أكد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أن الجزائر تؤيد جميع المبادرات الرامية إلى مرافقة الليبيين لإيجاد حل للأزمة في بلدهم.
و صرح مساهل الذي حل ضيفا الاثنين على حصة “قضايا الساعة” لقناة “كانال الجيري” للتلفزيون الجزائري ردا على سؤال حول مستقبل الاجتماع الثلاثي (الجزائر-تونس-مصر) أن الجزائر “ليست ضد اجتماع ثلاثي حول ليبيا”.
و قال الوزير “نؤيد جميع المبادرات الرامية إلى مرافقة الليبيين لإيجاد حل للأزمة و أنا شخصيا شاركت في اجتماع الثلاثي على المستوى الوزاري” مضيفا أنه بخصوص احتمال عقد قمة هناك شرطان أساسيان “يجب في الأول التحضير لهذا المؤتمر وأن يكون المعنيون الأساسيون أطرافا مشاركة في المبادرة”.
و أشار مساهل إلى أن “أي قمة (…) تهدف إلى التوصل لحل و ليس بداية مسار سياسي”.
و استرسل مساهل في القول أن “هناك أمر مستثنى و هو الحوار مع الإرهابيين” مضيفا أن “الإرهابيين الكبار تم تحديد هويتهم في ليبيا أو خارجها و المرجع بالنسبة لنا يتمثل في الجماعات الإرهابية الواردة أسمائها في قائمة الأمم المتحدة و هي 3 في ليبيا (داعش و القاعدة و أنصار الشريعة). نحن نساند الحوار السياسي و السلمي و ليس حوار الحرب”.
و من جهة أخرى ذكر مساهل ب”مؤشران هامان” في صالح المسار السياسي في ليبيا إذ يتعلق الأول بلقاء سري بين الليبيين عقد مؤخرا بروما. و في هذا السياق دعا السيد مساهل إلى تشجيع الفرقاء من أجل اللقاء حتى و إن كانت المهمة “صعبة” في البداية لكن مع مرور الأمر “سيجد الأطراف نقاط اتفاق يمكن أن تتحقق في السرية”.
أما بخصوص المؤشر الثاني يضيف الوزير فذلك يتعلق “بتنصيب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بطرابلس و التي كانت تعمل لغاية اليوم بتونس”. وأشار السيد مساهل إلى ضرورة “إرسال بعثة أممية إلى ليبيا قصد تسهيل الحوار في ليبيا فالأمم المتحدة هي الضامن لتنفيذ الاتفاق السياسي من خلال اللائحة 22/59 لمجلس الأمن.
و يذكر أن مساهل قام في الأسبوع الماضي بزيارة إلى ليبيا وذلك بمبادرة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أمره في مارس الماضي بالتقاء أهم الأطراف الليبية.
استهل مساهل زيارته بالشرق الليبي تحديدا في مدينتي البيضاء و بنغازي رمزي مقاومة الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي التي اعتبرها السيد مساهل “منطقة عمر المختار الذي قاد المقاومة بين 1911 و 1931 (ضد المستعمر) برفقة السنوسية (طريقة دينية أصلها من الجزائر)”.
و توقف الوزير بعد مدينتي البيضاء و بنغازي بمدينة الزنتان حيث استهلها بالعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الجزائري و الليبي و التي امتازت بمعركة الثالث أكتوبر 1959 سال فيها دم الشعبين ضد المستعمر الفرنسي.
حل مساهل بعدها بمصراته المدينة المعروفة بمقاومتها للإرهاب حيث سعد كثيرا بحفاوة الاستقبال الذي حظي به “بكل تلقائية” من طرف شباب المنطقة الذين حاربوا ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية +داعش+” و حرروا مدينة سرت و منهم حسب قوله شباب أصيبوا و تلقوا العلاج في مستشفيات جزائرية.
وختم مساهل زيارته إلى ليبيا بالعاصمة طرابلس رمز وحدة البلاد و مدينة الشيخ ابراهيم المشرقي الذي رافق الثورة الجزائرية منذ سنة 1947 حتى الاستقلال في 1962.
و ذكر الوزير بالشيخ الراحل براهيم المشرقي الذي كان “سفيرا للثورة الوطنية و أوصى بدفنه في أرض الجزائر و نفذت وصيته بعد وفاته في 2007 بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و تم تشييعه بمقبرة الشهداء”.
كما التقى الوزير خلال هذه الزيارة بالفاعلين الأساسيين في ليبيا (رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح المشير خليفة حفتر مسؤولو و أعيان منطقة الشرق الليبي و زعماء قبائل و رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي و القيادة العملياتية لمبادرة البنيان المرصوص التي حاربت المجموعة الارهابية داعش في طرابلس و رجال أعمال و ممثلين عن المجتمع المدني و شباب.
ق.و