استهل، مساء اول أمس، المبعوث الاممي للصحراء الغربية هورست كوهلر، جولته الديبلوماسية الى المنطقة والتي تهدف لبعث مسار المفاوضات المتوقفة بين جبهة البولساريو والمملكة المغربية منذ 2012، حيث كان في استقباله وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل.
وفي حديثهم مع “الجزائر” اعترف محللون سياسيون بصعوبة القضية الصحراوية في ظل التعنت المغربي، رغم قيام الجهود الاممية بطرح حلول عديدة ومتفاوتة، الأمر الذي وضع هذه المشكلة موضع اللاسلم واللاحرب.
المحلل السياسي إسماعيل معراف:
قضية لا سلم فيها ولا حرب وحلها أممي محض
اعترف المحلل السياسي اسماعيل معراف بصعوبة ايجاد حل للقضية الصحراوية في ظل التعنت المغربي وتماطل الهيئة الاممية في تأدية مهامها.
وقال انه مع مرور ما يزيد على أربعة عقود متتالية، خاضت خلالها أطراف الصراع مواجهات شتى على الصعيدين العسكري الميداني، والدبلوماسي الأممي والدولي، لم تنجح جهود الوساطة الإقليمية والدولية في إيجاد حل جذري مقنع لهذه المشكلة، رغم قيام تلك الجهود بطرح حلول عديدة ومتفاوتة، الأمر الذي وضع هذه المشكلة موضع اللاسلم واللاحرب.
وقال انه على المغرب وجبهة البوليساريو استغلال مهلة ستة أشهر التي منحها مجلس الأمن لاتخاذ خطوات متقدمة تودي إلى نجاح الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات وبالتالي التوصل إلى حل للنزاع.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي:
المشكلة تنطوي على قدر كبير من الافتعال الدولي والإقليمي
اكد المحلل السياسي عبد العالي رزاقي ان صعوبة المشكلة الصحراوية تنطوي على قدر كبير من الافتعال الدولي والإقليمي، فالمجتمع الدولي ممثلا في الاتحاد الاوروبي بالدرجة الاولى غير مهتم بالبحث الجدي عن حلول للمشكلة، بقدر اهتمامه الفائق بتأمين مصالحه الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية في منطقة الصراع، لذا فإن أغلب المبادرات والتداخلات العالمية والإقليمية في هذا النزاع، هي ذر الرماد في العيون.
وافاد رزاقي ان الضغط الحقوقي للمينورسو سيؤدي إلى خلخلة الجمود السياسي لقضية الصحراء ومضمونه قيام مجلس الأمن الدولي بفرض آليات صارمة تجبر المغرب على احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وتضمن تحقيق ضغوط حقوقية يمكنها تغيير التعاطي المغربي مع القضية.
سفير مصر بالجزائر، عمر أبو عيش:
نأمل أن يكون الحل الأممي مناسبا
قال سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر عمر أبو عيش انه رغم عدم اعتراف مصر بالجمهورية العربية الصحراوية إلا أنها تقبل وجودها في الاتحاد الإفريقي، حرصا على الوحدة الإفريقية.
كما عبر عن أمله أن يكون الحل الأممي مناسبا ويتم التوصل إليه بشكل سوي وبحل سياسي لأن النزاع المسلح ليس في مصلحة المنطقة .
وزارة الخارجية الصحراوية:
الصحراء الغربية لا تزال قضية تصفية استعمار
أكدت وزارة الخارجية الصحراوية في مذكرة لها، أن الصحراء الغربية بالنسبة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي حالة استعمار يجب إخضاعها لعقيدة وممارسات الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار، يمر حلها عبر ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال من خلال استفتاء حر ونزيه وديمقراطي تحت إشراف المنظمتين.
واعتبرت الخارجية الصحراوية، ان احتلال المغرب الذي طال أجزاء من الجمهورية الصحراوية لم يؤد فقط إلى الإنتهاك الدائم لمبدأين من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها المنظومة الدولية القائمة؛ وهما حق الشعوب في تقرير المصير وعدم جواز حيازة الأراضي بالقوة، ولكن أدى أيضا إلى تهديدات مستمرة ومتزايدة للسلم والأمن الإقليميين.
ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره أن يتحملا مسؤولياتهما وأن يبعثا برسالة قوية إلى المغرب مفادها أن حق الشعوب غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال لا يمكن أن يكون رهينة إلى الأبد لتعنت دولة محتلة أخفقت مرارا في الوفاء بإلتزاماتها الدولية.
للاشارة تعد زيارة كوهلر الى الجزائر, الثانية من نوعها الى المنطقة، حيث ستشمل العديد من المحطات من بينها مخيمات اللاجئين الصحراويين وأراضي الصحراء الغربية المحتلة والمملكة المغربية وموريتانيا, تنفيذا للائحة الاممية التي صادق عليها مجلس الامن الدولي في 17 أفريل الماضي والتي تطلب من طرفي النزاع العودة الى المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة وبحسن نية.
كما تاتي زيارة كوهلر الى الجزائر تطبيقا لتوصيات نفس اللائحة الاممية رقم (24- 14) والتي تدعو دول الجوار لا سيما الجزائر وموريتانيا باعتبارهما دولتين مراقبتين للمساهمة في بعث المسار السياسي.
للتذكير فإن كوهلر كان قد قام في شهر اكتوبر 2017 بجولته الاولى الى المنطقة على أمل بعث المفاوضات بين طرفي النزاع و قد حدد الرئيس الالماني الاسبق في اجتماعه الاول بمجلس الامن الدولي الذي جرى في شهر مارس الاخير, بوضوح مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الاممي و التي تتمثل في ايجاد طريق الى المستقبل على أساس حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.
كما شرح المبعوث الاممي خلال هذا اللقاء الاعلامي, رؤيته حول مسار السلام , موضحا ان هدفه يكمن في استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع الا وهما المغرب و جبهة البوليساريو و ذلك خلال سنة 2018.
نسرين محفوف