بلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تونس خلال الربع الأول من العام الحالي حوال نصف مليون سائح من أصل مليون و592 ألف سائح لتتصدر الجزائر القائمة على مستوى بلدان المغرب العربي. وكشفت وزارة السياحة التونسية عن ارتفاع أعداد السياح الوافدين إلى تونس خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو مليون و592 ألف سائح، وهو ما يمثل زيادة قُدّرت بنحو 17.4 في المائة مقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية. ومكّن هذا التطور الإيجابي من توفير عائدات مالية بالعملة الصعبة في حدود 787.8 مليون دينار تونسي (نحو 262.6 مليون دولار) بزيادة بنسبة 35.1 في المائة. وأضاف المصدر، انه على مستوى بلدان المغرب العربي، فإن الجزائر تحتل المرتبة الأولى بإقبال نحو 496 ألف جزائري على الوجهة السياحية التونسية حتى نهاية مارس الماضي، أما السوق الليبية فقد سجلت توافد 473 ألف سائح وهو ما جعلها تسجل زيادة بنحو 32.2 في المائة. وتوقع الطرابلسي أن يتواصل هذا النمو الإيجابي خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال ما سجلته حجوزات الصائفة المقبلة لدى كبرى وكالات الأسفار العالمية. وتسعى تونس خلال الموسم السياحي الحالي لاستقطاب مليون سائح فرنسي، و640 ألف سائح روسي و390 ألف سائح ألماني، وتتوقع في نهاية الموسم السياحي الحالي أن تستقبل نحو 9 ملايين سائح في المجمل لتتجاوز الأرقام التي سجلتها السنة الماضية. وفي تفسيره لهذا التطور، قال روني الطرابلسي، وزير السياحة التونسية، في مؤتمر حمل شعار «الحوار الوطني حول قطاع السياحة»، إن الإقبال المهم الذي شهدته الأسواق الأوروبية التقليدية على السياحة في تونس وتنامي طلبات وكالات الأسفار على الوجهة التونسية كانا وراء تسجيل نتائج واعدة بداية هذا الموسم السياحي الجديد. وأشار إلى ارتفاع أعداد السياح الأوروبيين الوافدين بنحو 22.3 في المائة. وفي تفاصيل هذه الزيادة، قال الطرابلسي إن السوق الفرنسية سجّلت نسبة تطور في حدود 24.7 في المائة، أما السوق الإنجليزية التي سجلت تراجعاً كبيراً إثر الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة السياحية (سنة 2015) ومقتل نحو 39 سائحاً أغلبهم من البريطانيين، فقد زادت بنسبة 140 في المائة، وهو ما يفسر العودة المهمة لهذه السوق، وفي السياق ذاته، تطورت السوق الهولندية بنحو 13.5 في المائة. وقفزت إيرادات السياحة التونسية خلال الموسم السياحي المنقضي لتبلغ نحو 1.36 مليار دولار أميركي، وزارها عدد قياسي من السائحين، قُدّر حسب الإحصائيات التي قدمتها وزارة السياحة التونسية بنحو 8.3 مليون سائح. وتمثل عودة السوق السياحية الأوروبية، التي تُعد السوق التقليدية للسياحة التونسية، إلى مستويات تقارب ما كانت تسجله قبل 2011، إحدى علامات تعافي القطاع السياحي التونسي. ويوفر القطاع السياحي في تونس نحو 400 ألف فرصة عمل ويستحوذ على نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويساهم بشكل مهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال ما يوفره من نقد أجنبي لخزينة الدولة. عمر حمادي