أوردت مؤسسة “اتصالات الجزائر أمس أن نظامها المعلوماتي تعرض، خلال الأيام، الأخيرة لسلسلة من هجمات كانت تهدف إلى وقف تشغيله تماما غير أنها باءت كلها بالفشل، حسب البيان الذي تلقت “الجزائر” نسخة منه. وقد تم إبطال مفعول هذه الهجمات وتأمين مختلف منصاتها العملية بعد تدخل الفرق التقنية المكلفة بتأمين أنظمة المعلومات داخل المؤسسة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المخولة لذلك. وأضاف البيان أن أول أمس الخميس شهد تصاعدا في حدة الهجمات مما يدل على أن المجرم الإلكتروني الذي يقف وراء هذا الاعتداء كان يريد إثارة ازدحام على شبكة اتصالات المؤسسة.
وقد شهد يوم الخميس 16 نوفمبر 2017 تصاعدا في حدة هذه الهجمات، وهو ما يدل على الرغبة الواضحة للمجرم الالكتروني في خلق ازدحام على شبكة الاتصالات للمؤسسة.
يوسف بوشريم: “أهداف الهجمات تجسسية“
ولتحليل ما حدث لمؤسسة “اتصالات الجزائر” اتصلت “الجزائر” بالخبير في تكنولوجيات الاتصال يوسف بوشريم الذي أكد أن ما تعرضت له المؤسسة يدخل ضمن ما أسماه القرصنة الإجرامية التي عادة ما تكون أهدافها تجارية بالدرجة الأولى وتكون منصبة على تحويل الأموال أو طلب فدية إن تطلب الأمر ذلك. واستغرب بوشريم ما ورد في البيان بأن القراصنة حاولوا تعطيل شبكة الفوترة واختراق قاعدة بيانات الزبائن كذلك وليس تحويل الأموال فقط وهذا نوع آخر من القرصنة وهو القرصنة التجسسية. وذكر بوشريم أن هناك مصدرين للقرصنة الأول داخلي أي من طرف أحد العاملين بالمؤسسة أو الشركاء وآخر خارجي. وخلص الخبير بوشريم إلى أنه إذا كان المصدر خارجيا فإن الأمر خطير جدا لأن البيان في نظره أكد أن المقرصن قد اجتاز الجدار الناري أو جدار الحماية firewall الذي يفترض أنه صعب الاختراق وهذا يدفعنا، يضيف بوشريم، للتأكيد أن “نظام الحماية الذي تستعمله “اتصالات الجزائر” هش وهش جدا“. أما إذا كان المصدر داخليا فإن هذا يسهل عملية التعرف على المقرصن بعد مراجعة قائمة المستعملين للعملية عن طريق نظام ACL. ورجح بوشريم أن يكون المصدر داخليا واعتبره مبتدئا في عالم القرصنة إذ أن المصدر الخارجي إذا اجتاز جدار الحماية فإنه محترف ويستحيل أن يترك بصمات.
احسن خلاص