أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن جملة من الإجراءات والترتيبات لتنظيم شعبة اللحوم الحمراء، بهدف تطوير المهنة والمحافظة على السلالات، وبهدف توفير لحوم حمراء للمواطن بالنوعية وبأسعار مقبولة.
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، خلال ترأسه لقاء وطنيا خصص لضبط شعبة اللحوم الحمراء، أول أمس، بمقر الوزارة -حسب بيان للوزارة- على أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة لأجل توفير اللحوم الحمراء لصالح المواطن بنوعية وبأسعار تكون في متناوله، كما أشار إلى أهمية هذه الشعبة في تعزيز الأمن الغذائي.
وعرض الوزير خلال اللقاء واقع وآفاق هذه الشعبة، والإجراءات المتخذة لتنظيم وضبط هذه الشعبة الإستراتجية، كما ركز على أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة لأجل توفير هذا المنتوج لصالح المواطن بنوعية و بأسعار تكون في متناوله، وذكر بجملة الإجراءات التحفيزية والدعم والمرافقة التي اتخذتها الدولة لصالح تطوير هذه الشعبة، وضرورة استغلال القدرات الكبيرة التي تتوفر عليها البلاد، وبالدور الريادي للجزائر في ضمان أمنها الغذائي بفضل التطبيق الصارم لالتزامات رئيس الجمهورية المكرسة في برنامج عمل الحكومة وفي ورقة الطريق التي تخص مختلف الشعب الفلاحية على مدى 2025-2030-2035.
وتحدث هني خلال اللقاء الذي جمعه بالموالين والمربين والمهنيين، عن انطلاق العملية الكبرى للإحصاء الوطني للثروة الحيوانية باستعمال التكنولوجيا الحديثة التي تسمح بتحديد هوية القطيع وتتبع موقعه الجغرافي، ودعا إلى بضرورة انخراط الجميع لإنجاح هذه العملية، مستعرضا عينة من الوسائل المستعملة في التجربة التي أطلقتها مؤخرا المؤسسة العمومية تحت الوصاية الجزائرية للحوم الحمراء ALVIAR.
بدوره، ثمن الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي، جملة الإجراءات المتخذة من طرف الدولة لفائدة الموالين والمربيين من أجل تطوير الشعبة، كما ذكر بأهمية تلك النظرة التشاركية المعتمدة من طرف الوزارة من خلال فتح أبواب الحوار مع كافة المتدخلين والشركاء والتي تسمح برفع كافة العقبات ومجابهة كافة التحديات.
من جهته، ثمن رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، ببرنامج عمل القطاع الذي يهدف إلى النهوض بكافة الشعب، مركزا على أهمية تنظيم كافة المهن في إطار التعاونيات،مثمنا بدوره تلك النظرة التشاركية والإستشرافية والتي ستسمح دون شك من تطوير أساليب الإنتاج وضمان الوفرة.
وأشار بيان الوزارة، أنه مختلف الفاعلين والمهنيين الرئيسيين لشعبة اللحوم الحمراء، وخلال هذا اللقاء ناقشوا العديد من المسائل ومنها أهمية إحصاء وتعريف الماشية، وتنظيم أسواق المواشي ووضع حد لنشاط الوسطاء والمحتكرين، وضع حد لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، والترويج وتشجيع استهلاك اللحوم الحمراء من ولايات الجنوب بالنظر لوفرتها ولنوعيتها الجيدة.
اتخاذ إجراءات فورية لتنظيم الشعبة ومحاربة الدخلاء على المهنة
تم الاتفاق خلال الاجتماع وبالإجماع -حسب البيان- على أهمية اتخاذ سلسلة من الترتيبات الفورية لأجل ضبط الشعبة بهدف تطوير المهنة والمحافظة على السلالات لغرض توفير لحوم حمراء للمواطن بالنوعية وبأسعار مقبولة، حيث تم التركيز على أهمية تطوير قاعدة البيانات المتعلقة بالمهنة، وتكثيف نظام الثلاثية مربي، الديوان الوطني لتغذية الأنعام ONAB “توفير الأعلاف بسعر ثابت 2600 دج/قنطار” والجزائرية للحوم الحمراء” التي تتكفل بشراء المنتوج” .
