طالب رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بالحرية للعلماء المعتقلين في سجون السعودية ولمن قال على شاكلتهم من المظلومين وجاء موقف عبد الله جاب الله بعد نشر بعض وسائل الاعلام العالمية عن عزم السعودية تنفيذ حكم الإعدام في حق ثلاثة أسماء من العلماء والدعاة المعتقلين في سجونها، وهم: سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، وقال جاب الله فحزنا حزنا عميقا لهذا القرار الجائر في حقّ علماء ودعاة كرّسوا حياتهم لخدمة دينهم وقومهم وأمتهم باعتدال ووسطية يشهد لها تاريخهم وكل من عرفهم عن قرب أو من خلال كتاباتهم ومحاضراتهم
وهذا النص الكامل الذي نشره عبد الله جاب الله على صفحته بالفايسبوك بخصوص موقفه الداعم للعلاماء الثلاثة
الحرية للعلماء المعتقلين في سجون السعودية ولمن على شاكلتهم من المظلومين
علمنا من خلال بعض وسائل الإعلام العالمية والعربية عن تسريبات من مسؤولين حكوميين سعوديين تفيد أن السلطة السعودية عازمة على تنفيذ حكم الإعدام في حقّ ثلاثة أسماء من العلماء والدعاة المعتقلين في سجونها، وهم: سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، فحزنا حزنا عميقا لهذا القرار الجائر في حقّ علماء ودعاة كرّسوا حياتهم لخدمة دينهم وقومهم وأمتهم باعتدال ووسطية يشهد لها تاريخهم وكل من عرفهم عن قرب أو من خلال كتاباتهم ومحاضراتهم
ورأينا من واجبنا أن نندد بهذا القرار، ونضم صوتنا للمطالبين بإلغائه وإطلاق سراحهم وسراح جميع معتقلي الرأي في سجون المملكة، اعتقادا منّا أنّ حريّة الرأي من أعظم الحريات التي اهتم بها الإسلام واهتم بها الفقه الدستوري الحديث.
وقد اتفقت النظم الديمقراطية على أنه لزاما على السلطات بسط الحريات والاهتمام بها واحترامها وتوفير شروط قيامها وضمانات حمايتها، دفعا للمشقة والحرج، ولأن معناها الاجتماعي يجعلها مظهرا لعدل النظم وأساسا للتقدم.
إنّ المواطنين يجب أن يكونوا أحرارًا في تكوين آرائهم بناء على تفكيرهم الشخصي، وبعيدًا عن كل تبعية أو تقليد لأحد أو جهة خوفا منهم أو رغبة فيهم، كما لهم الحقّ في التعبير عن آرائهم بالأسلوب الذي يرونه بعيدًا عن كل قذف أو تشهير
ومن أهم مظاهر حرية الرأي حقّ الأفراد في التعبير عن آرائهم في المسائل السياسيّة لإصلاح المجتمع والدولة ومحاربة الفساد، وتقويم الأنظمة والحكومات، ومنع جنوحها للاستبداد والاستغلال والفساد، ودعوتها للعمل لصالح شعوبها وحماية حقوقها وحرياتها والدفاع عن ثوابتها ومقومات شخصيتها وسائر ثرواتها وممتلكاتها، وقد كفلت جميع دول العالم المتحضر هذه الحقوق والحريات
وعليه فإنّ المساس بها ومعاقبة ممارسيها كما هو الحال في السعودية من أكبر أنواع الظلم، فإذا تجاوز المساس حدود التضييق، وانتقل إلى الاعتقال والتعذيب، ثم التهديد بالقتل، عظم جرم من يفعل ذلك من الأنظمة والحكومات، وتحولت إلى كابوس ينشر الخوف، وأداة توزع الرعب وتزرع الموت، وكل ذلك جرائم لا تقرها شريعة الله تعالى ولا شرائع البشر.. فإذا تم ذلك على مرأى ومسمع من العالم ومنظماته الدولية ولم تتحرك لمنعه وفرض إطلاق سراح ضحاياه أضحت شريكة في الجرم، ولحقتها لعنات سكان الأرض ومن في السماوات
إنّني أعتقد أن المسلمين الملتزمين بدينهم والمحبين الخير لأمتهم وأوطانهم قد أحزنهم كثيرا خبر عزم السلطات السعودية إعدام هؤلاء العلماء والدعاة، وأفرح أعداء الإسلام كلهم.
ومهما تكن الدواعي لهذه الأحكام القاسية فإن المسلمين في الجزائر والعالم لا يرضون لحكومة الحرمين الشريفين أن يسجل عليها التاريخ قتل العلماء أو سجنهم، لأنّها لا تعدم بإعدام هؤلاء أشخاصا، وإنما تقضي على بعض دعاة الإسلام، وتسكت أصواتا من أصواته، وتطمس بعض مفاخره التي زينت المملكة وشعبها عقودًا من الزمن لدى الكثير من المسلمين في العالم
إنّ تعاطف المسلمين مع السعودية وإكبارهم لانجازاتها السابقة في نصرة قضايا الأمة والتشجيع لعلمائها عقودًا من الزمن منذ عهد مؤسس الدولة الأول إلى عهد الملك عبد الله رحمهم الله هو رأس مال الدولة السعودية، فلا تلطخوا ذلك التاريخ، والواجب أن تزكوه بإطلاق جميع معتقلي الرأي، وعلى رأسهم الشيخ د/ سلمان العودة وأخويه مهما كانت التهم السياسية الموجهة إليهم، لأنّها تُهَمُ رأيٍّ، والشرائعُ والدساتيرُ لا تعاقب على تُهَمِ الرأيٍّ
الجزائر في: 22 رمضان 1440ه// الموافق لـ: 27 ماي 2019م
رئيس جبهة العدالة والتنمية
الشيخ عبد الله جاب الله