التقى عدد كبير من الصحفيين والمثقفين والسياسيين ممن استجابوا للدعوة المطالبة بتوقيف وإدانة البرامج التلفزيونية الساخرة، وفي مقدمتها برامج الكاميرا الخفية التي تعرضها قناة النهار المتهمة بالإساءة للكاتب بوجدرة، وطالب الغاضبون سلطة الضبط والسلطات العليا في البلاد بالتدخل لحماية كرامة الكاتب وكل ضحايا هده البرامج المسيئة للمهنة الإعلامية ولكرامة الأشخاص.
احتشد عدد كبير من الإعلاميين والكتاب والمثقفين وبعض الأوجه السياسية، كجيلالي سفيان و أميرة بوراوي الناشطة في حركة بركات المعارضة، وجلول جودي ممثلا عن حزب العمال وكريم طابو إضافة إلى مدراء جرائد وقنوات تلفزيونية خاصة وفنانين تضامنا مع الكاتب رشيد بوجدرة، وسبقت مصالح الأمن تواجد كل الحاضرين ،إذ تهيأت الشرطة لتكون في الوقت المناسب لتشد بحزام أمني من أعوانها بالزى المدني والرسمي في حزام بشري يمتد على طول مركز هيئة ضبط السمعي البصري.
بوجدرة يُنزل شقيق الرئيس إلى الشارع
ووسط حضور كبير أمام مدخل الهيئة فوجئ الحاضرون بانضمام شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة الذي تقدم نحو الكاتب بوجدرة مخاطبا “جئت لأتضامن معك كمواطن ” قبل أن يهمس في أدنه ببضعة كلمات لم يتسن للحاضرين سماعها، وما إن هم مغادرا حتى وجه كلامه للحاضرين بأنه يدعم الوقفة إلى جانب بوجدرة.
غير أن أصواتا من وسط الحاضرين استنكرت تواجده ضمن الوقفة وطالبته بمغادرة المكان دون أن تكون له أي ردة فعل على هذه المطالب.
وقال رشيد بوجدرة في تصريح ل”الجزائر” أنه لن يتراجع عن قرار ملاحقة القناة قضائيا، وأضاف أنه تعرض لساعتين من الترهيب، كان يعتقد أنه سيصاب بأذى بعد تخويفه وممارسة الضغط عليه في حصة هدفها “الهزل “وأشار المتحدث أنه قد تم المساس به في كرامته وشخصه.
جلول جودي:
نحن ضد هده الممارسات الإرهابية لتكفير الاشخاص
وكان جلول جودي النائب في البرلمان عن حزب العمال إلى جانب عدد من مناضلي الحزب قد حضر الوقفة التضامنية وكشف جودي أنه ونيابة عن الأمينة العامة للحزب السيدة لويزة حنون يستنكر هده الممارسات الإرهابية التي تكفر الأشخاص، وخاطب جودي المسؤولين في البلاد مطالبا بضرورة التدخل العاجل لوقف هذه المهازل والاعتداءات السافرة ضد الأشخاص ورموز الوطن مهما اختلفت مشاربها و أفكارها.
كريم طابو وأميرة بوراوي:
الجزائر تسير في طريق اختراق الحريات.
تناوب كريم طابو والناشطة أميرة بوراوي على الكلمة فيما بينهما مع الإعلام .
اذ أبدى طابو تشاؤما كبيرا بخصوص حماية الحريات في الجزائر، وقال نحن في بحاجة إلى مثل هده الوقفة الاحتجاجية لاحترام الحريات الشخصية وتقدير الرأي الآخر، وتدخلت أميرة بوراوي ،لتدعم حديث طابو في انتقاد السلطة ودعم الوقفة الاحتجاجية، والمطالبة باعطاء فرصة للنخب السياسية والمفكرة حتى يكون لها دور ووجود في الحياة السياسية للبلاد، وبدا الاثنان في حالة وفاق تام وانسجام فكري متطابق في انتقاد الوضع المتعلق بالحريات وتنشيط دور النخب الفاعلة.
جيلالي سفيان
كفانا من استعمال وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة لانتهاك حقوق الغير.
من جهته ندد جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد من انتهاكات حقوق الأفراد بالجزائر ،كما أدان من جهة أخرى عدم تعاطي السلطة مع هده الانتهاكات .
وقال جيلالي أنه لا يحق لأي كان ان يعتدي على حق المواطنة لشخص آخر، وانتقد من جهة ثانية استغلال هذه المنابر الإعلامية ومؤسسات الدولة للإضرار بحقوق الغير.
الكاتب الصحفي منتصر اوبترون :
ليست هذه الأولى
انتقد الكاتب الصحفي منتصر اوبترون بشدة ما وقع للكاتب رشيد بوجدرة على قناة النهار، وقال أوبترون أنها ليست الجريمة الاولى التي ترتكبها القناة اد سبق لها وأن اعتدت على كثير من الحقوق والحريات للأشخاص.
وأضاف المتحدث أن القناة صارت متمكنة في تسيير دواليب السلطة، بفعل نفود مالكها ،وان ما فعلته اعتداء سافر على رمز من رموز الثقافة والفكر في الجزائر.
واستنكر أوبترون سكوت السلطة عما وقع واعتبره تواطؤا في درء الجريمة .
وكان عدد كبير من المثقفين والمفكرين والفنانين والسياسيين قد وقعوا على بيان لقبول هده الوقفة احتجاجا عما وقع للكاتب بوجدرة.
وجاء في البيان الذي حمل عنوان “لم يعد الصمت ممكنا ” مطالبة السلطات باتخاذ موقف حازم وصريح ضد السلوك الهمجي الذي تعرض له بوجدرة يوم 31 ماي الفارط في برنامج تلفزيوني تحت مسمى الكاميرا الخفية، الذي أظهر ممثلين في هيئة رجال شرطة يمارسون العنف ضد الضيف الضحية بتهمة التطرف الديني .
رفيقة معريش