمة في إطار التضامني الوطني، وفي هذا الصدد توعد وزير التجار كمال رزيق، بالبليدة التجار المضاربين الذين يتعمدون رفع أسعار الخضر والفواكه خلال شهر رمضان بهدف تحقيق الربح السريع بتطبيق عقوبات رادعة في حقهم.
وقام الوزير بزيارة فجائية إلى سوق الجملة للخصر والفواكه ببوفاريك (شمالا) بالتزامن مع أول يوم من شهر رمضان، حيث خير رزيق التجار المضاربين الذين يتعمدون رفع الأسعار خلال المواسم بين عرضها بأسعار تكون في متناول المواطن البسيط أو حجز سلعهم، وشدد الوزير من لهجته، مؤكدا على أهمية عرض السلع بأسعار معقولة خاصة تلك التي يرتفع الطلب عليها خلال شهر رمضان، مستغربا في الوقت ذاته، من تضاعف أسعارها في ظرف لا يتجاوز الأسبوع، داعيا إياهم إلى التفكير في المواطن البسيط في هذا الشهر الفضيل.
خديجة قدوار