قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تأطير خطب الجمعة والخروج من دائرة منح الحرية والارتجال للإمام لقول ما يشاء على منابر يوم الجمعة وهو الأمر الذي كشف عنه الدليل الوطني لخطب الجمعة الذي أصدرته هذه الأخيرة ضمنته 52 موضوعا بعدد أسابيع السنة.
وذكرت الوزارة في بيان لها:”أصدرت مديرية التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف دليلا وطنيا لخطب الجمعة يتناول اثنين وخمسين (52) موضوعا بعدد أسابيع السنة.”
وأضاف: “ويمكن للسادة الأئمة الخطباء انتقاء الموضوع الذي يحبّون تناوله في خطبتهم الجمعية ليجدوا في الدليل شواهدَهُ من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وآثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وأقوال الحكماء والخطباء وبعض الشواهد الشعرية.” وأردف في السياق ذاته :”هذا العمل الذي أشرفت عليه المديرية وساهم في إعداده نخبة من الأئمة والمرشدات الدينيات من ولايات الوطن أهدته الوزارة إلى روح الأئمة شهداء الواجب الذين قضوا -رحمهم الله تعالى- وهم يذودون عن قدسية المسجد في سنوات الإرهاب العجاف.”
ويتضمن هذا الدليل مواضيع عدة في مختلف المجالات من الوحدة الوطنية و ضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية ومواضيع تاريخية إحياء لبعض المناسبات و عديد المواضيع الاجتماعية.
و رغم تضمين الأئمة لخطوة وزارة الشؤون الدينية بإصدار دليل وطني لخطبة الجمعة غير أنها أبدت امتعاضها من تهميشها من أمر كان لها الحق في إستشارتها آملة في أن يكون مجرد مرجعية و دليل بعيدا عن السعي للتضييق
رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول:
نتمنى أن يكون مرافقا للإمام لا مضيقا عليه
عبر رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول عن آمله في أن يكون الدليل الوطني لخطب الجمعة الذي أصدرته وزارة الشؤون الدينية مجرد مرجعية يلجأ لهل الإمام عند الحاجة و أن لا يملك طابعا إلزاميا بوصف الأمر تضييقا للإمام .
وقال غول في تصريح ل ” الجزائر” أمس :” في حقيقة الأمر أنا لم أطلع بعد على الدليل الوطني لخطب الجمعة الذي أصدرته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ولكن أتمنى أن يكون مرافقا للإمام لا مضيقا عليه وفرض عليه ما يقول بورقة تأتي من الوصاية سيما في الوقت الراهن والذي يقتضي منح الحرية لهذا الأخير المطالب باحترام المرجعية الدينية الجزائرية والابتعاد عن الخطب التحريضية فقط و المبادرة بالمواضيع الذي تهم المجتمع و تتكيف مع المتغيرات الحاصلة في الساحة الوطنية و العالمية ” و تابع :” إن كان علي سبيل المرافقة و عودة الإمام له عند الحاجة فهو أمر نثمنه غير أننا نتمنى أن لا يكون مرجع الإمام الوحيد و إلا قتل روح مبادرة منه بطرح مواضيع في خطبة الجمعة ربما تكون أفضل بكثير مما هو موجود في دليل وزارة الشؤون الدينية “.
وعبر غول عن استغرابه من تهميش الإمام و الذي هو المعني الأول بهذا الدليل من حقه في أن يستشار من طرف وزارة الشؤون الدينية في إعداد هذا الدليل الذي و إن كان مبادرة تستحق التثمين غير أنها جاءت بطعم سياسة الأمر الواقع .
رئيس النقابة الوطنية للأئمة الجزائريين جلول حجيمي :
هو دليل أعرج دون استشارة الأئمة وانتهاج سياسة الأمر الواقع
عبر رئيس النقابة الوطنية للأئمة الجزائريين جلول حجيمي عن امتعاضه من سياسة الأمر الواقع التي انتهجتها وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف التي سارعت بإصدار الدليل الوطني لخطب الجمعة و فرضه على الأئمة في الوقت أن هذه الأخيرة هي المعنية بالأمر بالدرجة الأولى و كان لزاما على الوصاية استشارتها واصفا هذا الدليل بالأعرج و قليل الفائدة حتى و إن أشرف عليها دكاترة و أساتذة .
وقال حجيمي:” كيف للدليل الوطني لخطب الجمعة أن يصدر دون إستشارة المعنيين بالأمر بالدرجة الأولى وهو الأئمة و إن كان دليل طيبا غير أنه لم يكن ينبغي أن يخرج للعلن دون أن يؤخذ برأي الشركاء الاجتماعيين و إبداء الموافقة عليه شكلا و مضمونا لأنه يخصنا ” و تابع :” كان لزاما على وزارة الشؤون الدينية استشارتنا فهي تعيش مخاضا حقيقيا ” و أردف في السياق ذاته :” نحن أبناء القطاع و نعرف القطاع و نعيش مصائب والمشاكل فكيف لرجل إداري إي كانت صفته في الوزارة أن يقوم بكتابة دليل و فرضه على المعنيين بالأمردون استشارتهم “.
وأضاف :” الدليل الوطني لخطب الجمعة وإن كان يعمل لهدف استقرار اللحمة الوطنية والحفاظ على المرجعية الوطنية يظل مجرد مرجعا للإسترشاد فيه من يحتاج له وهناك من الأئمة يملكون مستوى يتجاوزه “.غير أن هذا الامتعاض كان ممزوجا ببعض التثمين بوصف الأمر بالبادرة الحسنة إذا تضمن توجيها في الإطار العام في القضايا التي يجب أن تدرج و يتم الحديث عنها في مناسبات معينة و قال :” هذا الدليل ليس قرآنا لا يستطيع الإمام الخروج عنه مبرزا أن الأمر فرضه الضعف في التكوين و التأطير و كذا تطرق الإمام و الخطيب قد يتعرض إلى مواضيع لا يعرف كيفية معالجتها ليكون هذا الدليل مساهما في عملية التوجيه ويهدف لتوحيد الخطاب الذي يعمل على استقرار الوحدة الوطنية.
وأشار حجيمي إلى أن خطب الجمعة أثارت الكثير من اللغط و القيل و القال و أصبحت حديث العام و الخاص بالقول أن وزارة الشؤون الدينية ترسلها مكتوبة و مختومة ليتولى بعدها السادة الأئمة بمهمة تلاوتها حرفيا على المواطنين وهذا غير صحيح وغير سليم تمام و قال :” كثر الحديث على أن خطب الجمعة موجه و الإمام يتلقى الخطبة مكتوبة و يقوم هو فقط بقراءتها حرفيا وهو أمر غير صحيح تماما لأن الأئمة الجزائريين و إن كانوا يتمتعون بحرية نسبية غير أنها أفضل بكثير من بعض الدول الإسلامية “.
زينب بن عزوز