تُحيي الجزائر اليوم الإثنين، اليوم العالمي للبيئة المصادف لـ 5 جوان من كل سنة والذي يأتي هذه السنة تحت شعار “معا لدحر التلوث البلاستيكي” حيث تعاني الجزائر، كسائر دول العالم، من ظاهرة النفايات، خاصة منها البلاستكية، إذ تمثل 87 بالمئة من إجمالي النفايات التي يتم جمعها.
أطلقت جمعيات ناشطة في حماية البيئة عمليات تحسيسية تهدف إلى توعية المواطنين، بالمساهمة في عملية الفرز الانتقائي للنفايات، وذلك من أجل تعزيز الثقافة الخضراء، الرامية إلى حماية الطبيعة من التلوث، الذي يهدد التنوع البيولوجي ويتسبب في التغير المناخي والإحتباس الحراري.
ضرورة الإهتمام بشؤون البيئة للمحافظة على التنوع البيولوجي
اعتبر المختص في مجال البيئة ورئيس جمعية “أكسيجون درقينة”، خالد فوضيل، أن “اليوم العالمي للبيئة هو فرصة لتذكير الشعوب والمواطنين بأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي وتكاثف الجهود لرفع درجة الوعي بالقضايا البيئة”.
وأوضح فوضيل في تصريح لـ”الجزائر” أنه “يجب الاهتمام بقضايا البيئية كونها مصدر ومكان عيش الشعوب وهي مصدر للثروات”، مشيرا بقوله إلى أن “التنوع البيولوجي هو مصدر أكل الشعوب ولذلك يجب المحافظة البيئة واستغلال عقلاني للثروات”.
وأضاف المتحدث أن جمعية “أكسيجون درقينة” تعمل منذ نشأتها في 2016 بشكل مستمر من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوعية، حيث قامت بوضع مخططات واسعة ومتنوعة من أجل إنقاذ البيئة وتكوين وتحضير الأطفال والشباب والفاعلين لتحديات البيئية والتي هي مسؤولية الجميع.
وأشار المتحدث إلى أن الجمعية قامت منذ بدايتها بأكثر من 600 نشاط بيئي حيث تعمل مع فعاليات المجتمع الوطني والمؤسسات بنشاطات تطوعية لتعزيز العمل البيئي وذلك عن طريق حملات التشجير وإنشاء النوادي الخضراء وإطلاق حملات تحسيسية توعوية عن طريق تنظيم ندوات وومضات إشهارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا المتحدث ذاته، إلى الاهتمام بشؤون البيئة في عالم، نظرا للمخاطر المترتبة عن “الأزمات الإيكولوجية”.
كما أكد عضو المكتب الوطني لجمعية البيئة والمحيط بولاية المدية، حميمي صحراوي، على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية لخلق حياة بيئية صحية، مشيرا إلى أن جمعته تعمل على تحسيس المواطنين بضرورة المحافظة على البيئة والمحيط وذلك عن طريق نشاطات تطوعية متمثلة في تنظيف مساحات خضراء وعمليات تشجير بمشاركة الأطفال وتلاميذ المدارس لتعزيز الحس البيئي لديهم.
وأشار صحراوي في تصريح لـ”الجزائر” إلى أنه بمناسبة اليوم العالمي للجمعية قمنا بتنظيم العديد من النشاطات على مستوى ولاية المدية بمشاركة أبرز الفاعلين ومن هذه النشاطات عملية تنظيف الغابات بمنطقة الضاية التي تعتبر مقصدا للعائلات.
من جانبها، تعمل جمعية نظافة البيئة لولاية الجزائر على ترسيخ مفهوم الحفاظ على نظافة البيئة والمحيط وترسيخ ثقافة التطوع من أجل المساهمة في تنظيف المحيط وغرس هذه الثقافة لتكون سلوكا حضاريا بالمجتمع، وذلك من خلال النشاطات الهادفة التي تصب في خدمة المحيط والبيئة، حسبما كشف عنه عضو المكتب الوطني، جمال عليان، في تصريح لـ”الجزائر”.
واعتبر المتحدث أن اليوم العالمي للبيئة هو مناسبة لترسيخ العمل الجمعوي، وذلك من خلال توعية أفراد المجتمع بالتخلي على التصرفات والسلوكيات اللاحضارية وزرع الأخلاق الحميدة في الجيل الصاعد، وتوجيه سلوكيات الأفراد للحفاظ على نظافة المدينة.
وثمن المتحدث مرافقة وزارة البيئة لنشاطهم، الذي أكد أنها تقدم يد العون لكل الناشطين في مجال البيئة.
للإشارة، فقد شرفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فازية دحلب، الخميس الماضي، على إعطاء إشارة انطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للبيئة المصادف لـ 5 جوان من كل سنة.
وفي كلمتها بالمناسبة، أوضحت دحلب أن مصالحها ارتأت إطلاق فعاليات اليوم العالمي للبيئة (جوان ) مسبقا، تزامنا مع فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للطفولة (1 جوان )وهذا “لما للناشئة من دور في حماية البيئة، لا سيما في الوسط المدرسي والجامعي”، خصوصا وأن الجزائر تحوز على طاقات شبابية “هائلة” تفوق 10 مليون فرد.
كما دعت الوزيرة كافة أفراد المجتمع الى ضرورة العناية بسلوكهم تجاه البيئة، مناشدة أيضا المؤسسات “للقيام بدورها المأمول في تحمل مسؤولياتها المجتمعية والبيئية”.
وبخصوص شعار الحدث، أشارت دحلب إلى أن الجزائر، كسائر دول العالم، تعاني من ظاهرة النفايات، خاصة منها البلاستكية، مبرزة أنها تمثل 87 بالمئة من إجمالي النفايات التي يتم جمعها.
وفي هذا السياق، ذكرت الوزيرة بالإستراتيجية الوطنية التي اعتمدتها الدولة من أجل التسيير المدمج للنفايات الى غاية آفاق سنة 2035، خصوصا هدف الانتقال الى الاقتصاد التدويري من خلال تنظيم وإنشاء قطاعات اقتصادية تولد الثروة وتوفر الوظائف في مجال رسكلة النفايات.
وعليه، شددت دحلب على أن الاقتصاد التدويري يمثل أحد أولويات دائرتها الوزارية التي تعمل على وضع خطة ناجعة لجعله من أهم المجالات التي تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني خارج المحروقات, مشيرة أيضا الى أهمية اللجنة الوطنية المشتركة المكلفة بإعداد المخطط الوطني للاقتصاد التدويري.
كما تطرقت الوزيرة، في كلمتها، إلى برنامج المخطط الوطني للمناخ المتمثل في 155 مشروع بهدف التصدي للتغيرات المناخية على المستوى الوطني, مشاريع خفض معدل الانبعاثات الضارة من خلال زراعة ملايين من الأشجار، وكذا مشروع إعادة بعث السد الأخضر وتوسيعه من 3,7 مليون هكتار على طول 1500 كيلومتر، حاليا، إلى نحو 4,7 مليون هكتار في آفاق 2035.
وموازاة مع هذه المشاريع البيئية، دعت الوزيرة إلى “بذل المزيد من الجهد من أجل استكمال الأطر التشريعية والمؤسساتية وتنفيذ البرامج التي من شأنها رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع”.
فلة. س