تعددت خرجات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس في الآونة الأخيرة التي أثارت جدلا واسعا بين الجزائريين الذين فسروا هذه الخرجات على أن الرجل لم يعد يتمكن في تصريحاته أو أنه في المقابل يعمل على الترويج لصورته استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
تحول جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إلى مادة إعلامية دسمة بسبب تصريحاته التي تعددت مؤخرا، بعد أكثر من سنة منذ تعيينه في المنصب إثر الاستقالة الشهيرة للأمين العام السابق للحزب العتيد عمار سعداني، وتحول خروجه المستمر في وسائل الإعلام الوطنية إلى مادة دسمة للمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن البعض أصبح يضع هذه التصريحات في خانة تحضير الرجل لشخصه استعداد للاستحقاقات المقبلة خاصة مع الحرب الباردة التي أعلنها قائد ” الأفالان ” ضد غريمه في التحالف الحكومي أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والوزير الأول ما طرح وفق بعض وسائل الإعلام فرضية وجود صراع سياسي بين القوتين السياسيتين الأولى والثانية في البلاد من أجل استحقاق 2019 الذي لم يفصح الرئيس بوتفليقة بعد عن نيته في الترشح لولاية خامسة تضاف إليه تعليمة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس للمناضلين بعد التحدث عن العهدة الخامسة. في ذات السياق أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان لها أول أمس، أن الرئيس بوتفليقة كلف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس لتمثيله في منتدى روسيا الـ21. وهو أول تكليف من طرف الرئيس بوتفليقة لولد عباس في مهمة رسمية خارج البلاد منذ تعيينه على رأس لأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني قبل سنة من الآن ولو أن البيان أشار إلى التكليف كان بصفته نائبا لرئيس مجلس الأمة.
وأثارت التصريحات الأخيرة لجمال ولد عباس حول الرئيس المقبل للجزائر بمناسبة رئاسيات 2019، ومعرفة ولد عباس بالرئيس المقبل لوحده الكثير من التعاليق حول خلفيات هذا التصريح الغريب الذي يضرب شرعية المؤسسات والعملية الديمقراطية في الصميم، ومما قاله الأمين العام لـ ” الأفالان ” في لقاء تلفزيوني أن ” المؤسسة العسكرية ليست هي من سيختار الرئيس المقبل، وأن الرئيس بوتفليقة هو من سيختار الرئيس الذي سيحكم الجزائر بعد 2019، وأن هذا الرئيس سيكون من حزب جبهة التحرير الوطني “، وأكثر من ذلك أن هذا الرئيس “راه في راسي” على حد تعبير ولد عباس، وبذلك يكون الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد ذكر ضمنيا أن الرئيس يعين ولا ينتخب، وهي علامة خطيرة في السياسة، لم يسبق أن تفوه بها مسؤول سياسي في المنصب بالجزائر.
ومن بين تصريحات جمال ولد عباس التي أثارت الرأي العام، ما قاله قبل أيام من أنه ” درس في جامعة لايبزيغ مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل “، وهو التصريح الذي لم يصدقه أحد، خاصة بسبب فارق العمر بين ولد عباس وإنجيلا ميركل وفتح عليه بابا واسعا من الانتقادات وجاء الكلام الذي صدر عن ولد عباس في لقاء مع أعضاء حزبه بمناسبة الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر المقبل، وكان ذلك أمام كاميرات القنوات التلفزيونية، في إشارة إلى نفسه وكأنه يقول للناس بأنه ذو كفاءة ومتخرج من كبريات الجامعات الألمانية والأوروبية وأنه السياسي الوحيد الكفء القادر على إقناع الجزائريين بسيرته الذاتية الثرية بالشهادات العلمية. وسبق لولد عباس أن أدلى بتصريحات تدخل في خانة ” الشرعية الثورية ” حيث دافع عن ماضيه ” الثوري ” قائلا ” إنه كان مجاهدا وحكم عليه بالإعدام ” .
في ذات الاتجاه انتقد المحلل السياسي سفيان صخري تصريحات جمال ولد عباس التي أعلن من خلالها معرفته بالرئيس المقبل الجزائر، ووصف كلامه في هذا الشأن بأنه ” تصريحات خطيرة تؤكد أن عملية انتخاب الرئيس المقبل سنة 2019 تتم في الغرف المظلمة وعبر التعيين وليس عبر الانتخابات الشفافة “، وقال الأستاذ سفيان صخري في اتصال مع ” الجزائر ” أمس، ” نشكر جمال ولد عباس على هذه التصريحات التي أثبتت أن الانتخابات تبقى مزورة “. واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن السلطة ” لم تعد لديها مقاييس في اختيار من يمثلها “، مضيفا أن “لو كانت الدولة الجزائرية في مسارها الطبيعي لما وصل ولد عباس على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الذي يبقى مرتبطا تاريخيا بالثورة التحريرية “.
إسلام كعبش
الرئيسية / الوطني / ترويجه لصورته الشخصية أثار انتباه الرأي العام:
هل يقود ولد عباس حملة بطموحات رئاسية؟
هل يقود ولد عباس حملة بطموحات رئاسية؟