أعلن مدير الموارد المائية لولاية الجزائر، كمال بوكرشة، أنه سيتم وضع حيز الخدمة بالعاصمة 71 بئرا ارتوازيا (أبار جوفية ذات عمق كبير) ستوفر 120 الف متر مكعب يوميا من الماء الشروب و ذلك قبل حلول شهر رمضان.
وأكد بوكرشة لوكالة الانباء الجزائرية على هامش الاحتفال باليوم العالمي للماء، أنه بفضل هذه الآبار الارتوازية سيتم “تفادي الانقطاعات في التزويد بالماء الشروب بولاية الجزائر خلال شهر رمضان”.
وأضاف بأنه سيتم كذلك، بعد نهاية شهر رمضان، إدخال حيز الخدمة 35 بئرا ارتوازية أخرى بالعاصمة لترتفع القدرات التي توفرها هذه الآبار إلى ما يفوق 200 الف متر مكعب يوميا.
وحسبه، فإنه يتم تمويل ولاية الجزائر بالماء الشروب بكمية تتراوح ما بين 900 ألف إلى 1 مليون متر مكعب يوميا، مضيفا بأن التوقف الحالي لمحطة تحلية المياه للحامة، بسبب اشغال الصيانة، خفض تمويل العاصمة بمياه الشرب إلى 800 الف متر مكعب يوميا.
هذا شرعت الحكومة في برنامج يقوم على استغلال المياه غير التقليدية المنتجة من تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستعملة، وهذا أمام الاجهاد المائي الذي تعاني منه الجزائر منذ بضع سنوات، سيما بسبب التغيرات المناخية مع نسبة تساقط أمطار جد ضعيفة.
واوضح مدير الجزائرية للمياه، حسين زعير، ، يخيم عليه شبح الجفاف الذي يخشى ان يؤدي خلال فصل الصيف الى تقييد عملية التزويد بالمياه الصالحة للشرب.
وامام هذه الوضعية، قررت الحكومة اتخاذ اجراءات لمواجهة هذا المشكل، من خلال اطلاق برنامج لاستغلال المياه غير التقليدية المنتجة من تحلية مياه البحر، او ايضا معالجة المياه المستعملة، و ذلك بهدف زيادة العرض الوطني من المياه الصالحة للشرب.
في هذا الصدد، دعا وزيرا الموارد المائية، مصطفى كمال ميهوبي، و الطاقة و المناجم محمد عرقاب، أول امس الاحد، اطارات دائرتيهما الوزاريتين و كذا الرئيس المدير العام لشركة الجزائرية للطاقة، و المدير العام للجزائرية للمياه، لاجتماع من اجل دراسة امكانيات تعزيز الطاقات الوطنية في مجال تحلية مياه البحر.
و فضلا عن وحدات تحلية المياه ال11 الحالية، الموجودة على مستوى 9 ولايات ساحلية، بطاقة انتاج اجمالية تقدر ب2.1 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المحلاة، فقد تقرر اطلاق مشاريع وحدات جديدة لتحلية مياه البحر.و من بين هذه المشاريع، توجد اربع محطات جديدة لتحلية مياه البحر بالجزائر العاصمة و ما يجاورها، وستنجز بكل من زرالدة و عين بنيان و بالم بيتش و بوسماعيل (تيبازة) و التي ستسهم كلها في تزويد العاصمة بالمياه الصالحة للشرب.
كما سيتعلق الامر كذلك، بمشروع محطة تحلية مياه البحر بدواودة (تيبازة)، الذي تم اطلاقه في يناير الماضي و التي ستضمن انتاج 200000 متر مكعب في اليوم للجزائر العاصمة، فضلا عن اكثر من 100000 متر مكعب في اليوم بالنسبة لولاية البليدة بعد دخولها الخدمة.
وسيمس هذا البرنامج، مختلف مناطق البلاد، سيما مشروع انجاز محطة تحلية المياه بولاية الطارف، او ايضا محطة جيجل المبرمجة في افاق 2030.
اما الورشة الاخرى للحكومة، فتتمثل في زيادة حجم المياه المعالجة المقدرة حتى اليوم ب 450 مليون متر مكعب في السنة، فيما نطمح الى رفعه الى ملياري متر مكعب في السنة في افاق 2030.
وعليه فقد تم انجاز عدة مشاريع لمحطات تصفية المياه على غرار المشروع المتواجد بالمعالمة (غرب الجزائر العاصمة)، بطاقة انتاجية تقدر ب 40000 متر مكعب في اليوم، و التي انطلقت في الخدمة في مطلع السنة، في انتظار استلام محطة الحميز المخصصة لتزويد عديد بلديات منطقة وسط و شرق العاصمة بالميالا الصالحة للشرب.
وتأتي هذه الهياكل لتعزيز تلك التي سلمتها الجزائرية للمياه في سنة 2020، و المتمثلة في اكثر من 2000 محطة ضخ و ازيد من 100 محطة معالجة مياه و 20 محطة لتنقية المياه و 13 محطة ذات كتلة واحدة لتحلية مياه البحر.
وتتوفر الجزائر على حوالي 200 محطة لتصفية المياه المستعملة، موزعة على كامل التراب الوطني.
تجدر الاشارة الى ان التغيرات المناخية قد ادت الى اضطراب مؤشرات التساقطات المطرية، سيما في الجزائر، المصنفة في المرتبة 29 الاكثر تضررا من الجفاف، حسب تصنيف قام به المعهد الدولي لادارة المياه.
وقد ادى تراجع تساقط الامطار، الى انخفاض نسبة الإمتلاء الوطني للسدود ب44.5 % فقط -حسب تقديرات الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات- التي تشير الى ان ال80 سدا مستغلا حاليا، توفر 7.7 مليار متر مكعب على مجموع التراب الوطني، في حين ان اجمالي الامكانيات الوطنية من المياه لا تتعدى 23.2 مليار متر مكعب سنويا، بجميع انواع الموارد.
ف. س