بعد لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الأربعاء الماضي، في إطار المشاورات حول الدستور القادم، هذه الأخيرة التي قررت تبني المعارضة الإيجابية وتكييف مواقفها مع مستجدات “الجزائر الجديدة” وطي صفحة المعارضة الراديكالية، تحدثت بعد لقائها مع رئيس الجمهورية عن تطابق في وجهات النظر.. هذه الخطوة تطرح تساؤلات عما إذا كانت جبهة العدالة والتنمية المحسوبة هي الأخرى على التيار الإسلامي ستنهج الطريق ذاته ؟.
كشفت مصادر مطلعة لـ “الجزائر” على أن العدالة والتنمية “ليست رافضة للحوار ولا لقاء رئيس الجمهورية لكونها كانت من بين المرحبين لدعوة الحوار التي كان قد أطلقها رئيس الجمهورية بعد تنصيبها وإنما رافضة لحوار الديكور الذي لا يصب لمصلحة الشعب وتجسيد مطالب الحراك”، كما كشفت المصادر ذاتها أن جبهة العدالة والتنمية “لم تتلق لغاية الساعة أي دعوة من الرئاسة وأنه في حال وصلتها الدعوة فإنها لن ترفضها، إذا كان ذلك سيفضي لحوار حقيقي يصب لصالح الشعب”، وأضافت: “جبهة العدالة والتنمية ترحب بأي مسعى يؤدي إلى الوصول إلى حل يمكن من استعادة الشعب حقه الكامل في السلطة والثروة وتجدد تمسكها بأن هذا الأمر يمر عبر حوار حقيقي سيد وشامل” وتابعت في السياق ذاته: “إذا تلقت الحركة دعوة من الرئاسة من أجل لقاء ثنائي يؤسس إلى هذا الحل فإنها لن ترفض ذلك وقد كانت من الداعين للحوار والفاعلين من أجل تحقيقه”.
وسبق لرئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن أكد في تصريح سابق لـ”الجزائر” أن “الحوار الجاد والسيد والشامل هو السبيل الوحيد لإعادة أمور البلاد لنصابها بعيدا عن حوارات الديكور”، مشددا في السياق ذاته أنه يجب أن “تكون مطالب الشعب في صلب هذا الحوار”، ووصف لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مؤخرا، بعديد الشخصيات الوطنية بالمسلك إيجابي شريطة أخذه بالجدية المطلوبة والمسؤولية اللازمة وأن يكون غرضه هو البحث عن ما يحقق مطالب الشعب” كما أكد أن جبهة العدالة والتنمية “ستحدد موقفها النهائي من المشاركة في المشاورات حول تعديل الدستور وتقديم مقترحات الحزب بعد ظهور مسودة مشروع تعديل الدستور على الساحة”.
واستأنف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سلسلة المشاورات مع الأحزاب السياسية الأربعاء الماضي، باستقباله لرئيس حركة مجتمع السلم ووفد عن حزب طلائع الحريات يضاف لها أول لقائه مع رئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان، هذه الأخيرة التي تندرج في إطار المشاورات حول أوضاع البلاد و الدستور.
لقاءات تبون مع المعارضة تفتح شهية أحزاب “الموالاة”
تدشين رئيس الجمهورية لمشاوراته مع أحزاب المعارضة والتي ارتفع عددها لثلاث أحزاب سياسية “جيل جديد” وبعدها حركة مجتمع السلم وطلائع الحريات أربك ما كان يسمى بأحزاب الموالاة سابقا هذه الأخيرة التي تسارع في كل مرة لعرض خدماتها وإعلانها دعمها للرئيس رافضة إقصاءها من المشاورات التي يقودها وهو حال “الأفلان” الذي لا يفوت أي فرصة للحديث عن مشاورات الرئيس وتثمينها وتزكية الحوار الوطني الجاد والجامع بين الجزائريين باعتباره الحل الأمثل لتحقيق المطالب المشروعة، بحيث أكد في بيان له توج اجتماع المكتب السياسي أول أمس، أن المشاورات التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وشخصيات من المجتمع المدني، فاتحة أمل لأنها تساعد على وضع أرضية صلبة للتوافق كما أنها تفتح أفاق واسعة لمشاركة الجميع في إنجاح متطلبات المرحلة المقبلة وسار على النهج ذاته غريمه “الأرندي” والذي وإن قال الأمين العام بالنيابة في آخر تصريحه لدى تنصيبه اللجنة التحضيرية للمؤتمر إن الحزب “لن يكون لجنة مساندة وسيكون أقرب للشعب أكثر من السلطة رفض أن يتم إقصاءه سواء من الحوار أو من تقديم مقترحاته حول الدستور”.
زينب بن عزوز