الخميس , يناير 2 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / نشاطات وإنجازات خارجية ووجه جديد على رأس القطاع:
هذا أهم ما ميز قطاع الثقافة والفنون خلال عام 2024

نشاطات وإنجازات خارجية ووجه جديد على رأس القطاع:
هذا أهم ما ميز قطاع الثقافة والفنون خلال عام 2024

ككل عام، شهد القطاع الثقافي والفني خلال عام 2024، العديد من التظاهرات الثقافية والفنية المهمة، كان النصيب الأكبر منها في إطار الاحتفال بالذكرى السبعين للثورة التحريرية المظفرة، وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي تتعلّق بصون ذاكرة الأمة الجزائرية والحفاظ على أمانة الشهداء، كما تميز المشهد الثقافي الجزائري في 2024، بتنظيم الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024 “كانكس ويكاند”، وإنجاز مهم في التراث الثقافي، فضلا عن تعيين وجه جديد على رأس القطاع.

فعاليات ثقافية كبرى تحتفي بـ “سبعينية الثورة”

خصصت جل التظاهرات الثقافية للاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، إذ عرفت مختلف مناطق الوطن تنظيم فعاليات في السينما والمسرح والأدب والفكر… وغيرها، أبرزت زخم هذا الحدث الوطني الهام ومكانته لدى الشعب الجزائري.

وقد سطرت وزارة الثقافة والفنون، بهذه المناسبة، برنامجا ثقافيا وفنيا وفكريا ثريا يعكس المكانة التي تستحقها هذه الذكرى التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عناية كبيرة وحرصا شديدا، بهدف إعطائها الزخم الذي تستحقه، عبر برنامج يسمو إلى عظمة هذا الحدث الوطني.

واحتضنت الجزائر، في هذا الإطار، من 6 إلى 26 نوفمبر، الطبعة السابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب تحت شعار “نقرأ لننتصر”، بتسطير برنامج ثقافي متنوع تمحور حول التاريخ والذاكرة، بمشاركة ناشرين وأدباء ومثقفين ومهنيين في مجال صناعة الكتاب، من الجزائر وإفريقيا والعالم العربي وأوروبا.

وقد عقدت، في هذا السياق، عدة ندوات حول الثورة على غرار “روح ثورة 1 نوفمبر 1954 المجيدة: إرث للأجيال” و”المؤرخون والكشف عن الجرائم الاستعمارية” و”كتاباتنا حول نوفمبر”، و “النصوص المؤسسة للثورة الجزائرية” و”الثورة الجزائرية في الكتابات العربية”، إلى جانب ندوة حول “التصوف والقيم الإنسانية عند الأمير عبد القادر”.

ونظم، من جهته، المركز الوطني للكتاب ملتقى وطنيا بالمكتبة الوطنية الحامة بالعاصمة، يومي 19 و20 نوفمبر، حول “أدب المقاومة في الجزائر، الثقافة في مواجهة الخطاب الكولونيالي”، تمحور حول عدة مواضيع من بينها تفكيك الخطاب الاستعماري ومقاومة العولمة والهيمنة الغربية.

وسمحت، المهرجانات السينمائية المنظمة هذه السنة، على غرار مهرجان الفيلم العربي بوهران (4-10 أكتوبر)، فرصة لطرح موضوع القضايا العادلة عبر العالم واستذكار أسماء سينمائية خدمت الذاكرة الوطنية عبر الصورة، كما هو الحال مع المخرج محمد لخضر حمينة، مخرج فيلم “وقائع سنين الجمر” (1975).

وخصصت تظاهرات سينمائية أخرى عبر الولايات برامجها للاحتفال أيضا بهذه الذكرى المجيدة، على غرار الطبعة ال18 للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بتيزي وزو، وتظاهرتي “بانوراما سينما الثورة” بالجلفة و”السينما في الهواء الطلق” بالمدية.

وفي إطار السينما أيضا، نظمت الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية في 3 أكتوبر بالعاصمة ندوة حول “السينما وثورة التحرير الجزائرية”، تم خلالها إبراز أهمية دبلوماسية الصورة ودورها في التعريف بالقضية الوطنية ودحض الدعاية الفرنسية الاستعمارية المعادية لإرادة الشعب الجزائري في الاستقلال.

وشكل بدوره الملتقى الدولي حول “السينما والذاكرة”، المنظم بالجزائر العاصمة من 9 إلى 11 ديسمبر، فرصة لمناقشة عدة قضايا تمحورت أساسا حول دور السينما في بناء الوعي التحرري وتجربة السينما الجزائرية أثناء وبعد الثورة التحريرية وكذا إشكاليات تثمين وترويج الفيلم المقاوم.

وفي مجال المسرح، تم بمناسبة السبعينية إنتاج وتوزيع ثمانية أعمال مسرحية كبرى من طرف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ومسارح جهوية، وهي أعمال تسلط الضوء على نضال الشعب الجزائري وكفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تم في هذا الإطار عرض مسرحيات من قبيل ”زهرة الرمال تنتفض” للمسرح الجهوي لأدرار، “سفينة كاليدونيا” للمسرح الجهوي لتيزي وزو، “الثائرون” للمسرح الجهوي لقسنطينة وكذا “الاختيار” للمسرح الجهوي لسعيدة.

