واقع أسود يعيشه المرضى بمستشفيات العاصمة وحتى باقي ولايات الوطن لا يمكن وصفه ،غياب أدنى وسائل للعلاج وقاعات أشبه بمراكز التعذيب ورغم ما خصصته الحكومة من ملايير كميزانية لقطاع الصحة، إلا إن حالة المستشفيات ما تزال كارثية، ومشاكلها لا تكاد تنتهي، بدءًا من الإجراءات البيروقراطية وصولًا إلى تردي الخدمات العلاجية، وانعدام النظافة وقلة الاهتمام بالمرضى،إلى إضراب الأطباء المقيمين والممرضين مما زاد الطينة بلة.
“الجزائر” وفي جولة قصيرة زارت العديد المستشفيات الكبيرة بالعاصمة والتي تستقبل يوميا المئات من المرضى وحتى من باقي ولايات الوطن،البداية كانت من مستشفى توليد النساء ببلفور بالحراش ،وضع لا يمكن الحديث عنه أكثر من 11 قاعة زرناها تحوي كل قاعة 6 أسرى وكل سرير تنام عليه إمراتين “بالخلاف” صورة مرعبة الدم في كل مكان وحتى الأطفال المولودين الجدد ولا طبيب لمراقبتهم تحدثنا إلى العديد منهم الحسرة كانت بادية على وجوه العديد من النسوة وحتى أهاليهم لولا فرحة المولود الجديد التي أنستهم معاناة الولادة في قاعات تشبه ورشة عمل مفتوح يتنقل في أرجائها العمال وأصوات تهديم الجدران لا حدث.
وصفات طبية دون توقيع ونساء يلدن على الأرض
نعم هي وصفات طبية سلمت لأهالي النساء الماكثات بالمستشفى بلفور بدون حتى توقيع الطبيب المداوم والسبب هو “الإضراب” هكذا اكد لنا بعض مساعدي التمريض ممن صادفناهم في القاعة ،تجولنا داخل المستشفى طيلة الأمسية وتقربنا من العديد العديد من أهالي المرضى أكدوا انهم عجزوا على إخراج المرضاهم،منهم مصطفى الذي ولدت زوجته وانجبت ولد أكد انه لم يستطع إخراج زوجته ونقلها للبيت لانه لا يوجد ولا طبيب يمضي على الوصفة الطبية وتسريح لزوجته بالخروج وهو نفس المشكل الذي واجهه العديد من الأزواج ممن إلتقيناهم.
كابوس المصاعد يلاحق المرضى بالمستشفيات !
مشكل تعطل المصاعد بالمستشفيات وانعدامها يمثل الهاجس الأكبر للمرضى حيث أن مستشفى بلفور بالحراش ورغم انه مخصص للولادة إلى أنه يعاني من مشكل تعطل المصاعد اما يضطر العديد من النساء للنزول عبر الدرج من الطابق الثالث وهو ما يؤثر عليهن خاصة اللواتي خضعن للعمليات القيصرية.
مستشفى مصطفى باشا والرويبة.. الخدمة غائبة إلى إشعار لاحق
الوجهة الثانية كانت إلى مستشفى الرويبة الذي حاولنا من خلال زيارتنا له نقل معاناة المرضى بسبب إضراب الأطباء المقيمين وهو نفس الصورة عن مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة حيث أنا إضراب الأطباء المقيمين خلف ورائه معاناة كبيرة للمرضى بعد تأخر مواعيدهم الطبية وإلغاء العديد منها ،وفي جناح الإستعجالات التي كان من المفروض أن لا يكون فيها إضراب الأطباء المقيمين لكن الواقع يقول غير ذالك فطبيب يعمل وأخر نائم ومصالح المرضى غابة .
فيما ترفض تنسيقية الأطباء مقابلة الوزير
حسبلاوي وممثلو الأطباء المقيمين على طاولة واحدة اليوم
قرر وزير الصحة و إصلاح المستشفيات ،مختار حسبلاوي، برمجة جلسة عمل بين الوزارة والممثلين الرسميين للأطباء المقيمين، اليوم السبت ، حسب ما كشف عنه بيان الوازرة،و حسب منشور مصالح حسبلاوي، إنه في إطار التكفل بانشغالات الأطباء المقيمين، الذين دخلوا في إحتجاجات واسعة على مستوى الوطني،وأوضح البيان، أن الإجتماع جاء تأكيدا لتصريح سابق للوزير مختار حسبلاوي، حول إمكانية فتح حوار مسؤول وواقعي مع الأطباء.
من جهتهم ممثلي تنسيقية الأطباء المقيمين وفي حديثهم مع “الجزائر” أكدوا رفضهم التام لأي لقاء مع وزير الصحة كون مطالبهم تجاوزت وزارة الصحة وهي في الوزارة الأولى التي يقودها احمد أويحيى ووزارة الدفاع الوطني.
وللإشارة فقد بلغ عدد الأطباء المقيمين حوالي 13000 سبق لهم إكمال الدراسة في الطب العام لمدة سبع سنوات وهم يحضرون للاختصاص لمدة تصل إلى ست سنوات بحسب الاختصاص، ومن أبرز مطالب الأطباء المقيمين “إلغاء الخدمة المدنية” التي تفرضها الحكومة على كل الأطباء المتخصصين بعد تخرجهم من أجل العمل في المناطق البعيدة، حيث لا يوجد أطباء مختصون، من سنتين إلى أربع سنوات، قبل أن يتمكنوا من العمل لحسابهم الخاص أو في المستشفيات والعيادات الحكومية أو الخاصة،وبحسب التنسيقية فان “نظام الخدمة المدنية أثبت فشله” لعدم “توفر وسائل العمل” في المناطق النائية.
ربورتاج/ رزاقي.جميلة