جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
كشف المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور، أنه تم تسجيل منذ بداية نوفمبر الجاري، 12 حالة وفاة بسبب الإختناقات بغاز أحادي الكربون المتسرب من مختلف وسائل التدفئة، بالمقابل تم إنقاذ 150 شخصا من موت محقق، مؤكدا أن مصالحه ستكثف من برامج التحسيس لتجنب هذه الحوادث مستقبلا.
أوضح عاشور فاروق خلال نزوله على “منتدى المجاهد”، أمس، أن شهر نوفمبر الجاري، عرف ارتفاعا محسوسا في الاختناقات والتسممات بغاز أحادي أوكسيد الكربون وذلك بسبب كثرة الإقبال على استعمال وسائل التدفئة المختلفة وسخانات الماء والحمام.
وأضاف عاشور أن الحملة التحسيسية التي أطلقتها الحماية المدنية تضمنت أبوابا مفتوحة على مستوى وحدات وقوافل وقائية محلية عبر مختلف البلديات، القرى والمداشر واستعمال منصات التواصل الاجتماعي في إطار الإعلام الجواري، مشيرا إلى أن الحملة ستعمل على توعية المواطنين بضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية الضرورية للتقليل من حوادث الإختناق بالغاز.
وأشار المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أن الحملة سوف تتواصل طيلة موسم الشتاء من خلال البرامج التحسيسية المبرمجة بمساعدة المجتمع المدني والجمعيات ومؤسسة “سونلغاز”، مديريات التربية، الشؤون الدينية ومتربصي مراكز التكوين المهني ليبقى الهدف الرئيسي من وراء كل ذلك استهداف جميع شرائح المجتمع.
وأرجع العقيد فاروق أسباب معظم حالات الوفيات الناجمة عن الاختناق بالغاز في عدم احترام شروط السلامة والأمن وعدم وجود أو غياب عملية تهوية صحيحة ودائمة داخل المنازل وعدم مطابقة أجهزة التدفئة للشروط الوقائية، إضافة لسوء تركيب واستغلال مختلف الأجهزة من قبل أشخاص غير مؤهلين وكذا استعمال أجهزة مخصصة للطبخ (الطابونة) كوسيلة للتدفئة داخل المنازل والمحلات.
إلى جانب عدم تفقد الخرطوم الواصل بين الأسطوانة والمدفأة في كل فترة، وكذا استبدال مانعة التسرب، إلى جانب الأسطوانة بالكامل، مع إهمال التأكد من صلاحية الصمام الرئيسي وتركيب سخانات الغاز داخل الحمام أو في الأماكن المغلقة داخل المنزل، حيث تؤدي كل هذه الأمور إلى الاختناق بهذا القاتل الصامت.
وأفاد عاشور أن سبب الاختناق بالغاز، يرجع أيضا إلى جهل المواطنين وتعمدهم استعمال أجهزة تدفئة مستعملة أو رخيصة الثمن، وكثيرا ما يلجأ هؤلاء مع بداية دخول فصل الشتاء، إلى أسواق الخردة لاقتناء أجهزة التدفئة المعطلة التي يعيدون تصليحها واستعمالها داخل غرف النوم مما يسبب هذه الكوارث.
وفي هذا السياق، دعا المتحدث إلى ضرورة التحلي بـ”الحيطة والحذر واتباع النصائح الوقائية الإجبارية بعدم سد فتحات التهوية، وفتح النوافذ عقب استعمال أجهزة التدفئة، وضمان تهوية المنازل”، مشيرا إلى أنه “يمكن تفادي مثل هكذا حوادث بطرق بسيطة من خلال سعي الجميع إلى جعل منازلنا فضاءات للسكينة والأمن”.
كما دعا إلى الإنضمام إلى برنامج المديرية العامة للحماية المدنية “مسعف لكل عائلة” التي يتم خلالها تقديم دروس نظرية وتطبيقية من قبل ضباط وأطباء مصالح الحماية المدنية حول تقنيات الإسعافات الأولية الواجب تقديمها لأشخاص يوجدون في حالة خطر.
للإشارة، تم إنقاذ وإسعاف 3617 شخص تعرضوا للاختناق والتسمم بالغازات المحترقة أو غاز أحادي الكربون خلال السنة الماضية، مع تسجيل 175 حالة وفاة.
فلة سلطاني