وقد تم تقديم عدد من العروض الفنية الكبرى بالعاصمة من قبيل “ثمن الحرية” من إنتاج أوبرا الجزائر و”تهاقرت… ملحمة الرمال” من إنتاج ديوان رياض الفتح، حيث ترجمت هذه الأعمال الركحية والاستعراضية روح النضال والكفاح لدى الشعب الجزائري ومقاومته المسلحة للاستعمار الفرنسي في سبيل الحرية والوطن.

وضمن هذه العروض أيضا، خصص الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ابتداء من شهر نوفمبر، برنامجا متواصلا من الجولات الفنية، من عروض موسيقية ومسرحية وغيرها، عبر مختلف الولايات، احتفاء بهذه الذكرى، وهذا تحت شعار “قوافل الذاكرة،   نوفمبر المجيد، وفاء وتجديد”.

وأما في الفن التشكيلي، فقد جمعت تظاهرة “بانوراما الفن التشكيلي الجزائري 1954- 2024″، التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة بمناسبة السبعينية، أزيد من 200 عمل تشكيلي جزائري ومجموعات متحفية وفنية خاصة، عكست تطور الفن التشكيلي في الجزائر عبر ما يزيد عن 70 سنة من العطاء.

تنظيم الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024 “كانكس ويكاند” تنظم في الجزائر

نظمت الجزائر بالتنسيق مع البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” وبالشراكة مع مفوضية الإتحاد الإفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية “زليكاف” الأيام الإبداعية الإفريقية لعام 2024 “كانكس ويكاند”، والتي جاءت تحت شعار “شعب موحد بالثقافة ويبدع من أجل العالم”، فرصة “مهمة لإبراز الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية وتشجيع المواهب المتنوعة في شتى مجالات الإبداع من جميع أنحاء القارة ولدى المغتربين إضافة إلى ترقية النقاش بين المشاركين وتوفير المزيد من الفرص التجارية بين مختلف المؤسسات من جهة وبين المؤسسات والدول من جهة أخرى.

وقد تنظيم أنشطة وفعاليات متنوعة من معارض وموائد مستديرة ومحاضرات وورشات تكوينية في مجالات الموسيقى والسينما إلى جانب أعمال استعراضية وفنية وعروض أزياء بالإضافة إلى أنشطة رياضية وزيارة مختلف المواقع الأثرية وخرجات سياحية. ويتعلق الأمر بالأساس بتنظيم “مصنع الموسيقى للشبكة الإبداعية الإفريقية” وهو عبارة عن ” لقاء لمئات من المؤلفين والملحنين وصانعي الإيقاع في استوديوهات التسجيل الحية في قلب معرض الشبكة الإبداعية الإفريقية، وإطلاق ألبوم يضم الأغاني المسجلة خلال الإنتاج الموسيقى للسنة المنصرمة”، وحفلات غنائية وعروض موسيقية بمشاركة فرق وفنانين الأكثر ريادة في إفريقيا. وبالإضافة إلى تنظيم جائزة كتاب الشبكة الإبداعية الإفريقية للنشر احتفالا بالتفوق الأدبي في القارة، فضلا عن حفل لتوزيع جوائز الشبكة الإبداعية الإفريقية للأفلام القصيرة، كما شهدت عرض أزياء الشبكة الإبداعية الإفريقية حيث يجتمع العديد من المصممين الأكثر ابتكارا وإبداعا من جميع أنحاء إفريقيا والمهجر ليبرزوا آخر إبداعاتهم في مجال الموضة، فضلا عن معارض للأعمال التجارية مخصصة للمؤسسات وللعلامات التجارية والمنظمات الإبداعية، مما يوفر فرصا استثنائية للبيع للمهتمين والزوار وكذا معرض فني بصري يضم أعمال فنانين مشهورين وبمشاركة مواهب ناشئة.

الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير والحناء يدخلان اليونسكو

نجحت الجزائر خلال 2024،  في مجال التراث الثقافي، بإدراج عنصرين جزائريين جديدين في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل “اليونسكو”، مع تصنيف الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير وكذا الحناء الذي ترشحت بهما الجزائر ضمن ملف عربي مشترك، حيث صادقت اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لـ “اليونسكو”، بداية ديسمبر الماضي، على إدراج ملف الجزائر المتعلق بـ “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين – القندورة والملحفة” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

ويأتي هذا التصنيف تتويجا لعمل دؤوب لفريق من الباحثين الجزائريين التابعين لمؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، وهذا في سعيها لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية الشاملة لحماية وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به الجزائر، والذي يعد جزء من ذاكرة وتراث الإنسانية جمعاء.

