دعا الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار إلى إقامة نظام للحماية الإلكترونية يغني الجزائر عن التبعية للمنتجات الأجنبية في هذا المجال. و ذكر أن ما هو غير عادي في ما يعرفه العالم هذه الأيام من هجمات إلكترونية هو كثافتها التي جعلت دولا كبرى مثل الولايات المتحدة والدول الأوربية تعلن ما يشبه حالة طوارئ غير مسبوقة وتجند آلتها التكنولوجية ومكاتب التحقيق الأمني من أجل دراسة خلفياتها وطرائق مواجهتها. ورجح الخبير يوسف بوشريم من جهته أن تكون خلفية هذه الهجمات تجارية الغرض منها بيع مضادات الفيروسات لتغطية عجز ميزانيات الشركات المنتجة للمواد الإلكترونية.
وتقوم هذه الهجمات التي يقودها برنامج وانكراي للفدية على تشفير الأجهزة الإلكترونية التابعة لمنظومة وينداوز ومنع الولوج إلى المواد المخزنة داخلها مع ترك رسالة مفادها أن عملية الولوج ممكنة بتفكيك الشفرة التي تتطلب دفع فدية من أجل إنقاذ المعلومات الموجودة.
وفي الصدد كتب مسؤول في شركة “أفاست” لأمن المعلوماتية أن شركته رصدت أكثر من 75 ألف هجوم في 99 بلدا” بينما أشارت شركة “فورسبوينت سيكيوريتي لابس” المتخصصة أيضا في أمن المعلوماتية إنها رصدت “حملة كبيرة من الرسائل الالكترونية المصابة” بالفيروس المعلوماتي الخبيث، مؤكدة أن وتيرة الهجوم بهذه الرسائل المصابة بالفيروس ناهزت خمسة ملايين رسالة في الساعة.
لكن الخبير الجزائري بوشريم اشتم فيها رائحة مؤامرة وتواطؤ بين ميكروسفت ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأضاف أننا سنكتشف خيوط هذه المؤامرة التجارية عندما نلاحظ صعود مبيعات شركات أمن المعلومات وأردف بالقول إنها تقنيات معروفة في عالم التكنولوجيا وفي بعض الأحيان “يقومون بمناورات من أجل معرفة إلى أي مدى أجهزتهم مؤمنة من القرصنة الخارجية بشتى أنواعها وأحيانا أخرى يخلقون فيروسات لأغراض تجارية بحتة والدليل على ذلك أنهم بدأوا بالشركات والمراكز المهمة الصحية كما يزعمون بالرغم من صعوبة اختراق المراكز الصحية إلا إذا كانت هناك خيانة داخلية”. وخلص بوشريم إلى أن ما يحدث هو “لعبة ومسرحية أمريكية من أجل إنعاش الدولار الذي تراجع بالمقارنة إلى العملة الأوروبية والعملة الصينية والبريطانية وهي المناطق التي مسها الفيروس بالتحديد”. لكنهم “سيطلون علينا بعد أيام، كما قال، ب”انتيفيروس” جديد غير مكلف وبسيط يجب شراءه من طرف جميع العالم ب 50 أ 60 دولار للنسخة وإذا ضربتها في عدد الكومبيوترات في العالم ستفهم المسرحية لتأمين الاقتصاد الأمريكي لمدة 3 سنوات. ويكون ترامب قد سجل حضوره بطريقة حربية جديدة وهي الحرب الالكترونية”.
ومن جانبه أطلق الخبير الجزائري يونس قرار ثلاث فرضيات حول خلفية هذه الهجمات وهي فرضية الفعل المنظم والمعزول وفرضية الفعل الذي تقوده دولة أو مجموعة دول والفرضية الثالثة والمرجحة عنده وهي أن تكون لها خلفية تجارية محضة. ودعا بالمناسبة الدولة إلى إرساء سياسة حمائية متينة ومتكاملة تشمل القطاعات كلها بدل الإبقاء على التبعية المستمرة للخارج في هذا المجال. وذكر أن هناك كفاءات وطنية هامة يجب استغلالها لتطوير برامج الحماية المعلوماتية مشيرا إلى أنه إذا اقتضى الأمر الاستنجاد بالمنتوج والخبرة الأجنبيتين فلا بد من مراعاة تنوع مصادرها لكي لا يبقى البلد رهينة مصدر واحد. لكن الأجدر هو تطوير منظومة أمن معلوماتي وطنية ومعممة على جميع القطاعات لسد أي ثغرة في هذا المجال مع إنشاء خلية يقظة وطنية لمتابعة تطور الأمن المعلوماتي عبر العالم.
وتأسف الخبير بوشريم أن أغلب بيانات الجزائريين موجودة خارج الوطن وبالتالي فالدعوة، في نظره، توجه لفرنسا وأمريكا أن يكونا رحيمين بمحتويات الجزائريين مضيفا بقوله “إن النصيحة التي أقدمها مباشرة للجزائريين ألا يفتحوا أي رابط غريب وتحديث الوينداوز في أسرع وقت ممكن للحفاظ على بياناتهم وملفاتهم المهمة أو نقل كل البيانات ذات الأهمية الكبيرة إلى قرص صلب خارجي في الوقت الحالي وبما أن الطبعة 10 من الوينداوز لم تمسها الهجمات فيمكن الانتقال إليها. وإذا انطلقنا من أن أغلب الجزائريين يملكون نسخ وينداوز مقلدة وليست أصلية فإنه لن يصيبهم أي مكروه إلا إذا أصاب النسخة الأصلية وحينئذ ستتساقط كمبيوترات الجزائريين كما تتساقط أوراق الأشجار عند هبوب الرياح.
احسن خلاص