يبدو أن الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر أظهرت ملامح التعاون والتلاحم بين أبنائها، من خلال المساهمة في تعقيم الشوارع، فيما تبرعت تشكيلات حزبية لـ”صندوق للتضامن” لمواجهة “كورونا”، ويرى متابعون أن الطبقة السياسية بمختلف انتمائاتها وتشكيلاتها قد توحدت ووضعت خلافاتها جانبا وجعلت من “كورونا” الموضوع الوحيد المهيمن على انشغالاتها.
ويبدو أن الوباء قد نجح فعلا في توحيد هذه الأحزاب بالرغم من خلافاتها الكبيرة والقديمة في الساحة السياسية، وفرض عليها تأجيل كل اختلافاتهم إلى إشعار آخر بمبدأ الأولوية حاليا في القضاء على هذا الوباء .
وبادرت المعارضة للاتصال بالسلطة من أجل تأكيدها على دعمها في مواجهة وباء كورونا المستجد، ويأتي هذا في الوقت الذي اعتراف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد، بتلقيه اتصال من المعارضة من أجل تأكيد الأخيرة على دعمها في مواجهة فيروس “كورونا” المستجد، وقال الوزير في تصريح سابق له تلقينا الدعم والتضامن من خلال هده الأزمة التي تواجهها الجزائر من طرف مختلف التشكيلات السياسية، التي قال انها جاءت من طرف معارضين، وتابع وزير الصحة عبد الرحمان بوزيد في تصريح سابق: “لقد ظهرت لي جزائر جديدة بعد اجتياز البلاد لهذه الأزمة والحمد الله سنقضي عليها، ستكون جزائر جديدة وشخصيات سياسية لديها مواقف خاصة اتصلوا بي، بدون ذكرهم قالوا لي لدينا هدف واحد وعدو واحد هو مواجهة الوباء”. وعلى صعيد متصل، دعت أغلب الأحزاب السياسية إلى ضرورة الامتثال إلى الاجراءات الوقائية لمواجهة مخاطر فيروس “كورونا” الذي انتشر في الجزائر وخلف ضحايا وذلك من أجل الحفاظ على صحة الشعب الجزائري المهدد بهذا الوباء، لاسيما خلال التجمعات الشعبية.
وفي هذا الإطار، دعت جبهة القوى الاشتراكية الى اتخاذ “كل الإجراءات اللازمة لضمان التكفل الكامل بالمصابين بفيروس كورونا والتحضير لمجابهة موجة انتشار محتملة لهذه العدوى الخطيرة من خلال توعية الشعب وتكثيف إجراءات الوقاية”.
وأوضحت أن “السلطة مجبرة على توفير أقصى الامكانيات البشرية والمادية قصد تمكين البلاد من تجنب الدخول في حالة صحية مزرية”.
وفي هذا السياق, ذكر الحزب بأنه “يضم صوته لكل الذين ينادون بالتحلي بالمسؤولية من أجل الحفاظ على صحة الشعب الجزائري المهدد بعدوى فيروس كورونا خلال التجمعات الجماهيرية”.
من جهتها، دعت حركة مجتمع السلم الشعب الجزائري الى “الالتزام بالإجراءات الوقائية الفردية والبقاء في البيوت لمن ليست له ضرورة للخروج” مع “العناية بكبار السن والأطفال والمرضى ذوي المناعة المنخفضة وأداء صلاة الجماعة في البيت”.
كما دعت الحركة منظمات المجتمع المدني إلى “المساهمة في حملات التوعية والنظافة والتعقيم وإرشاد المرضى والتأهب لدعم المستشفيات والمصالح الصحية لمواجهة المرض عند الاقتضاء”، كما حثت هياكلها ومؤسساتها على “القيام بمسؤوليتها المجتمعية وفق برنامج شامل للخدمة العامة بغرض مواجهة هذا الوباء والتعاون مع السلطات المخولة لهذا الغرض في جميع الولايات والبلديات”.
بدوره، قرر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية تعليق كل نشاطاته التي قد تكون عاملا لانتشار فيروس “كورونا” وذلك الى غاية “تحسن الوضع الصحي في البلاد”.
فلة.س
الرئيسية / الوطني / دعت إلى تضامن الجميع للخروج من الوضعية الصعبة:
“هدنة سياسية” بين الأحزاب لمواجهة الأزمة الصحية
“هدنة سياسية” بين الأحزاب لمواجهة الأزمة الصحية
دعت إلى تضامن الجميع للخروج من الوضعية الصعبة:
الوسومmain_post