انقضى أمس، الأسبوع الأول من الحملة الإنتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر، حيث تفصلنا أقل من 20 يوما عن هذا الاستحقاق الانتخابي، ولا تزال مواقف الأحزاب الإسلامية ممثلة في حركة مجتمع السلم و جبهة العدالة والتنمية منها حبيسة “اللاموقف“.
المكلف بالإعلام في جبهة العدالة والتنمية، محمد الأمين سعدي:
“لسنا مستعجلين عن موقفنا النهائي من الرئاسيات.. سنصدره في الوقت المناسب”
كشف المكلف بالإعلام لجبهة العدالة والتنمية محمد الأمين سعدي أن حزبه “لم يفصل بعد في موقفه النهائي من رئاسيات12 ديسمبر المقبلة ولا يزال الأمر حبيس موقف مجلس الشورى في دورته الأخيرة بإعلان المشاركة دون تقديم مرشح لها رافضا التعليق عما ذهب له القيادي في حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة بالقول إن المعارضة أمام فرصة لصناعة الرئيس بدعم أحد المترشحين”.
وقال محمد الأمين سعدي في تصريح لـ “الجزائر” إن “جبهة العدالة والتنمية لم تفصل بعد في الموقف النهائي من الانتخابات وهي ملتزمة بقرار مجلس الشورى الوطني في دورته الأخيرة القاضي في شقه الأول بعدم تقديم مرشح للانتخابات وهو ما حدث، بقي الشق الثاني الذي فوض من خلاله المكتب التنفيذي الوطني ورئاسة الجبهة بدراسة الخيارات المتاحة والفصل في الموضوع وذلك حسب المستجدات السياسية في البلاد بما فيها العمل مع القوى التي تريد إيجاد حلول حقيقية تخرج الشعب الجزائري مما هو فيه وهو أمر قد يتجاوز انتخابات 12 ديسمبر 2019″، وتابع المتحدث: “جبهة العدالة والتنمية ليست مستعجلة في اتخاذ الموقف النهائي وهي كحزب سياسي تدرس كافة الاحتمالات خاصة مع تسارع الأحداث وتعتبر مصلحة الشعب الأساس لكل موقف وسيكون في الأيام القادمة اجتماع للمكتب التفيذي الوطني وهيئة المتابعة التي يرأسها رئيس الجبهة للفصل في الأمر لكن كما قلت لك لسنا مستعجلين”.
وأبرز ذات المتحدث، أن التوجه العام للجبهة في هذه المرحلة “يميل إلى عدم دعم أي مرشح رغم أن الاجتماع الذي سيتخذ فيه الموقف النهائي حيال الموضوع لم يتم بعد غير أنه إذا كان هناك دور ثان قد يتخذ موقف مختلف عن هذا التوجه وتبقى مؤسسات الجبهة هي السيدة في اتخاذ ما تراه مناسبا”، وأضاف: “آخر مرجع رسمي يحكم موقف الجبهة هو قرار مجلس الشورى الوطني الصادر في آخر دورة له، وما قلته هو ما وصلت إليه النقاشات داخل الجبهة وهي في الغالب تسير في اتجاه عدم مساندة أي مرشح لكن هذا لا ينفي تواجد آراء أخرى”.
وعما إذا كان خيار المقاطعة مطروح للنقاش رد :”بالطبع خيار المقاطعة مطروح للنقاش كغيره من الخيارات غير أن ترك الحرية للمناضلين للتصويت على من يشاؤون أمر غير وارد، والكل ملزم بقرار مجلس الشورى ولا خروج عنه سواء في دورته الأولى التي قرر فيها المشاركة وعدم تقديم مرشح للحزب و في الدورة المقبلة لإعلان الموقف النهائي من رئاسيات 12 ديسمبر المقبل لما له من انعكاسات سلبية على البنية التنظيمية لأي حزب يتخذ مثل هذا القرار.”
القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش:
“لم نفصل في موقفنا النهائي غير أننا لن نكون لجنة مساندة“
من جهته، أكد القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش، أن الحركة “لم تفصل بعد في موقفها النهائي من الرئاسيات ولا تزال لغاية الساعة متمسكة بالموقف الصادر عن اجتماع مجلس الشورى في دورته الأخيرة بالمشاركة في الرئاسيات بعيدا عن خيار المقاطعة.
قال حمدادوش في تصريح لـ”الجزائر” “موقفنا من الرئاسيات هو المشاركة لا المقاطعة كما ذهب إليه مجلس الشورى أما الموقف التفصيلي فسيتخذه المكتب التنفيذي الوطني بعد توسيع الاستشارة إلى رؤساء المكاتب الولائية ورؤساء مجالس الشورى الولائية قبل يوم الاقتراع بوقت كاف”، وتابع البرلماني حمدادوش: “الاستشارة ليس على الموقف العام ولكن على الموقف التفصيلي الإجرائي من يوم الاقتراع وهو لن يخرج عن الموقف المبدئي لمجلس الشورى الوطني”.
وجدد حمدادوش أن حركة مجتمع السلم لا تزال متمسكة بمشروع “التوافق الوطني” بوصفه الحل الأمثل لأزمة البلاد الحالية، وأنه إذا تعذر تحقيقه الآن فتبقى الحاجة إليه قائمة، سواء بعد الرئاسيات، أو بمناسبة التشريعيات والمحليات”.
ورفض حمدادوش الخوض أكثر فيما كان قد ذهب إليه زميله في الحركة عبد المجيد مناصرة، بقوله أن المعارضة أمام فرصة لصناعة الرئيس بدعمها لأحد المترشحين الخمسة، وذكر المتحدث: “لكل أحد الحرية في قول ما يشاء، الرأي والرأي الآخر محترم داخل الحركة ولكن القرارات والمواقف النهائية تصدر عن مؤسساتها وموقفنا العام أننا غير معنيين بدعم أي مترشح”.
وأضاف ناصر حمدادوش، في السياق ذاته: “قلناها في السابق ونعيدها اليوم، الحركة لن تدعم أي مترشح من المترشحين الخمسة ولن تكون لجنة مساندة لأي جهة أو أي شخص، لأن حركتنا لديها رؤية وطنية باستشراف مستقبلي بعيدا عن أي طموحات شخصية أو أنانيات حزبية أو اصطفافات إيديولوجية ومصلحة الجزائر في اجتماع كل أبنائها على رؤية سياسية واقتصادية توافقية وشاملة”.
زينب بن عزوز