“اعتماد الإنجليزية لغة ثانية بعد العربية في المدرسة ضرورة ملحة”
هو واحد من الإطارات الجزائرية التي فرضت وجودها في بريطانيا وتقلد عديد المناصب الهامة. “الجزائر”وخلال استضافتها للأستاذ بادي تباني ،أستاذ في المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية فرع لندن، ومؤسس ومدير أكاديمية النجاح بلندن وباحث في الدراسات العليا في علوم التربية وناشط في الجالية الجزائرية في أوربا وعضو مؤسس في الفدرالية الأوربية لمسجد باريس، حيث كانت لنا معه نقاشات مختلفة حول المنظومة التعليمية بالجزائر هل هي إصلاح أم تغريب؟ وخصخصة التعليم العالي هل هو الحل لتحسين مستوى التعليم؟ والجالية الجزائرية في أوروبا؟.
كيف تصفون المنظومة التربوية اليوم في الجزائر؟
المنظومة التربوية اليوم في تدهور خطير ينذر بمشكلات تهدد مستقبلا المجتمع الجزائري وتجعله لا يستطيع مواجهة تحديات المستقبل في كل أبعادها العلمية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية ومن وهذا بسبب تدني نوعية التكوين في كل المراحل التعليمية من الابتدائي إلى الجامعي، وبسبب النظام التربوي ببرامجه الحالية والسياسات المتبعة المنظومة التربوية حاليا تخرج أفرادا دون وجهة ولا هوية محددة.
بعض الجهات ترى أن ما يجري في الجزائر اليوم حرب حقيقية بين ثالوث وطني إسلامي عروبي وثالوث إنعزالي فرانكفوني تغريبي، ما تعليقكم؟
نعم هناك صراع كبير يجري ولكن ليس وليد اليوم وإنما بعد خروج الاستعمار الفرنسي من الأراضي الجزائرية، وظهر مؤخرا للسطح لدى الجهات التي تفضل إتباع البرنامج الفرنسي في التعليم أو بمعنى أصح الصراع موجود لدى الجزائريين خرجي المدارس الفرنسية، يوجد صراع حقيقي حول هوية الدولة.
ما هو تعليقكم ومقترحاتكم حول ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ وكيف يتم إﺻﻼح اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ؟
الإشكال كبير في التعليم العالي يتم منح شهادات سنويا لألاف الطلاب بدون كفاءة مهنية تخرج بمستوى ضعيف جدا، وهذا يعود لكون الجامعة الجزائرية تعتمد على الكم وتهمل النوعية، وهذا لم يكن موجودا في السبعينيات لما كانت الجامعة الجزائرية تخرج إطارات بمعنى الكلمة وهذا لكون الجامعة كانت تعتمد على النوعية في التعليم.
التعليم في الجزائر يواجه إشكالية النوعية، ما تعليقكم؟
نعم إشكالية النوعية وتذبذب المناهج مطروحة بكثرة في الجامعات الجزائرية ولهذا كل الجامعات في الجزائر تتذيل الترتيب العالمي ورغم أن السلطات تنفق أموال طائلة، نقول إن السياسة المنتهجة قاصرة وضعيفة وهي سبب ضعف التعليم ورغم هذا نشيد بمجهودات الدولة في التعليم وتحقيقها مبدأ الديمقراطية، حيث يدرس تسعة ملايين تلميذ مجانا من الابتدائي إلى الجامعة، كما أنها خصصت للتعليم ميزانيات ضخمة، لكن للأسف هذه الميزانيات استهلكت ولم تكن النتائج مرضية.
هل ترون في خوصصة الجامعات الحل لتحسين مستوى التعليم؟
نحن لسنا ضد خوصصة الجامعات نحن نطالب بالتفتح على العلوم. لابد من الانفتاح خاصة على الانجليزية العالم يتطور اليوم والجامعات تعتمد اليوم على البحوث .
خوصصة الجامعة تثير مخاوف الشركاء الاجتماعيين ودعوات بالتريث، ما تعليقكم؟
خوصصة الجامعات فيها ما يؤدي إلى تحسين نوعية التعليم وربما ستكون منافسة للجامعات الحكومية، الجامعات اليوم في الغرب لم تعد تخرج طلابا والعديد من الجامعات غلقت في بريطانيا ومؤسسات تربوية بسبب الأداء الضعيف اليوم الجميع يبحث عن النوعية، وهذا ما هو مطلوب اليوم لتحسين التعليم في الجزائر.
إنشاء مجلس أعلى للتربية والتعليم أصبح ضرورة ملحة، ما تعليقكم؟
المشكلة في الجزائر ليست في إنشاء مجلس أعلى للتربية والتعليم، نحن بحاجة إلى التغيير النوعي ولا يكون بيد جماعة واحدة لا يكون التغيير على أسس إيديولوجية وإنما على أسس نخبوية.
هل أنتم مع اعتماد اللغة الإنجليزية لغة ثانية بعد العربية ضمن النظام التربوي؟
– نحن جد متأخرين في هذا الجانب نطالب بالتفتح على الانجليزية هي التي تسيطر على العلم جل البحوث والدراسات المهمة باللغة الانجليزية وليست باللغة الفرنسية.
أنتم عينة ناجحة للإطارات الجزائرية ما هي رسالتكم للشباب الجزائري؟
العلم ثم العلم والبحث المستمر نجاحاتنا ليست وليدة الصدفة تعبنا من اجل أن ننجح وهذا ما هو مطالب به الشباب الجزائري اليوم تسلح بالعلم بريطانيا احتضنتنا لأننا إطارات ناجحة.
