رغم نجاح حمس في لم شتاتها بضم جبهة التغيير وتجسيد مشروع الوحدة وتجاوز عقبة الاستحقاقات الفارطة غير أن مسمى “الحركة برأسين يعود للواجهة في كل مرة وهو الأمر الذي كشفت عنه مراسلة الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني التي وجهها للقيادة الحالية والتي تضمنت جملة من الانتقادات لها على الطريقة الماضية فيها لتحضير المؤتمر الإستثنائي بسياسة الأمر الواقع وهي المراسلة التي عبر أبو جرّة عن استغرابه في الجهة التي كانت وراء تسريبها والأهداف الكامنة وراء ذلك والتي قال إن الأيام ستكشف عن ذلك ليرفض الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري التعليق عليها بوصف الأمر بالشأن الداخلي .
الرئيس السابق لحمس أبو جرة سلطاني:
“وجهة نظرٍ مسربها يريد إخراج النقاش عن أطره”
واعتبر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن تسريب مراسلته للعلن إنما هو رغبة في إخراج النقاش عن أطره رافضا توجيه أصابع الاتهام لأية جهة غير أنه لم ينف وجود نية غريبة وراء ذلك.
وذكر في منشور له أمس:” فوجئت بتساؤل بعض صحفنا الوطنية وباستفسار كثير من مواقع التواصل الاجتماعي وكذا بعض أبناء الحركة عن فحوى مراسلة داخلية كنت قد وافيت بها قيادة حركة مجتمع السلم بتاريخ: 24.01.2018 ضمنتها وجهة نظري حول منهجية التحضير الآمن للمؤتمـر المقبل المزمع عقده في شهر ماي من العام الجاري” وتابع :”ولأنّ الرّسالة قد تم تسريبها لأغراض سوف تكشف عنها الأيام وقد يكون لها ما بعدها فإن المسؤولية يتحملها من يريد إخراج النقاش عن أطره وتحويل الأنظار عن جوهر ما نحن بصدده فقد صار من حق أبناء الحركة معرفة ما تناولته وسائل الإعلام بشأن المراسلة المذكورة.”
وأبرز أبوجرة أنه لا يوجه أصابع الاتهام لأي جهة فيما يتعلق بتسريب هذه المراسلة لآن المراسلات الداخليّة – على حد تعبيره – ممسوكة في سجلاّت الحركة ومحفوظة في أرشيفها وهو تقليد جاري به العمل في أدبيات الوارد والصادر من البريد و عرج بالموازاة مع ذلك على مضمونها ليؤكد على أنها حوت مشروعا تمهيديا لخريطة طريق يحدد المعالم الكبرى للمؤتمر المقبل في أربع مسائل يراها كثير من أبناء الحركة مفصليّة لتدارك النقائص واستيفاء حقّ كل مناضل في النقاش وفي إثراء مشاريع الأوراق والمساهمة في صناعة عرس ديمقراطي انتظروه خمس سنوات وذكر: “مؤتمرات الأحزاب الكبرى هي المحطة السياسية التي ينتظرها المناضلون لتقديم الحصيلة الخماسية ومراجعة الخط والخطة والخطاب وتقويم المسار واستشراف المستقبل ورسم معالم الطور الجديد لخمس سنوات قادمة وليست مجرد لقاء تنظيمي يستبدل فيه سابق بلاحق وجزائر 2018ـ 2022 بحاجة إلى استقرار وتهدئة وتوافق.”
وأدرج أبو جرة مراسلته ومضمونها في خانة الدفاع عن الرأي في الأطر المتاحة والذي وصفه بمجال نضال طبيعي لكل عضو في هذه الحركة التي ما زالت أمل كثير من الجزائريين كونها “شعرة ميزان” بين منهجين.
هذا وتضمنت مراسلة سلطاني للقيادة الحالية انتقادا للطريقة التي سيدار بها المؤتمر الاستثنائي المقبل لحركة مجتمع السلم والذي قال إنه يطرح العديد من المخاوف على صعيد ضمان حرية المنافسة على رئاسة الحركة سيما في ظل تعيين لجنة تحضير المؤتمر من قبل المكتب الوطني دون استشارة مجلس الشورى الأمر الذي يحول هذا الأخير لمؤتمر إداري مبرزا في رسالته أنه لا يرى ضرورة الذهاب إلى مؤتمر استثنائي كما نصح القيادة الحالية بضرورة توفير أجواء ملائمة للمؤتمر المقبل يتم تجاوز النزاع على القيادة إلى مناقشة الخط السياسي والخطة الخماسية والبرنامج والخطاب وتحديد سقف المعارضة والمشاركة و أورد في مراسلته :”لا أرى في المؤتمر القادم رهانا يغري بمشاركة فعاله ولا منافسة نزيهة ولا بفعل ديمقراطي شفاف طريقة التحضير له صادرت حق مجلس الشورى الوطني وتم حرمان مجلس الشورى الموقر من حقه في مناقشة أربع مسائل أساسية توفر للمؤتمر أجواء التوافق واحترام قواعد اللعبة الديمقراطية من جهة وتضمن للمؤتمرين من جهة أخرى تكافؤ الفرص وتضفي على النتائج الشرعية الكاملة والشفافية الواجبة في التعامل مع النصوص من القانون الأساسي اللوائح المنظمة لسير المؤتمر لجنة تحضير المؤتمر والمندوبون و ذكر : “بشأن القانون الأساسي يجدد رئيس الحركة الأسبق تمسكه بمطلب اعتماد النسخة الأصلية للقانون الأساسي التي صادق عليها المؤتمر الخامس ويحذر من المساس بأي مادة من موادها داخل المؤتمر العادي أما بشان اللوائح المنظمة لسير المؤتمر فلابد أن يتم إخضاعها على مشاريع اللوائح إلى نقاش معمق في دورة استثنائية لمجلس الشورى الوطني، قبل طرح أوراق المؤتمر للنقاش العام وقبل بحث الخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن القوانين الناظمة للعلاقات أولى بالنقاش والتوافق من الخيارات الفكرية كونها الفيصل في الاحتكام.”
رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري:
“سلطاني حر في قول ما يشاء ولا تعليق لي على أمر داخلي لحمس”
رفض رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الخوض فيما سمي بالتسريبات للرسالة التي كان وجهها الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني للقيادة الحالية والذي كشف فيه نية هذه الأخيرة في الذهاب لمؤتمر استثنائي على المقاس ومصادرة صلاحيات مجلس الشورى الحالي مؤكدا أن الأمور الداخلية للحركة تبقى داخلها ولن يتم الترويج لها إعلاميا سواء كان بتسريبات أو غيرها وقال في تصريح ل ” الجزائر” أمس:”هي أمور داخلية للحزب إعذروني لا أود التعليق عليها وهو حر فيما يقول “والأمر ذاته للمكلف بالشؤون السياسية والاقتصادية للحزب فاروق طيفور والذي قال :” حمس لا تعلق على مجرد تسريبات اطلع عليها الإعلام “.
زينب بن عزوز