انطلقت أمس الأحد، حملة التلقيح الثالثة لفائدة مستخدمي قطاع التربية وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة التي تتزامن مع عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد انتهاء العطلة الشتوية، وهي العملية التي ستستمر إلى غاية 13 جانفي المقبل، بحيث تعول الوزارة الوصية على الرفع من عدد مستخدميها الملقحين لحماية الأسرة التربوية من الفيروس التاجي.
وفي هذا الصدد، أكد نقابيون وناشطون تربويون بأن نسبة التلقيح لدى مستخدمي قطاع التربية كانت ضعيفة خلال الحملتين السابقتين التي أطلقتهما وزارة التربية الوطنية، مشددين على ضرورة العمل على رفعها للمساهمة في الجهود التي تقوم بها الدولة لمحاربة هذا الوباء.
الناشط التربوي، كمال نواري:
“لا بد من معرفة أسباب ضعف الإقبال على التلقيح لدى مستخدمي القطاع”
اعتبر الناشط التربوي، كمال نواري بأن حملة التلقيح ضد كورونا التي أطقلتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الصحة إيجابية وتهدف لحماية الأسرة التربوية والحفاظ أيضا على صحة التلاميذ لا سيما في ظل استمرار وباء كورونا، غير أنه أكد بالموازاة مع ذلك أنها عرفت إقبالا ضعيفا في المرحلتين الأولى و الثانية وهو ما دفع الوصاية لإطلاق الحملة الثالثة التي انطلقت أمس، عبر كافة المؤسسات التربوية.
وذكر نواري في تصريح لـ”الجزائر” أن “حملة التلقيح ضد كورونا التي اطلقتها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الصحة على مرحلتين لم تحقق الأهداف المرجوة التي كانت تطمح إليها الوصاية، بل على العكس كانت نسبة الإقبال من طرف الأساتذة ضعيفة جدا”.
وأضاف المتحدث أن “وزارة التربية الوطنية وضعت أهدافا للوصول لتلقيح أكبر عدد ممكن من مستخدمي التربية لحمايتهم وحماية التلاميذ ومعتمدة على الوعي غير أن نسبة التلقيح ظلت ضعيفة ولو كانت مرتفعة لما لجأت اليوم لإطلاق للحملة الثالثة”.
وشدد نواري على “ضرورة تكثيف حملات التلقيح وسط مستخدمي قطاع التربية والعمل على الرفع من نسبة التلقيح الضعيفة في الوقت الحالي لا سيما مع دخول الجزائر للموجة الرابعة من هذا الفيروس ومعها المتحور الجديد أوميكرون”.
وتابع قائلا: “كان على وزارة التربية الوطنية إجراء تقييم للمرحلتين الأولى والثانية من حملة التلقيح التي أطلقتهما في وقت سابق والوقوف عند الأسباب التي كانت وراء ضعف الإقبال وإطلاق حملة جديدة بشروط جديدة ترفع من نسبة الإقبال من وضع تحفيزات مشجعة للمدارس التي تسجل أعلى نسبة تلقيح مثلا”.
وأضاف أن “الأسرة التربوية مطالبة اليوم بالتحلي بالوعي والعمل على إنجاح هذه الحملة التي تصب في صالح الحفاظ على الصحة العمومية”.
رئيس الإتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ:
“نأمل أن تعرف الحملة الثالثة للتلقيح إقبالا”
ومن جانبه، عبر رئيس الإتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ عن أمله في أن تعرف حملة التلقيح الثالثة ضد كورونا التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية “إقبالا واسعا” بالنظر لأهمية ذلك في حماية الأسرة التربوية والمساهمة في الوقت نفسه في الجهود التي تبذلها الدولة لمحاربة هذا الوباء.
ورّد شابخ على نسبة الإقبال الضعيفة التي سجلت في المرحلتين الأوليتين، وقال في تصريح لـ”الجزائر” إن “مستخدمي قطاع التربية الوطنية هم جزء من الشعب ونسبة التلقيح هي ضعيفة بصفة إجمالية وليس في قطاع التربية فقط، ودورنا اليوم هو التحسيس حيث قمنا في نقابتنا بعملية تحسيس كبيرة وسخرنا حتى مقراتنا لاستعمالها في عملية التلقيح”.
