أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي خلال إشرافها منذ أيام على الانطلاق الرسمي لفعاليات شهر التراث (18 أفريل-18 ماي)، الذي يأتي هذه السنة تَحت شعار “التراث الثقافي الجزائري وامتداداته الافريقية”، وعرف تنظيم يوم دراسي حول “التراث الثقافي الجزائري وعمقه الإفريقي”، بأن الجزائر تولي العناية البالغة والأهمية القصوى للتراث الثقافي بمختلف مكوناته ورهاناته الكبرى، وهو الحرص الذي ترجم عمليا وميدانيا على مستويات عديدة، وفي مقدمتها موافقة الوزير الأول على التكفل بالمبلغ الإضافي الخاص بمساهمة الدولة لدعم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية خلال سنتي 2023 و2024، وذلك قصد تمكين الديوان من حماية المواقع الأثرية على المستوى الوطني، بالإضافة إلى توظيف 668 عون حراسة، إلى جانب إنجاز 32 مركز حراسة مع اقتناء معدات حديثة لحماية وتأمين المواقع الأثرية.
جلسات جهوية بخصوص التراث قريبا.. وهذه هي جهودنا في المجال:
وأبرزت الوزيرة، بأنه وفي إطار مراجعة الخريطة الأثرية للجزائر، سينظم المركز الوطني للبحث في علم الآثار جلسات جهوية ابتداءً من تاريخ 26 أفريل في كل من ولايات المدية، بسكرة، ورڨلة وتلمسان، على أن تختتم هذه الجلسات الجهوية بندوة وطنية يوم 18 ماي بقصر مفدي زكرياء بالعاصمة، تاريخ اختتام شهر التراث لسنة 2023، كما استحدثت وزارة الثقافة والفنون متحفا وطنيا عموميا بولاية تندوف سنة 2022 للحفظ وإعادة الاعتبار للتراث الثقافي المادي واللامادي لولاية تندوف، مضيفة في ذات السياق أن الوزارة تعمل حاليا على إنشاء متحف وطني عمومي للأمير عبد القادر بولاية معسكر، إلى جانب مراكز تفسير ذات طابع متحفي بكل من بشار والجلفة وعين تموشنت، والجهد موصول بشأن التركيز على حماية وصون التراث من مختلف أشكال الإهمال والاعتداء والجرائم من طرف مصالح وزارة الثقافة والفنون وفق المخططات الدائمة لحفظ واستصلاح القطاعات المحفوظة.
شهر التراث… ركزنا تركيزنا على البعد الإفريقي لما يمثله عمق حضاري للجزائر
وأشارت ذات المسؤولة أن وزارة الثقافة والفنون، ارتأت أن تركز أكثر على البعد الإفريقي للموروث الجزائري، وذلك لما يمثله من إشعاع ثقافي وعمق حضاري لبلادنا، وتأكيدا على مسائل في غاية الأهمية من حيث الانتماء والتاريخ المشترك، وبما يدعو إلى ضرورة التعاون وبذل المزيد من الجهد في سبيل تعزيز هذه الرؤى البناءة التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي الإنساني، الجزائري والإفريقي اعتبارا بأهمية العلاقة المتشابكة تاريخيا وحضاريا بين الجزائر وعموم إفريقيا، ولذلك كان شعار شهر التراث هذه السنة مستجيبا لهذه التطلعات والرهانات، وتقديرا للمكانة الحضارية لبلادنا التي تعتبر ثاني مهد حضاري ومنارة شامخة ترفع مجد إفريقيا، وذلك وفق رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي ما فتيء يحرص على هذا البعد الإفريقي والارتباط الوثيق به ثقافيا وحضاريا، وهو ماتُرجم بتسجيل مشروع انجاز المتحف الإفريقي الكبير في عملية جديدة لسنة 2023، وهو المتحف الذي سيكون منارة شامخة ترفع مجد الجزائر وإفريقيا على أرض الجزائر.
انطلاق شهر التراث بيوم دراسي وتدشين معرض ثقافي للتراث الافريقي:
ويأتي اليوم الدراسي حول “التراث الثقافي الجزائري وعمقه الإفريقي”، الذي احتضنه قصر الثقافة “مفدي زكرياء”، على أعتاب الاحتفاء المتجدد بشهر التراث، الذي ينطلق في 18 أفريل وهو اليوم العالمي للمواقع الأثرية ويختتم في 18 ماي القادم وهو اليوم العالمي للمتاحف، وعرف مشاركة أساتذة ومختصين في المجال، إضافة إلى تدشين معرض ثقافي للتراث الافريقي، وهذا بحضور ممثل وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، ممثلو السلطات الأمنية والعسكرية والجمارك الجزائرية، إطارات من الوزارة ومجموعة من الخبراء والباحثون.
صبرينة ك