فندت وزيرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، كل المزاعم التي تفيد باحتمالية خصخصة هذه المؤسسة بالقول “أنّ بريد الجزائر مؤسسة حكومية ملك للشعب ولا يمكن في أي حال من الأحوال خصخصتها لأنها تقدم خدمات عمومية شأنها شأن البلديات والدوائر الحكومية.
وقدمت فرعون التي حلت ضيفة على القناة الإذاعية الثالثة، اعترافات غير مسبوقة بقولها أن مؤسسة بريد الجزائر تعيش فوضى تسيير وتكوين جعلتها تتخبط في الكثير من المشاكل في السنوات الأخيرة، متسائلة عن مكان تواجد أكثر من 25 ألف عامل في المؤسسة؟ مجيبة على ذلك بالقول “هؤلاء موزعون بطريقة غير عادلة، ما يجعل الكثير من هذه المكاتب تشهد فوضى دائمة”.
وكشفت فرعون أن الطرود البريدية، أصبحت من بين أكثر العقبات التي تحول بين المؤسسة العمومية وبين النجاح، قائلة “لقد بدأنا العمل على إعادة هيكلة مسار المؤسسة والتفكير جار في الوقت الحالي لاستخدام الفرز الآلي للطرود”، مؤكدة في الوقت ذاته “أن تصحيح مسار تسيير الطرود البريدية سيكون له تبعات ايجابية على المؤسسة، حيث ستصبح أغنى من اتصالات الجزائر التي تعيش في بحبوحة مالية كبيرة”.
وأردفت فرعون كلامها بمثال يتعلق بسعاة البريد الذين ينهون وظيفتهم كما بدؤوه من قبل، وهو أمر بدائي وغير مقبول تعيشه المؤسسة منذ سنوات طويلة، مؤكدة بأن ترقية هؤلاء سيدخل ضمن أولويات برنامجها المستقبلي، قائلة “سعاة البريد ينهون مسارهم المهني بالشكل الذي بدؤوا به ولا تمسهم أي ترقية في المناصب وهذا أمر مرفوض” مضيفة أنها “سنعمل على تطوير هذه المهنة وترقيتها حتى يتسنى لساعي البريد التدرج في المناصب معلنة عن تقاعد 2000 ساعي بريد سيتم تعويضهم بخريجي الجامعات”.
وفي السياق ذاته، أشارت الوزيرة إلى أن هيأتها ستفتح هيكل جديد من شأنها أن يقدم خدمات جديدة ومفيدة للمواطنين، ويتعلق الأمر بساعي بريد البيوت، قائلة “نحن بصدد فتح هيكل جديد يتعلق بسعاة إلى المنزل، قصد تحقيق خدمة أفضل للمواطن، كما سيضمن توظيف الآلاف من خريجي الجامعات، بعد خضوعهم إلى التكوين المتواصل ما سيسمح بترقيتهم في المناصب”.
وبخصوص التكوين الذي انتقدته الوزيرة كثيرا، صرّحت بأن هيأتها لا تتوفر بعد على مخطط تكوين مناسب، ولكن رغم ذلك فقد قررت تخصيص مبلغ مالي قدره 300 مليون دينار، من أجل تكوين عمال البريد ورفع من مستواهم العملي بحيث يكونون في مستوى نظرائهم في الدول المتقدمة، قائلة “إن غياب التخطيط الذي يضمن لنا تحديد الاحتياجات والمواقع، أجبرنا على صرف 47 مليون دينار فقط في سنة 2016، وسنعمل على صرف بقية الغلاف المالي المخصص للتكوين خلال السنة الجارية”.
من جهة أخرى، أشادت وزيرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالتضحيات الكبيرة التي قدمها عمال القطاع خلال سنة 2016، وذلك رغم الأزمة المالية التي تعيشها البلاد جراء الانخفاض الشديد في العملة الصعبة، قائلة ” لقد تمكنا رغم الصعوبات الكثيرة من تحقيق أرباح تجاوزت 8 مليار دينار خلال السنة الماضية، في حين لم يتجاوز المبلغ 7,5 مليار دينار خلال السنة التي قبلها، والى جانب ذلك فقد تجاوزنا مرحلة العجز الذي كنا نعيشه في السنوات الماضية، حيث أودعنا أكثر من 747 مليار دينار في البنوك، كما تمكنا من دفع 13 مليار دينار من أجل 50 مليار كانت دين على المؤسسة، وذلك في سنة واحدة فقط”.
وفي السياق ذاته قالت الوزيرة، رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا والمشاكل التي نتخبط فيها، تمكنا من تحقيق بعض الانجازات، حيث قمنا بتصحيح مسار هذه المؤسسة وتم التركيز على الخدمات البريدية المالية، لأنها أكثر فعالية لتحقيق التعويض واليوم تمت رقمنتها و تأمين أرصدة 20 مليون جزائري ، بالإضافة إلى استحداث بطاقة بريد الجزائر وهي خدمة متطورة تنسجم مع المواصفات العالمية ما سمح بتحقيق أرباح هامة لهذه المؤسسة و نحن تضيف المتدخلة نتطلع إلى تحقيق أهداف أفضل”.
في الأخير دعت الوزيرة هدى فرعون، كل عمال القطاع إلى تبني سياسة الإصلاح لان ذلك سيعود عليهم بالإيجاب، حيث سيتم ترقيتهم وضمان تقاعد مريح لهم في المستقبل، مشيرة إلى أن الحصيلة الإيجابية للمؤسسة خلال السنتين الأخيرتين سمحت باستفادتهم من المنحة السنوية للعام الثاني على التوالي”.
عادل فداد
الرئيسية / الوطني / رغم تحقيق أرباح تجاوزت 8 مليار دينار خلال السنة الماضية:
هدى فرعون تعترف بوجود فوضى في تسيير “بريد الجزائر”
هدى فرعون تعترف بوجود فوضى في تسيير “بريد الجزائر”