كما تم الإتفاق على أهمية تعميم هذا النظام على كل المناطق، استجابة لطلب الموالين، بهدف استقرار المهنة وضمان الموالين بتوفير الأعلاف وبيعها وتنظيمها بأسعار مدروسة، حسب الإتفاقية، وغلق أسواق الماشية طول عملية الإحصاء مع الترخيص للتسويق المباشر للأغنام من الموال إلى المذابح لضمان وفرة المنتوج.
وتم تذكير المهنيين بأن عملية إحصاء الماشية و إنشاء قاعدة بيانات، تبقى تحت إشراف الولاة المكلفون بمتابعة هذه العملية الهامة.
كما تم الاتفاق على توفير مادة الشعير مباشرة للموالين بكميات مضاعفة 18 كيلوغرام في الشهر بدل من 09 كيلوغرام في الشهر، كما كان معمول به سنة 2021، وتسهيل عملية نقل لحوم “البقر” من الجنوب والتي تم ذبحها في مذابح مراقبة في كل من ولايتي تمنراست وأدرار، في انتظار توسيعها إلى ولايات أخرى.
إضافة إلى وضع حيز الخدمة لمخبرين للتحاليل البيطرية تحت وصاية المعهد الوطني للطب البيطري بداية من جانفي 2023 وهذا لتحليل عينات الماشية قبل ذبحها مع نتائج تحاليل فورية، وذلك بولايتي أدرار وتمنراست.
وأكدت الوزارة أن هذا الإجراء سيسمح بتقليص كبير لأجال الحصول على نتائج التحاليل والتي كانت تجرى بالمخبر المركزي الكائن بالجزائر العاصمة حيث كانت تتطلب ما بين 15 إلى 20 يوم وبهذا ستقلص إلى يومين، وأضافت أنه وولأجل ضمان تموين وضبط السوق، تم الترخيص الحصري للشركة الجزائرية للحوم الحمراء بتسويق لحوم البقر الطازجة بكميات مدروسة بداية من جانفي 2023.
وتم بالإجماع التركيز على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة والكفيلة لمحاربة ووضع حد لنشاط الدخلاء على المهنة من الوسطاء والمحتكرين الذين لا ينتمون إلى فئة المريين والمهنيين الحقيقيين.
للإشارة، حضر اللقاء كل من الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ورئيس الغرفة الوطنية للفلاحة و رؤساء وممثلي الفيدرالية الوطنية للمربيين والجمعية الوطنية للمربيين، والمجلس المهني المشترك لشعبة اللحوم الحمراء، كما حضر الإجتماع ممثلو مختلف المؤسسات والدواوين التابعة للقطاع وإطارات الوزارة على المستوى المركزي والمحلي.
رئيس الفدرالية الوطنية للموالين، عزاوي جيلالي لـ”الجزائر”:
“عملية إحصاء المواشي ستساعد على القضاء على الموالين المزيفين”
أكد رئيس الفدرالية الوطنية للموالين، عزاوي جيلالي أن عملية إحصاء المواشي “مهمة للغاية ومن شأنها تنظيم الشعبة ومحاربة الموالين المزيفين”.
وأضاف عزاوي في تصريح لـ”الجزائر”، أمس، أن “العملية التي أعلنت عنها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والمتعلقة بالإحصاء الوطني للثروة الحيوانية، ستساعد على إحصاء المربيين والمواليين وتحديد من هم الحقيقيين ومن هم المزيفين”، حيث أكد أن “هناك دخلاء في المهنة وموالون غير حقيقيين، ما يؤثر سلبا على نشاط المواليين الحقيقيين”.
كما أكد رئيس الفدرالية الوطنية للموالين أن هذه العملية مفيدة كذلك لتحديد وإحصاء عدد رؤوس الماشية التي تتوفر عليها البلاد، وستكون بذلك الأرقام المستنتجة من العملية أرقام دقيقة وحقيقية تساعد بدورها على تحديد الاحتياجات.
وقال عزاوي إن “الموالين سيتجندون بكل قوة لإنجاح هذه العملية، كونها في الأخير تصب في مصلحتهم”، غير أنه يرى أن تطبيق هذه العملية على جميع الناشطين في مجال تربية المواشي قد تتطلب منحهم مهلة.
رزيقة. خ