رحبت نقابات التربية برسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الموجهة للمعلمين والباحثين بمناسبة يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل، والتي جدد من خلالها التزامه بالإهتمام بالعلم والمعلم والأستاذ والباحث ماديا واجتماعيا من أجل صنع نهضة شاملة تعيد الإعتبار للمدرسة الوطنية بكل أطوارها وتستعيد بها الدولة هيبتها.
وحسب القراءة الأولية للشركاء التربويين، اعتبرت العديد من النقابات أن رسالة الرئيس عبد المجيد تبون “مطمئنة ومحفزة” لكن يبقى تجسيد الوعود أهم شيء وهو ما اتفقت عليه كل من الاتحادية الوطنية لعمال التربية والتكوين، والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي، وجمعية أولياء التلاميذ.
صادق دزيري: “هذا ما ننتظره من إصلاحات قطاع التربية”
أكد رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية والتكوين “أنباف”، صادق دزيري، في تصريحه لـ “الجزائر” أن رسالة الرئيس توحي بأن الرئيس “وقف على معاناة المدرسة الجزائرية والمعلم والأستاذ والباحث وبكل أوضاع المنظومة التربوية وهي خطوة هامة”، مضيفا أن البيداغوجيين “يؤكدون أن فهم السؤال نصف الجواب ومن ثمة ننتظر الملموس فيما يتعلق بإعادة الإعتبار للمكانة الإجتماعية للمربي سواء اجتماعيا أو ماديا أو تربويا من خلال إعادة النظر في سلم الأجور والبرامج والمناهج ولن يتأتي حسب صادق دزيري، إلا من خلال اتخاذ قرارات جريئة تحقق الأهداف الكبرى التي ينتظرها رجال ونساء التربية”، وفي نفس التصريح، أكد أن أهم نقطة تتمثل في انتظار تجسيد قانون أساسي يعطي المكانة الإجتماعية اللائقة للمربي معنويا وماديا”.
مزيان مريان: “كل الإصلاحات تنتظر التطبيق السريع”
وفي نفس القراءة التي قدمها لـ”الجزائر” أكد منسق النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي، مزيان مريان، أن إعادة الاعتبار للأستاذة “لا بد أن ينطلق من الميدان من خلال تجسيد كل الوعود التي تعيد المدرسة الجزائرية لمكانتها”، ولهذا يضيف “لا بد على رئيس الجمهورية أن يعطي أوامر لتجسيد القرارات في الميدان”، وأضاف المسؤول أن القطاع التربوي “لديه قانون خاص تم الإنتهاء من مناقشته مع اللجنة المختصة المشتركة بين الوزارة والنقابات التربوية منذ سنة ونصف وهي تنتظر أن يتم الموافقة عليه من طرف الحكومة والبرلمان وفي حال تم قبوله سيتم إعادة الاعتبار للأستاذ ومررنا لمرحلة جديدة”.
وفي نفس التصريح أكد مزيان مريان، أن “النقطة الثانية التي تنتظر إعادة النظر فيها المعالجة البيداغوجية للبرامج من أجل إصلاح النقائص ومن ثم الذهاب إلى الإصلاح والتطبيق من أجل الوصول إلى المرحلة الذهبية المنتظرة في القطاع”.
خالد أحمد: “رسالة الرئيس جاءت في وقتها لطمأنة النقابات”
وعن رسالة رئيس الجمهورية، أكد خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، في تصريحه لـ”الجزائر” أنها “مطمئنة أكثر من أي وقت مضى”، وأكدت أنه توجد نية كبيرة لإعادة الإعتبار للمدرسة الجزائرية وللمعلم والأستاذ بشكل خاص، واعتبر خالد أحمد أنه “توجد نية للعودة إلى الطريق الصحيح من خلال تجسيد الوعود التي انتظرها الشريك التربوي منذ سنوات عديدة”، وقال إنه “لا بد أن يكون هناك ملموس في أقرب وقت وأن يتم جعل قطاع التربية قطاع سيادي خالي من المشاكل من خلال الإهتمام الكبير وتوفير وسائل العمل وتحسين الظروف المعيشية والعملية”.
ويشار إلى أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، جدد التزامه الذي قطعه في خطاب القسم بالإهتمام بالمعلم والأستاذ والباحث ماديا واجتماعيا لصنع نهضة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للمدرسة الوطنية بكل أطوارها وتستعيد الدولة هيبتها، وقال الرئيس تبون في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الوطني للعلم: “إني بقدر ما أحيي الأسرة التربوية والجامعية وحملة الفكر الذين يحترقون ليضيؤوا الطريق للأجيال السابقة بقدر أن نحرم هذه السنة من احتفالات عيد العلم”.
وجاء في رسالة الرئيس: “لقد حارب شيخنا العلامة عبد الحميد بن باديس حتى آخر رمق من حياته، كل المخططات الاستعمارية الفرنسية لطمس الهوية الوطنية، وهدم عقيدة الأمة، ومحاولة القضاء على لغتها، وإفساد أخلاقها، وتشويه ثقافتها، وتصدّى لخطط الإدماج بقوة”، وتابع: “كان شيخنا الإمام عبد الحميد بن باديس من الأوائل الذين آمنوا بأن تحرير العقل من الجهل والخرافات، يسبق تحرير الأوطان حين جزم بأن العلم هو وحده الإمام المتبع في الحياة”.
رزاقي جميلة