توفي المعتقل السياسي الصحراوي عضو مجموعة اكديم ازيك، محمد الأيوبي، بعد صراع طويل مع المرض نتيجة التعذيب الذي مورس عليه من قبل الاحتلال المغربي، بينما يعيش معتقلون آخرون ضمن المجموعة ظروفا صحية متدهورة في سجون الاحتلال، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص).
وذكرت الوكالة أن الأيوبي -الذي حكم عليه من طرف محكمة الاستئناف المغربية بالرباط بـ 20 سنة سجنا نافذا- توفي، مساء الأربعاء، بمستشفى في العيون المحتلة، بعد صراع طويل مع المرض الناتج أساسا عن التعذيب الخطير الذي مورس عليه من طرف قوات الاحتلال المغربي خلال فترات الاعتقال، التحقيق والسجن.
وتعرض المناضل الصحراوي، محمد الأيوبي، للاعتقال بتاريخ 8 نوفمبر 2010 خلال التفكيك الهمجي لمخيم الاستقلال للنازحين الصحراويين في منطقة اكديم ازيك شرق مدينة العيون المحتلة من طرف مختلف الأجهزة الأمنية المغربية، قبل أن يتم متابعته من طرف القضاء العسكري المغربي وترحيله إلى السجن المحلي المغربي سلا 2.
وفي سياق آخر، تدهورت الظروف الصحية لمعتقلين سياسيين ضمن مجموعة اكديم ازيك، حيث شرع عدد منهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على مصادرة حقوقهم الأساسية من طرف إدارة سجون الاحتلال.
وذكر المصدر ذاته أن المعتقلين السياسيين، محمد لمين هدي والنعمة الاسفاري، دخلا في إضراب عن الطعام في كل من سجن “تيفلت 2” بمدينة لخميسات المغربية، وسجن “العرجات1” بمدينة سلا المغربية، تنديدا بالمعاملة التي يتعرضان لها من قبل إدارة السجنين، وحرمانهما من حقوقهما الأساسية كزيارة الأهل، إلى جانب ظروف الاعتقال السيئة، والسجن الانفرادي.
وجاءت الاجراءات العقابية للاحتلال المغربي، بحسب الوكالة، تزامنا مع احتجاز المحاميتين الفرنسيتين، أولفا أوليد، وانغريد ميتون، بمطار الدار البيضاء.
ومنعت المحاميتين، انغريد متون، وأولفا أولد، (من دفاع مجموعة المناضلين السياسيين الصحراويين لاكديم ازيك المحتجزين بالمغرب منذ أكثر من سبع سنوات)، الاثنين الماضي، من الدخول إلى المغرب.
ودعت منظمة العفو الدولية، السلطات المغربية لاحترام حقوق الدفاع لمجموعة اكديم ازيك، مشيرة إلى أن “المحاميتين الفرنسيتين المطرودتين من المغرب كانتا ستزوران المعتقلين السياسيين لاكديم ازيك المحكوم عليهم في يوليو 2017 بعقوبات سجن قاسية في اطار محاكمة غير عادلة”.
وكانت المحاميتان تريدان زيارة موكليهما عقب معلومات عن تعرضهم لسوء المعاملة في السجن، وقد تم اعتقالهما من طرف أعوان بالزي المدني بمطار الدار البيضاء، ليتم طردهما دون تقديم أي سبب أو شروحات.
يذكر أن 19 مناضلا صحراويا من مجموعة اكديم ازيك صدرت ضدهم يوم 19 يوليو 2017 أحكام قاسية عقب محاكمة استندت على أدلة ما هي إلا اعترافات منتزعة تحت التعذيب.
وفي سبتمبر الماضي، تم نقل هؤلاء المعتقلين من سجن العرجات قرب العاصمة الرباط نحو سبعة سجون مختلفة بالمغرب و قد تم التنديد بظروف حجزهم من طرف عدة منظمات منها منظمة العفو الدولية.
اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان تحمل المغرب المسؤولية
حملت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، في بيان لها، الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عن وفاة المناضل الصحراوي المعتقل السياسي ضمن مجموعة “أكديم إزيك” محمد الأيوبي.
وأكدت اللجنة أن “أسباب الوفاة تعود إلى الممارسات المشينة و الحاطة من الكرامة الإنسانية التي ارتكبتها سلطات الإحتلال المغربية في حقه”، مشيرة إلى أن “هذه الممارسات لا تزال مستمرة إلى اليوم إنتقاما من جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين خصوصا مجموعة أكديم إزيك ومجموعة الصف الطلابي و الأب أمبارك الداودي و محمد الحافظ إعزة و غيرهم بسبب مواقفهم السياسية الرافضة للإحتلال المغربي”.
وجاء في البيان أيضا تحذير من “مغبة ما ينجر وسينجر عن تمادي الدولة المغربية في ممارستها المشينة، الذي تعتبره اللجنة الوطنية لحقوق الانسان عملا ممنهجا وجرائم قتل متعمدة مع سبق الاصرار والترصد وتواصلا لسياسية الابادة الجماعية التي لازالت مقابرها الجماعية شاهدة على فظاعتها”.
واعتبر البيان أن “ما تقوم به الدولة المغربية، وخصوصا منذ مقتل لخليفي اب الشيخ مرورا بسعيد دمبر وحسنه الوالي وانتهاء بمحمد الايوبي، خرقا للحق في الحياة المنصوص عليه في الفقرة الأولى من المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وهو الحق المقدس الذي كرسته أيضا المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948”.
وحذرت اللجنة المؤسسات الدولية ذات الصلة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الانسان الاممي، من أن “مصداقيتهم أمام معاناة المعتقلين السياسيين الصحراويين، باتت على المحك”، وتطالبها ب”ضرورة التحرك العاجل من اجل الافراج عنهم بدون قيد ولا شرط”.
كما حذرت كل الهيئات المعنية بحقوق الانسان والشعوب “من ضياع هيبة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب واستخفافه بها، وتجاهل المؤسسات الأممية لخروقات المغرب المتكررة لنصوصها، رغم تواجد بعثة الامم المتحدة بالصحراء الغربية (المينورسو) المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
وناشدت الضمير الإنساني العالمي لحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوربي ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من أجل “الضغط على النظام المغربي للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين وارسال بعثات دولية للتحقيق في هذه الانتهاكات، وبعثة طبية دولية للاطلاع على الحالة الخطيرة للمعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام بالسجون المغربية”.
ودعت كل أبناء الشعب الصحراوي، وكل الفعاليات الوطنية إلى “رص الصفوف والتلاحم والتضامن الراسخ في وجه العدوان المغربي وجرائمه”.
وكانت مصادر اعلامية صحراوية أوردت يوم أمس أن الأيوبي -الذي حكم عليه من طرف محكمة الاستئناف المغربية بالرباط ب 20 سنة سجنا نافذا- توفي، مساء أول أمس الأربعاء، بمستشفى في العيون المحتلة، بعد صراع طويل مع المرض الناتج أساسا عن التعذيب الخطير الذي مورس عليه من طرف قوات الاحتلال المغربي خلال فترات الاعتقال، التحقيق والسجن.
وتعرض المناضل الصحراوي، محمد الأيوبي، للاعتقال بتاريخ 8 نوفمبر 2010 خلال التفكيك الهمجي لمخيم الاستقلال والكرامة للنازحين الصحراويين في منطقة اكديم ازيك (شرق مدينة العيون المحتلة) من طرف مختلف الأجهزة الأمنية المغربية، قبل أن يتم متابعته من طرف القضاء العسكري المغربي وترحيله إلى السجن المحلي المغربي سلا 2.