وأضاف في السياق ذاته أن “الدولة بذلت مجهودا كبير لتوفير اللقاح واختارت الأحسن ومن له فعالية أكثر ووزارة التربية الوطنية هي الأخرى سخرت كل الإمكانيات لإنجاح عملية التلقيح لفائدة مستخدميها، فالقضية هي وطنية ولا تخص قطاع أو شخص بذاته وعلى الجميع أن ينخرط في العملية ويساهم في إنجاحها”.
وقال أيضا إن “المشكل في الشائعات التي يتم الترويج لها هنا وهناك حول الأعراض الجانبية لمن تلقى اللقاح وهناك من يصدقها وقد تكون وراء ضعف الإقبال ولكن ليست مبررا في نظري بالنظر لحديث العديد من الأخصائيين الذين فندوا الأمر، واعتبروا بأن اللقاح هو السلاح الوحيد لمحاربة وكبح انتشار فيروس كورونا وما علينا اليوم سوى اليقظة وأخذ اللقاح”.
وأكد شابخ انه متفائل من أن تعرف الحملة الثالثة للتلقيح إقبالا كبيراهذه المرة بالمقارنة مع الحملتين السابقتين بالنظر لارتفاع عدد الإصابات في الآونة الأخيرة وظهور المتحور الجديد “أوميكرون”.
وجدير بالذكر أن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد شدد في وقت سابق على ضرورة التنسيق مع مديري الصحة للنظر في أنجع السبل التي تقَرِب الفرق الطبية من مستخدمي قطاع التربية، خاصة أن حصيلة الحملة الثانية للتلقيح بيّنت أن أعلى النسب سجلت في الولايات التي كانت فيها الفرق الطبية تتنقل إلى المؤسسات التعليمية.
كما دعا أيضا لضرورة التنسيق مع رؤساء المؤسسات التعليمية لوضع استراتيجية جماعية لضبط هذه العملية وقدم توجيهات لتشجيع وتكريم المؤسسات التي تحقق نسبا عالية من تلقيح الموظفين مشيرا إلى أنه سيتم إتخاذ نفس الإجراء على مستوى الإدارة المركزية بالنسبة لمديريات التربية التي ستتصدر الترتيب من حيث نسبة التلقيح.
وكانت وزارة التربية الوطنية قد أطلقت خلال الأسبوع الثاني من العطلة الشتوية وعلى مدار أسبوع حملة تلقيح واسعة و مكثفة على مستوى كل المؤسسات التعليمية للأطوار التعليمية الثلاثة ضد فيروس كورونا وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وأشارت الوزارة في بيان سابق لها بأن “عملية التلقيح أضحت اكثر من ضرورة للحفاظ على صحة و سلامة الجميع لا سيما التلاميذ الذين هم أمانة في أعناقنا في هذا الوضع الصحي الصعب و أن التلقيح أصبح واجبا وطنيا تضامنيا وأخلاقيا يلزمنا به واجب الأمن الصحي والوقائي لأبنائنا و بناتنا .”
ودعت جميع مستخدمي القطاع و في مقدمتهم الأساتذة و الأستاذات للتحلي بروح المسؤولية و الحسين المدني الرفيع و التربوي العالي للهبة الجماعية نحو أخذ اللقاح ضمانا لسلامتهم و سلامة التلاميذ الذين هم أمانة في ذمة الجميع و تأمين إستمرار الدراسة والحفاظ على فرص النجاح للجميع.
وأشارت الوزارة إلى أن الجزائر كانت السباقة لأخذ الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة لمجابهة هذا الوباء في بدايته، وكانت السباقة كذلك في إنتاج اللقاح محليا ضد هذا الفيروس، وأشارت إلى أن أفراد الجماعة التربوية بدون إستثناء مدعوون اليوم إلى الإنخراط كلية في هذا المجهود و تحمل كل مسؤولياتهم إزاء هذا الوضع الوبائي الذي قد يتفاقم من يوم لآخر – على حد تعبيره-
كما سبق لوزير التربية أيضا أن التقى أيضا بجمعيات أولياء التلاميذ بحيث دعاهم للمشاركة الفعالة في التحسيس لإنجاح الحملة الثالثة للتلقيح التي تنظمها وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الصحة بحيث ستتنقل الفرق الطبية إلى المؤسسات التعليمية للسماح للأساتذة من تلقي التلقيح دون عناء التنقل، خاصة وأن العملية تتزامن ومواصلة الدراسة.
زينب. ب