اعتبر رئيس النقابة الوطنية للأطباء العامين ورئيس الجمعية الوطنية للتكوين المتواصل، صالح لعور عبد الحميد، أن مجابهة فيروس “كورونا” “ليست مسؤولية وزارة الصحة فقط بل جميع القطاعات الوزارية، كلٌ من مكانه يساهم في عملية تحسيس المواطن، وهذا الأخير الذي تقع عليه المسؤولية الأكبر ومفتاح نجاح الإستراتيجية التي تبنتها الدولة في مكافحة هذا الوباء العالمي”، مشيرا إلى أن “تكلفة الوقاية بسيطة ومتمثلة في الالتزام بالتدابير الوقائية”.
وأضاف صالح لعور عبد الحميد لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” على القناة الأولى للإذاعة الوطنية، إلى أن الجزائر في مواجهة أزمة صحية بمنظومة صحية ضعيفة غير أنها استطاعت أن تصمد لغاية اليوم رغم الظروف الصعبة التي يشتغل فيها الأطباء بالمقارنة مع عديد الدول الكبرى التي عجزت منظوماتها الصحية وحصدت الآلاف بل أكثر من حالات الإصابة بفيروس “كورونا”، والعدد ذاته للموتى، مؤكدا أن “هذه الوضعية تتطلب تضافر الجهود وتحفيزات معنوية لا كم هائل من الإنتقادات ونشر فيديوهات كاذبة على مواقع التواصل الإجتماعي والتهجم على الأطباء بحيث أبرز أن الجميع على علم أن المنظمة الصحية الجزائرية ضعيفة وليس بالأمر الجديد والإنتقادات الراهنة لا طائل من ورائها غير إضعاف المعنويات، وقال في هذا الصدد: “وسائل التواصل الإجتماعي تستطيع أن تحطم في ثانية ما تم بناؤه لسنوات ولهذا يجب أن تستخدم بما يمكننا من تجاوز الأزمة الصحية التي نعيشها وفي النقد الإيجابي الذي يسلط الضوء على النقائص وينادي بالحلول فنشر أخبار على مواقع التواصل الإجتماعي، إذا لم يتم التأكد من المصدر فهذا أمر خطير لأنه من السهل نشر أي خبر ولكن إذا كان كاذبا فمن الصعب تفنيده لاسيما في ظل وجود ذهنيات تثق في كل ما ينشر ويصبح حقيقة لدى هؤلاء”، وتابع: “الفرق الطبية مجندة اليوم وتعمل لصالح المرضى وفي ظروف صعبة والسؤال الذي يطرح نفسه ما الغرض من نشر هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي؟ فإذا كان الغرض منها إيجاد حلول لمشكل معين فهذا مستحب وإذا كان عكس ذلك فهذا لا معنى له سيما في ظل الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد والتي هي بحاجة لتضافر جهود الجميع”.
وأضاف صالح لعور: “الصحة قطاع مهم واستراتيجي وحساس ومن غير المقبول العمل على إضعافه بنشر فيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي مثل الذي نشر عن مستشفى ولاية المسيلة فإذا كان لعرض النقائص والمطالبة بإستدراك الأمور فهذا أمر إيجابي أما أن يوظف لأغرض خفية وضرب المنظومة الصحية فهذا أمر نندد به”.
وعاد لعور ليذكر بوعود وتعهدات الرئيس بإصلاح المنظومة الصحية وذكر: “رئيس الجمهورية قال مؤخرا إنه سيحدث ثورة في المنظومة الصحية لهذا فالوقت غير مناسب لتهديم ما بقي من منظومتنا الصحية والتي تقاوم ومستمرة في مجابهة هذا الفيروس في ظل ظروف صعبة فكل محاولة لإحباط المعنويات والتقليل بالجهود المبذولة غير مقبول و نداؤنا هو أن للمواطن الحق في الشكوى ويأخذ حقه ولكن هناك طرق بالتقدم للمصالح المعنية بعيدا عن العنف و”البلطجة ” ونشر الفيديوهات وله الحق في المتابعة القضائية لاسترجاع حقه أم أن يقوم بالتهجم على الفرق الطبية ويعمل عدالة بنفسه بقانون الغاب”، وقال أيضا: “الجميع يعلم أن وضعية المستشفيات الجزائرية صعبة وتتطلب منا تضافر الجهود بين المواطن ومستخدمي الصحة وحتى تحسين ظروف المهنة للطبيب فلن يكون في يوم واحد بل يتطلب وقتا لأنه متعلق برواسب سنوات”.
وأبرز ذات المتحدث، أن ارتفاع عدد حالات الإصابة في الآونة الأخيرة وإن كان مقلقا غير أنه كان متوقعا بالنظر للتخفيف من إجراءات الحجر الصحي بعد 14 جوان الفارط، واستئناف بعض الأنشطة التجارية وهو التخفيف الذي كانت السلطات تنتظر أن يقابله المواطنون بوعي كبير، غير أنهم أساؤوا الفهم واعتبروا أن تخفيف الإجراءات هو نهاية الوباء، مشيرا في السياق ذاته، أن “الحجر الكلي ليس حلا وقد يكون لبعض البؤر التي فيها تفشي كبير لهذا الفيروس فقط، وأن تقيد المواطنين بتدابير وإجراءات الحجر الصحي هو الحل الوحيد في الوقت الراهن لمجابهة هذا الوباء في ظل عدم وجود لقاح والتعزيز من عمليات التحسيس والرفع من وتيرة عمليات التشخيص”.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / رئيس النقابة الوطنية للأطباء العامين، صالح لعور عبد الحميد: :
“نعيش أزمة صحية تقتضي تضافر جهود الجميع”
“نعيش أزمة صحية تقتضي تضافر جهود الجميع”
رئيس النقابة الوطنية للأطباء العامين، صالح لعور عبد الحميد: :
الوسومmain_post