كشف المدير المركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد مشنان لـ ” الجزائر ” أن الوزارة سترد اليوم على فتوى “شيخ السلفية” بالجزائر، أبي عبد المعز محمد علي فركوس.
وأضاف مشنان انه من المرتقب أن يجتمع محمد عيسى اليوم الأحد مع إطارات الوزارة، قصد مناقشة ما جاء في كلمة الشيخ فركوس أنّ مذهبَ أهلِ السنة لا يَنتسِب إليه أهل الأهواء، وقوله أن الأشاعرة والصوفية والإخوان ليسوا من أهل السنة والجماعة، مشيرا انه سيصدر البيان مباشرة بعد الاجتماع.
عبد الرزاق قسوم:
“جمعية العلماء المسلمين رفعت قضية فركوس إلى مجلس الدعوة والإرشاد والإفتاء”
من جانبه، كشف عضو جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم عن رفع قضية فتوى فركوس أمس إلى مجلس الدعوة والفتوى، معربا عن رفضه الشديد لما ورد في الكلمة الشهرية التي كتبها شيخ السلفية في الجزائر، معتبرا منشوره خطرا على وحدة الأمة وسلامة أفكارها.
كما استغرب قسوم تأخر رد وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على الاتهامات الخطيرة التي أطلقها شيخ السلفية بالجزائر، مشيرا في الوقت ذاته إلى انعقاد اجتماع مرتقب للجنة الدعوة والإرشاد والإفتاء، لدراسة الرد العلمي والشرعي على ما ورد في كلمة الدكتور فركوس التي أخرج فيها غالبية الشعب الجزائري من دائرة أهل السنة مما خلف ضجة كبرى كانت الأمة في غنى عنها.
وأردف بالقول ” عوض اشتغال العلماء والدعاة بالدعوة إلى الله تعالى ومعالجة هموم الأمة الكثيرة هاهم يغرقون في هذه الردود والتي لابد منها الآن لبيان قول الشرع في هذه المسائل التي أثارها الدكتور فركوس ففرق بها الأمة وما سينجر عنها من تداعيات خطيرة إذ أن العوام والأتباع لا يتورعون في الذهاب بعيدا في المسألة وهو ما غفل عنه الدكتور فركوس.”
عدة فلاحي:
“فركوس يرفض الخضوع لإدارة المؤسسة الدينية الجزائرية”
من جانبه، صرح المستشار الإعلامي السابق بوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي أن فركوس أراد بمنشوره أن يوصل رسالة فحواها رفضه الخضوع لارادة المؤسسة الدينية الجزائرية، معتبرا الامر تحديا للوزير محمد عيسى.
وأشار في ذات السياق ان ما نشره فركوس يكشف بطبيعة الحال أنه وأتباعه والسلفية الوهابية تتكلم باسم الأمة الإسلامية وتحتكر نظرتها وتفسيرها للسلام من الناحية العقائدية والتشريعية وغيرهم على خطأ وضلالة وباطل. وشدد المتحدث على أهمية تدخل محمد عيسى بخصوص خرجات شيخ السلفية العلنية من خلال مقالاته وأفكاره التي يبثها عبر موقعه الإلكتروني
غلام الله:
“فركوس أحدث أزمة فقهية”
وقد اتهم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله في وقت سابق من الشهر الماضي الشيخ فركوس، بإحداث أزمة فقهية في الجزائر.
وقال غلام الله إن الشارع الجزائري بات يعرف تشنجا لافتا في القضايا التي تتعلق بالدين والحريات، مضيفا في هذا الشأن هناك بعض الأئمة الناشطين عبر القنوات وبعض تبع الفركوسيين والرمضانيين أرادوا بالقوة وضع مكانة لأنفسهم وسط أهل العلم والمعرفة، لكن ما لا يعلمه هؤلاء أنهم اساؤوا بهذه البدع وليس الفتاوى إلى بلدهم وثقافتهم.”
وقد دعا وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، في وقت سابق أتباع التيار السلفي في الجزائر، إلى عدم اتهام من يخالفهم في المسائل الفقهية للدين الإسلامي بالضلال، كما اكد بالقول إنه يعمل على خدمة المرجعية الدينية ومقاومة المرجعيات الأخرى وبالأخص فوضى الفتوى في الجزائر.
وقام محمد عيسى بالرد على التيار السلفي وانتقد تهجمهم على المتصوفين وقال في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي، إن من يهاجم التصوف يخالف علماء السلف.
وحسب الوزير محمد عيسى فإن انتصاره ”للصوفية” جاء بعدما لاحظ، هجوم السلفيين، على المتصوفين، وكأن منهجهم ضلال مبين. وقال إني أسوق هنا شهادة شيخ الإسلام ابن تيمية في إمام التصوف أبو القاسم الجنيد (221هـ – 297هـ)، ليتيقن هؤلاء أن مهاجمة التصوف مخالفة لمنهج علماء السلف وأن الأصل هو عدم تعميم الأحكام، بل موافقة ما وافق الشرع ومخالفة ما خالفه.
ودافع عيسى، عن المتصوفين، بالقول إن مهاجمتها، مخالفة لمنهج علماء السلف واستدل الوزير، بمجموعة فتاوى للإمام إبن تيمية، الذي أشاد بإمام التصوّف، الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة.
وقال وزير الشؤون الدينية إن طائفة التصوف إمام الهدى، ومرجع من مرجعيات تدين أسلافنا العلماء.
نسرين محفوف