كشف رئيس جمعية مرضى السكري والمرشد الصحي، فيصل أوحدة، أن الجمعية تقوم على مدار السنة بعدة نشاطات وأيام توعوية بغية غرس الثقافة الصحية لدى المواطنين، خاصة مرضى السكري والأمراض المزمنة الأخرى.
وأوضح أوحدة في تصريح لـ”الجزائر”، أمس الإثنين، “نعمل على غرس ثقافة طبية صحيحة لدى المصابين بالسكري، بمشاركة السلك الطبي في الشق المتعلق بالإرشاد الصحي، إلى جانب التحسيس الذي يقدمه الأخصائيون في التغذية بمساعدة الأخصائيين النفسانيين، إذ يتم التأكيد على أن السكري ليس مرضا يعيق الحياة، بل لا بد من اتباع نمط حقيقي صحي والبعد عن السكريات والأملاح وبالمقابل الإعتماد على النشاط البدني”.
وفي حديثه حول مرض السكري وعوامل الإصابة به عند مختلف الفئات، أكد أوحدة أن “داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه ويُعد فرط السكر في الدم، الذي يعرف أيضا بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية”.
وعن عوامل الإصابة بهذا الداء، أشار رئيس جمعية مرضى السكري أن هناك عدة عوامل تساهم في الإصابة، أبرزها الوزن الزائد والتقدم في السن وارتفاع وضغط الدم والكوليسترول.
الأدوية متوفرة ومعوضة
وفيما يخص الأدوية في الجزائر، فقد أكد أوحدة أنها “متوفرة ومعوضة من طرف الضمان الإجتماعي” وأغلبية الأدوية الموجهة لمرضى السكري منتجة محليا، مثمنا في هذا الصدد، مجهودات الدولة للتكفل بمرضى السكري، أبرزها شروع وزارة الصناعة الصيدلانية في إنتاج الأنسولين محليا، وأكد أنها أفضل بكثير من الدول المجاورة والدول الإفريقية فيما يخص التأمين وتوفير الأدوية.
تحذير من الإستهتار في فصل الصيف
وفي سياق متصل، حذر المرشد الصحي أصحاب مرض السكري التعامل مع فصل الصيف باستهتار، حيث يتوجب على المرضى الالتزام بالكثير من الضوابط، من حيث طبيعة الطعام والتنقلات والتعامل مع تقلبات الجو.
أكد فيصل أوحدة أن النظام الغذائي لمرضى السكري، يستوجب اتباع نمط غذائي صحي، يساهم في التحكم بمستوى السكر في الدم، بداية بتنظيم الوجبات إلى حساب الكربوهيدرات، كما أشار إلى أن الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، يمكن أن يؤثر على مستوى السكر في الدم، ويجعل الجسم أكثر حساسية، لذلك يحتاج مرضى السكري في فصل الصيف إلى مزيد من العناية والاهتمام.
وحذر المتحدث من مخاطر الحروق الشمسية، مشيرا إلى أن الحروق الشمسية، قد يتسبب في مشاكل صحية من بينها الالتهابات وارتفاع معدل السكر بالدم، وقد يؤدي أيضا إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
وأضاف قائلا: “نؤكد دائما أثناء تقديم التوعية الصحية لمرضى السكري على أهمية الوقاية من الحروق الشمسية، كما ننصح مريض السكري بعدم السير حافي القدمين حتى إذا كان على الشاطئ أو بالقرب من بركة السباحة، وذلك لحمايته من أي إصابة قد تلحق بقدميه، كما ننصح مريض السكري بارتداء ملابس خفيفة ومريحة ذات ألوان فاتحة كإحدى استراتيجيات الوقاية من أشعة الشمس والتأثيرات السلبية لارتفاع درجة حرارة الجو”.
وتعد إصابات الجلد المرتبطة بالسكري من بين المشاكل الصحية التي تزيد احتمالات الإصابة بها خلال أشهر الصيف الحارة، حيث تزيد فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية والعدوى الفطرية والبثور الجلدية وكذلك الطفح الجلدي والحكة والتقرحات الجلدية بين مرضى السكري عند ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
كما نصح أوحدة مرضى السكري بالإكثار من شرب الماء والسوائل الخالية من الكافيين، لأن الأشخاص المصابين بداء السكري يمكن أن يصابوا بالجفاف بسهولة، لأنهم سيفقدون الكثير من الماء من أجسامهم، علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي انخفاض تناول الماء إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مشيرا إلى أنه إذا “كانت هناك متابعة جيدة واعتماد على الغذاء والنمط الصحي، فلن تكون أي تعقيدات، لذا وجب غرس ثقافة صحية في المواطن والأجيال القادمة على مستوى المدارس والجامعات”.
ويعرف داء السكري انتشارا في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ عدد المصابين به حوالي أربعة ملايين شخص، من بينهم أطفال وكبار سن، وفق إحصائيات رسمية قدمتها مسؤولة بوزارة الصحة في أفريل الفارط.
وتحاول السلطات الصحية جاهدة توفير كل الإمكانيات لهذه الفئة من أجل التكفل بهم وتدعيم الوحدات القاعدية الأولية بالكفاءات، إذ قطعت الجزائر أشواطا كبيرة في مجال الخدمات الصحية المقدمة.
فلة. س