جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
اعتبر الروائي واسيني الأعرج أن روايته “الغجر يحبون أيضا”، الصادرة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية “ليناغ” تتحدث عن حياة المتادور خوسي أورانو الذي عاش في وهران وكان له صيت بلغ مسامع دول أمريكا اللاتينية، وذكر رفضه للاتهامات التي طالت رياضة مصارعة الثيران، ومن ثم قراره التخلي عن حبه الكبير المتمثل في هذه الرياضة لصالح حب أكبر في صورة حبيبته أنجلينا، إلا أن القدر كان أقوى من كل هذا الحب، ليرحل خوسي أورانو عن الحياة ويرافقه في هذه الرحلة الأخيرة، الصديق العدو “الثور”.
وجاءت الرواية في كتاب متوسط الحجم، يغلب عليه اللون الأحمر ويحمل لوحة فنية لمصارعة الثيران، إدخال عامل المكان، كحيز وعنصر مهم في روايته، عندما ربط مدينة وهران ببطل روايته، حيث تطرق إلى الحياة بعاصمة الغرب الجزائري في تلك الحقبة وإلى احتضانها مختلف الثقافات التي كانت موجودة وإلى الصراعات الدائرة، خاصة ما تعلق بها بعلاقة الاستعمار بسكان المنطقة الأصليين والذين كانوا يسمون بـ “الأنديجان”…
واسيني وفي محاضرة نشطها بقاعة “سيلا” في إطار الندوات الفكرية التي تدخل ضمن برنامج الصالون الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين “سيلا 2019″، قال بأنه غاص وتعمق في بحار الغجر وكون من خلال ذلك، ثقافة موسعة عنهم مكنته من تأليف هذه الرواية، مضيفا أن الغجر قوم يحبون الحرية ويقدسونها وفي نفس الوقت يرفضون مظاهر الفوضى والخروج عن النظام عكس ما يّروج عنهم.، حضور التراجيديا بشكل واسع في عمله هذا، ابعد من ذلك، فكأن (الغجر يحبون أيضا) تنزف تراجيديا ومأساة، يشعر بها القارئ الذي يتأسف لكل الصراع الذاتي الذي ألهب صدر خوسي ومن ثم نزاعه مع الحبيبية التي تنفر من الرياضة التي يمارسها ، وفي الأخير، وفاته بعد أن اعتقد انه قضى على الثور في آخر لقاء له معه أي قبل طيه لصفحة مؤثرة في حياته، إلا أن الثور لم يشأ أن يرحل وحيدا، فانتفض حاملا معه القوة التي تصاحب الإنسان والحيوان في آخر سكرات الموت، وانقض عليه ليرديه قتيلا.
وسلط الضوء على مدينة وهران، التي قضى فيها سنوات دراسته في الجامعة، فأصبحت جزءا منه، ليضعها في روايته هذه التي تحكي عن غجري بوهران، المدينة المتسامحة والتي تضم حلبة لمصارعة الثيران تتسع إلى ألف متفرج، مثل حلبة برشلونة التي تزيد عنها بخمس آلاف متفرج.
ص ك