تستعد القيادات السابقة لحزب جبهة التحرير الوطني لرفع دعوى قضائية للطعن في شرعية الأمين العام لحزب الأفلان محمد جميعي في سيناريو مشابه والذي قاده هؤلاء ضد الأمين العام السابق عمار سعداني غير أن كافة محاولاتهم باءت بالفشل واستمر هذا الأخير في منصبه خلفا لغاية إعلان استقالته أكتوبر 2016 وتعيين جمال ولد عباس مكانه .
لم تتوقف القيادات السابقة لحزب جبهة التحرير الوطني عند الانتقادات والتعبير عن عدم رضاها على انتخاب محمد جميعي أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني والقول إنه ليس أهلا لقيادة الأفلان بل تجاوزتها لخطوة عملية بالاستعداد لرفع دعوى قضائية للطعن في شرعية انتخابه بالرغم من حصوله على 223 صوتا من ضمن 418 صوتا معبرا عنه متفوقا على منافسيه من جمال حمودة الذي تحصل على 126 والسعيد بوحجة على 35 صوتا ومصطفى معزوزي على 18 صوتا .
خطوة الطعن في شرعية انتخاب محمد جميعي يقودها منسق حركة تقويم و تأصيل الأفلان عبد الكريم عبادة الذي أكد أنها أمر حتمي لإنقاذ الحزب وأنها لاقت الترحيب من الكثير من مناضلي الحزب وحتى من بعض أعضاء اللجنة المركزية وقال:” طالبنا بإنقاذ الحزب و إعادته لسكته الصحيحة غير أن الحزب دخل في أزمة أخرى بعد أن وضع بين أيدي رجال الأعمال وأصحاب ” الشكارة” و الذي يعرف الجميع كيف دخلوا للحزب ومن فتح الباب لهم على مصراعيه ونصبوا كأعضاء في اللجنة المركزية واليوم على رأس الأمانة العامة” و أضاف :” لم نسكت عما عاشه الأفلان في السابق ولن نسكت اليوم وسنطرق باب العدالة من جديد للطعن في شرعية انتخاب محمد جميعي أمينا عاما للأفلان من باب أنه لا يملك عشر سنوات نضال في الحزب والذي يعد من الشروط الأساسية للترشح “
واعتبر عبادة في تصريح سابق ” ل “الجزائر “أن أكد أن ما المرحلة التي يعيشها الحزب الآن و خاصة وصول محمد جميعي للأمانة العامة هي من ثمار المؤتمر العاشر الذي تمت خياطته على المقاس من الممثلين في أعضاء اللجنة المركزية والذين تم الإيتاء بهم ” دخلاء و ليسوا مناضلين حقيقيين ومحمد جميعي الأمين العام الحالي هو من حضر المؤتمر العاشر ودجّن اللجنة المركزية بأتباعه ومناصريه بمباركة الأمين الهام السابق عمار سعداني و كان مؤتمرا على المقاس و الذي يحصد جميعي اليوم ثماره بوصوله لرأس الأمانة العامة وهو لم يناضل قط في الحزب “.
جميعي يسبق الانتقادات بسياسة اليد الممدودة
غير أن جملة الانتقادات التي تلقاها جميعي من الرافضين لتوليه الأمانة العامة استبقها بانتهاج “سياسة اليد المفتوحة والباب المفتوح لكافة القيادات حتى ممن أخطأوا في حق الحزب مشيرا إلى أنهم سيكون لهم دور كبير في المرحلة المقبلة وسيتم الاستعانة بهم باعتبارهم خزان خبرة في التحضير للمؤتمر الذي سينظمه الحزب قريبا وقال :” أبواب الأفلان لا تزال مفتوحة أمام كل المناضلين والمناضلات المنشقين عن الحزب” وأشار إلى أن مسؤوليته وكافة أعضاء الحزب ليست بالسهلة وأكد بالموازاة مع ذلك أنه لن يكترث بما يقال أو يروج عنه .
سياسة اليد الممدودة جاء بها قبله الأمين العام السابق جمال ولد عباس في محاولة منه للم شتات الحزب و شرع في سلسلة لقاءات مع القيادات السابقة غير أنها سرعان ما سقطت في الماء ليعيد الكرّة خلفه منسق هيئة تسيير شؤون الحزب سابقا معاذ بوشارب والتي كانت غايتها التحضير لمؤتمر الحزب و الذهاب بكافة القيادات دون إقصاء و تهميش غير أن الهدف و حسب ما كشف عنه القيادي السابق عبد الكريم عبادة هو ” التطبيل للخامسة”
..ويجمع المحافظين وإطارات الحزب اليوم
يعقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي اليوم بمقر الحزب لقاء مع المحافظين و إطارات الحزب لعرض خطة الحزب للمرحلة المقبلة بما فيها التحضير للمؤتمر و كذا السعي لاستعادة صورة ومكانة الحزب سيما مع لافتات ” الأفلان ديقاج” و التي يرفعا المتظاهرون كل جمعة حراك.
زينب بن عزوز