بالرغم من الفصل في موضوع “تأجيل”الرئاسيات أو “التمديد للفترة الرئاسية الحالية وهو الأمر الذي وضعت له المؤسسة العسكرية حدا برسالة في المرة الأولى والثانية في خرجة لنائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لإحدى النواحي العسكرية واختتمها وزير الدفاع بالتنبيه غير أن حالة السوسبانس والصمت والجمود لا يزال يطبع الساحة السياسية وحتى التأكيد على استدعاء الهيئة الناخبة لم يضف الجديد سيما وأن الأحزاب السياسية اليوم دخلت في الجزء الثاني من حالة الترقب والانتظار وحسم الموقف النهائي من هذه الاستحقاقات بناء على إعلان موقف الرئيس ترشحه أو لا.
رسالة وزارة الدفاع الموجهة للعسكرية المتقاعدين وإن ساهمت بعض الشيء في انقشاع الضبابية التي كانت تطبع الساحة السياسية بوضعها حدا لجدل تأجيل الرئاسيات وتنظيمها في وقتها وقرب استدعاء الهيئة الناخبة غير أنها فتحت صفحة ثانية وجزءا آخر من السوسسبانس السياسي عنوانه الأكبر “هل سيترشح الرئيس أم لا ؟ وهو السؤال التي تنتظر إجابته العديد من التشكيلات السياسية التي رهنت موقفها من الرئاسيات بالإجابة عن هذا السؤال من حركة مجتمع السلم.
حالة السوسبانس والترقب ليست متواجدة عند المعارضة بل عند أحزاب الموالاة والتي وإن حسمت موقفها النهائي من استحقاقات 2019 بإعلانها دعم الرئيس ودعوته لاستكمال مسيرته غير أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يزال لم يحدد تاريخ عقد مؤتمره الاستثنائي وكشف منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب عن 10 أيام للخروج بتاريخ عقده انتظارا لاستدعاء الهيئة الناخبة سيما في ظل حديث عن استغلال فرصة المؤتمر الاستثنائي لإعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لولاية رئاسية جديدة.
ومن جهتهم أجمع المحللون السياسيون أن الساحة السياسية انتقلت من توجس وترقب الرئاسيات في وقتها لجزء ثاني من سوسبانس إعلان الرئيس ترشحه.
المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط:
“حالة الترقب التي تعيشها الجزائر اليوم هي سابقة أولى من نوعها”
واعتبر المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط أن حالة التوجس والترقب والضبابية التي تطبع الساحة السياسية هي سابقة والأولى من نوعها التي تشهدها الجزائر على مقربة من استحقاقات 2019 والتي وإن وضع حد للجدل الذي صاحب مسألة تأجيل الرئاسيات غير أن حالة السوسبانس لا تزال مستمرة لأن كافة الأحزاب السياسية رهنت مشاركتها في هذا الاستحقاق بإعلان رئيس الجمهورية موقفه النهائي منها .
وذكر شريط في تصريح ل ” الجزائر” أمس: حالة السوسبانس والجمود اللذان تمر بهما البلاد في الشق السياسي هي سابقة لم تشهدها البلاد فيما سبق وتتعمق يوما بعد يوم رغم أنها سياسية بامتياز تسبق موعد الاستحقاقات الرئاسية والتي ينبغي أن تعرف جوا من التنافس والتسابق وعرض العضلات غير أن الأمر ليس ذاته ” وتابع :”بالرغم من وضوح الرؤية قليلا بوضع حد للجدل الذي صاحب مسألة تأجيل الرئاسيات غير أننا اليوم لا زلنا في مرحلة السوسبانس ترقبا لمسألة وحيدة وبخاصة الأحزاب السياسية التي دخلت في مرحلة انتظار إعلان رئيس الجمهورية ترشحه للرئاسيات من عدمها وذلك لغياب كاريزمات قادرة على المشاركة والمجترة للكلام ذاته ووضع سيناريوهات” وتابع في السياق ذاته: “نعيش في المجهول في الوقت الراهن وسننتقل لمجهول آخر .”
المحلل السياسي عامر رخيلة:
“الضباب انقشع والسوسبانس لا يزال”
ومن جهته أفاد المحلل السياسي عامر رخيلة أن الضبابية بدأت تنقشع على الساحة السياسية و التي ظهرت علاماتها الأولى منذ اجتماع مجلس الوزراء وتوقيع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على قانون المالية والتي لم يعر فيها اهتماما لطلبات تأجيل الرئاسيات و لم يصدر منه أي موقف لتخرج بعدها رسالة وزارة الدفاع الوطني وتضع بصفة نهائية حدا لمسألة تأجيل الرئاسيات وتعصف بكافة المبادرات التي كانت تروج لها بعض الأحزاب السياسية ومنها حزب قطب في التحالف الرئاسي حزب تجمع أمل الجزائر .
وقال رخيلة في تصريح ل”الجزائر” أمس:” بدأت الضبابية تنقشع على المشهد السياسي بداية من 27 ديسمبر الماضي بعقد مجلس الوزراء والذي حمل تجاهلا لمسألة تأجيل الرئاسيات تلتها رسالة وزارة الدفاع وبعدها التراجع المستغرب لرئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول و نفيه لطرح مبادرة ” تأجيل الرئاسيات ما يعني أن الرئاسيات ستجرى في وقتها بعدما صنع موضوع تأجيل الرئاسيات الجدل و اليوم الأنظارموجهة ومترقبة لاستدعاء الهيئة الناخبة قبل الدخول في مرحلة سوسبانس آخر وهي إعلان الرئيس ترشحه من عدمه لرئاسيات 2019 “وقال أيضا :” حالة الترقب هذه المرة أمدها كان طويلا و حالة الترقب و التردد طبيعية بالنسبة للأحزاب السياسية التي رهنت موقفها من الرئاسيات بموقف رئيس الجمهورية النهائي.”
زينب بن عزوز