وتعتبر العناصر التي تم إدراجها في هذا الملف، على غرار: القفطان وخيط الروح، مثالا عن ماهية التراث الجزائري الحي، حيث أن صناعة اللباس النسوي في الشرق الجزائري الكبير وطريقة ارتدائه والزينة المرتبطة به تتجلى من خلال الاحتفالات التي تنظم في المناسبات المختلفة والتي تمارس بصفة جماعية وفي جو من الفرح والبهجة، إضافة إلى أنه تراث تتوارثه الأجيال عبر الزمن.

وتدخل في إطار هذا الملف العديد من العناصر المطرزة، على غرار “القندورة”، “الملحفة”، “القفطان”، “القاط”، “القويط”، “اللحاف”، “الشاشية”، “السروال”، “الدخيلة”، “اللوقاع”، “المنديل” و”الحزام”، ترافقها حلي من قبيل “الشاشية بالسلطاني”، “الجبين”، “خيط الروح”، “المناقش”، “المشرف”، “المخبل”، “السخاب”، “المسايس” و”الخلخال”.

من جهة أخرى، وخلال نفس الدورة التاسعة عشر، تمت أيضا المصادقة على إدراج الملف العربي المشترك “الحناء: الطقوس والممارسات الاجتماعية والجماليات” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهو الملف الذي تقدمت به 16 دولة عربية من بينها الجزائر، حيث تعتبر “الحناء” ممارسة ثقافية تقليدية تميز الجزائر والعديد من الدول في المنطقة العربية، حيث ارتبطت بالمرأة الجزائرية والعربية عبر العصور، وقد استخدمت في المناسبات الدينية كالأعياد والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف والختان.

وقد جاء تصنيف “الحناء” أيضا تتويجا لعمل الخبراء الجزائريين والعرب الذين أعدوا ملفا علميا دقيقا، حيث استغرقت التحضيرات أكثر من عام ونصف، بعد أن تقدمت كل دولة بالأسباب التي دعت إلى رغبتها للمشاركة في هذا الملف، مع تبيان أساليب وطرق استخدام الحناء والمناسبات التي تتطلب استعمالها والتي تجعل ممارستها أمرا ضروريا والمعاني التي تنسب إليها من طرف مختلف المجتمعات و الأسرار التي تحملها، إلى جانب استخدامها في التجميل والتزيين وكذا لأغراض طبية.

وبذلك، يضاف تسجيل ملفي “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير” و”الحناء” إلى عناصر تراثية جزائرية غير مادية مصنفة على ذات اللائحة. ويتعلق الأمر بكل من “أهليل قورارة” (2008)، “العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بزي الزفاف التلمساني” (2012)، “الزيارة السنوية لضريح سيدي عبد القادر بن محمد، سيدي الشيخ” (2013)، “الطقوس والاحتفالات الخاصة بعيد السبيبة فى واحة جانت” (2014)، “السبوع: الزيارة السنوية إلى زاوية سيدي الحاج بلقاسم في قورارة” (2015)، “المعارف والمهارات الخاصة بكيالي الماء العاملين في الفقارات في توات وتيديكلت” (2018)، وكذا “الراي: الغناء الشعبي للجزائر” (2022).كما يضاف الملفان إلى عناصر جزائرية تراثية أخرى مشتركة مع دول عربية وإفريقية، مدرجة بدورها ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وهي كل من “الممارسات والمهارات والمعرفة المرتبطة بمجموعات إمزاد عند الطوارق” (2013)، “المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس” (2020)، “الخط العربي” (2021) وكذا “النقش على المعادن” (2023).

زهير بلوو وزيرا جديدا على قطاع الثقافة والفنون

عرف عام 2024 أيضا، تعيين وجها جديدا على رأس وزارة الثقافة والفنون خلفا للوزيرة السابقة صورية مولوجي، إثر التعديل الحكومي الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بموجب مرسوم رئاسي، حيث عين زهير بللو على رأس هضبة العناصر ، ليباشر مهامه بحضور المهرجانات والملتقيات على غرار المهرجان الوطني للمسرح المحترف وزيارة الفنانين والكتاب على غرار بهية راشدي، عبد المجيد مسكود…، ويعقد الاجتماعات لإطارات الوزارة.

ويعد زهير بللو من بين الشخصيات التي قدمت إسهامات عديدة في مجال الثقافة ، بما فيها دعم العديد من المشاريع الثقافية، التي من بينها تنظيم مهرجان الخط العربي. على أهمية استمرارية هذه الفعاليات التي تحتفل بالفنون التقليدية الجزائرية​​. كما سعى بللو لتفعيل دور المؤسسات الثقافية وتنمية مختلف الفنون في البلاد​​.

وشغل زهير بللو العديد من المناصب بوزارة الثقافة والفنون،  على غرار منصب مدير بالنيابة بمديرية ترميم وحفظ التراث الثقافي بالوزارة، وتقلد قبلها أيضا عدة مناصب ومهام منها مفتش التراث بالوزارة، مستشار ومكلف بالدراسات والتحليل، مدير برنامج التراث الجزائري على مستوى الاتحاد الأوروبي، رئيس ديوان وزارة السياحة، كما عين أمينا عاما بالنيابة في فترة ترأس مليكة بن دودة  وزارة الثقافة والفنون.

إعداد: صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super