ما تعليقكم عن نسبة تسجيل يوميا المئات محاولات “الحرڤة” هروبا للضفة الأخرى؟
مشكلة الهجرة أو الحرڨة تتحملها السلطات التي فشلت في جميع الأصعدة وهو سبب تسجيل العشرات من رحلات الموت، هناك إهمال كبير لشريحة الشباب فشل في جوانب التربية والتنمية الاقتصادية، الجزائر بلد يحوي خيرات كبيرة لا يمكن أن نتقبل هذا العدد الكبير من الحراڨة، نقول”الأنظمة المتعاقبة على النظام فشلت في تسيير ملف الشباب وهو ما دفع بهم للتفكير في الهروب عبر قوارب الموت.
كيف يعيش المهاجر الجزائري في الدول الأروبية بصفتكم واحدا منهم ومحتك بالعديد من المهاجرين في عديد الدول؟
أوربا ليست جنة كما يتخيلها الكثير من الشباب، صعوبات كثيرة تواجه المهاجرين خاصة الذين يعيشون بدون وثائق توجد عينات عديدة لشباب مهاجر منذ سنوات مازالوا يعانون صعوبات كثيرة، بالمقابل توجد شريحة كبيرة نجحت في فرض وجودها.
ما هي الصعوبات التي تواجه المهاجرين الجزائريين؟
المهجر دائما تقابله صعوبات أولها الوثائق خاصة في أوربا التي تعاني في السنوات الأخيرة من مشاكل اقتصادية، العلاج صعب السكن صعب العمل صعب، أوربا ليست جنة.
كيف ترون إلى كثرة الاعتداءات على المسلمين المهاجرين؟
– الإسلاموفوبيا غير موجود في بريطانيا عدا في فرنسا وأمريكا ومن بين أسبابه التطرف الديني لدى بعض المهاجرين ممن يمثلون الإسلام ونؤكد أن من نشر الإسلامفوبيا هم متطرفون إسلاميون موجودون في الغرب.
هل توجد عوامل تشجع على عودة الكفاءات لأرض الوطن؟
– الكفاءات الجزائرية منتشرة وبعدد كبير جدا في أوربا وهي إطارات ناجحة، لكن للأسف ترفض العودة للجزائر لأنه لا توجد عوامل مشجعة على العودة هناك زملاء أرادوا العودة لأرض الوطن لكن صعوبات كثيرة واجهتهم أولها عدم الاعتراف بالشهادات التعليمة التي يحملونها من جامعات أوربية.
كنت مرشحا سابقا للمنطقة الرابعة أمريكا وكندا وأوربا عدا فرنسا، كيف ترون هذه التجربة السياسية التي خضتها؟
نعم أحببت أن أخوض هذه التجربة الجديدة في مجال السياسة وأول دافع هو احتكاكي الكبير بأفراد الجالية المهاجرين ،أردت أن أخدم الجالية من خلال نقل انشغالاتهم إلى قبة البرلمان، ومن أجل وضع حد لبعض النواب الذين يمثلون الجالية وفي الواقع هم يخدمون مصالحهم الخاصة فقط.
ما تعليقكم على العزوف المسجل للمواطن في كل استحقاق انتخابي، وهل ترى أنا الكلمة أعطيت للمواطن من أجل التغيير المطلوب في البلاد؟
سبب العزوف المسجل في كل استحقاق انتخابي واضح وهو فقدان الثقة في التغيير وكثرة الفساد دفع المواطن للانعزال وتطليق السياسة وهو يعلم مسبقا أن كلمته غير مسموعة.
لماذا الأحزاب الإسلامية دائما تتهم السلطة بالتزوير بصفتكم كنتم مرشحا عن حزب النهضة والعدالة ؟
فزاعة التزوير هي ورقة تلجأ إليها الأحزاب الإسلامية للهروب من مواجهة واقعها هذه الأحزاب أثبتت في السنوات الأخيرة فشلها لأنها لم تعد في مستوى طموحات الشعب والتزوير واحد من الأسباب لكن فشل الأحزاب الإسلامية بصراحة”لم يتبنوا قضايا الشعب.”
ألا ترى أن الأحزاب الإسلامية ليس لديها خطة تقترحها للخروج من الأزمات سواء الاقتصادية أو السياسية عدى إعطاء تعليقات؟
أولا الأحزاب الإسلامية تسمية خاطئة لأن الأصح لا تقال إلا في بلد غير مسلم نحن شعب جزائري مسلم والأحزاب لبد أن تكون وطنية،وتقديم مقترحات للخروج من الأزمات سواء الاقتصادية أو السياسية لا نرى أي حزب يقوم بها سواء أحزاب السلطة أو المعارضة،وهذا هو الإشكال لان الأحزاب في الدول المتقدمة تأتي بمشاريع وأفكار للتطور.
هل ترون أن الديمقراطية في منح الاعتمادات الحزبية وعدد الأحزاب الآن تجاوز الخمسين؟
اعتماد الأحزاب ظاهرة صحية ولا يجوز بأي شكل من الإشكال منعها ونقول إن التجربة البريطانية بدأت بعدد كبير من الأحزاب وانتهت ليبقى حزبان فقط وهذا هو المعمول به في كل الدول.
هل يمكن أن تعطينا بعض الأرقام عن الجالية الجزائرية المتواجدة في أوروبا؟
أجمل ما في الغرب أنه يفتح أبوابه للجميع ويشجع على تحقيق الطموحات وهذا ما تبحث عنه الجالية الجزائرية التي فرضت وجودها في الدول الأوربية وتجاوز عددهم 8 ملايين مهاجر منها 7 ملايين في فرنسا ومليونين في باقي الدول متفرقين، ولهذا نطالب بتأسيس وزارة للمهاجرين في أقرب وقت.
حاورته /رزاقي.جميلة