يعرف سعر العملة الصعبة منذ أسبوع تراجعا ملحوظا، أين بلغ سعر 100 أورو أمس 19 ألف دينار في السوق السوداء بعد أن كان يتجاوز 21 ألف دينار قبل أسبوع، وقد اختلفت التحليلات حول أسباب هذا التراجع بين ما اعتبرها “خلل ظرفي” بسبب كثرة العرض و قلة الطلب، وبين من يراها أن السبب هو التخوف من الوضع الذي تعيشه البلاد، غير أنهم اجمعوا على أن تقلبات العملة الصعبة في هذه الفترة لا يمكن التكهن بها و يمكن أن سيتم التراجع إلى 15 ألف دينار، و قد يكون العكس إذ هناك احتمال آخر بعودة ارتفاع السعر انطلاقا من منتصف الشهر الجاري و توجه الجزائريين إلى الخارج سواء للعطل أو للحج.
بلغ أمس سعر الأورو في سوق السكوار بالعاصمة 19 ألف دينار ل100 أورو، في حين يشهد في عدد من مناطق الوطن الأخرى اقل من ذلك، وهو اخفض سعر شهدناه منذ ما يزيد عن السنة، و قد جاء هذا التراجع في ظرف قصير لا يتجاوز الأسبوع، فمنذ الأربعاء الماضي فقط كان سعر ال100 أورو يتجاوز ال21 ألف دينار، و منذ السبت المنصرم بدا يتراجع إلى 20 ألف دينار، و أول أمس إلى 19 ألف و500 دج، و أمس 19 ألف دينار، في السوق السوداء، وهو تراجع طرح عدة تساؤلات، وأخذ الكثيرون يربطونه بالوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، حيث يرى البعض أن من كان يرفع سعر العملة مقابل الدينار هم المسؤولون ورجال الأعمال الذين زج بهم اليوم في السجن والذين هم ممنوعون من السفر، نظرا لسفرياتهم الكثيرة وسحبهم لأموال كثيرة وتهريب أخرى، أما آخرون فربطوها بالخوف وعدم وضوح الرؤية في ظل الوضع القائم، ما جعلهم لا يقدمون على الشراء وعلى البيع، أما المختصون في الاقتصاد فلهم رأي آخر، وفي هذا السياق يقول الخبير الاقتصادي وأستاذ القانون عبد الرحمان عية في تصريح ل”الجزائر”، أنه لا يمكن أن نقول أن الدينار ارتفع بل الأورو هو الذي تراجع، ويرى أن هذا التراجع ناتج عن “اختلال ظرفي”، حيث هناك اختلال بين العرض والطلب، ونحن اليوم أمام كثرة العرض مقابل نقص في الطلب، فالجالية الجزائرية بدأت بالتوافد على أرض الوطن لقضاء العطلة، وحولت أموالها من الأورو إلى الدينار وهنا زاد العرض، لكن في المقابل لم يكن هناك إقبال على شراء هذه العملة من قبل الجزائريين الذين اعتادوا التوجه في عطلتهم إلى الخارج، وهذا قد يكون بسبب انتظارهم لنتائج البكالوريا التي سوف يعلن عنها في 20 من الشهر الجاري وتمديد السنة الجامعية إلى 31 جويلية ، وأشار الخبير أن هناك ربما أسباب أخرى مرتبطة بتشديد الرقابة على المنافذ التي كانت تهرب منها العملة الصعبة.
وعن إمكانية عودة ارتفاع سعر الأورو مقابل الدينار من جديد خصوصا مع موسم الحج، قال عية، أنه لا يزال أمامنا أزيد من أسبوع لمعرفة تأثر الحج على العملة الصعبة، وقال أن سعر الصرف الأجنبي قد يتغير في ظرف قصير جدا، واعتبر أن القراءات طويلة الأمد حول هذا الموضوع- أي سعر العملة الصعبة- سوف تبدأ منتصف جويلية لأن آنذاك سوف تبدأ المؤشرات تتضح أكثر.
وعن ما راح إليه البعض من تأثير قضية سجن رؤوس الفساد على تراجع الأورو والدولار، قال الخبير “لا اعتقد أن لهذا الأمر علاقة كبيرة بهذه المسالة” وأوضح أنه خلال السنوات الماضية وبالنظر إلى نسبة تحويلات الدينار إلى العملة الصعبة خلال شهر جويلية وأوت فليس بتلك التحويلات الكبيرة التي قد تؤثر بهذا الشكل.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / بلغ 19 ألف دينار لـ 100 أورو:
هذه أسباب التراجع السريع لـ “الأورو” في السوق الموازية
هذه أسباب التراجع السريع لـ “الأورو” في السوق الموازية
بلغ 19 ألف دينار لـ 100 أورو:
الوسومmain_post