جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
استحضر متدخلون في وقفة تكريمية عقدت أول أمس بالمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة، المسار العلمي والفكري للمؤرخ أبو القاسم سعد الله الذي ساهم في التأسيس للمدرسة التاريخية الجزائرية بمنهج متأصل في البحث العلمي، وذلك خلال الذكرى التاسعة لوفاته، مركزين على دوره وجهوده في الحفاظ على التاريخ الثقافي للجزائر بعيدا عن أكاذيب المدرسة التاريخية الاستعمارية.
وقال الأستاذ محمد بوعزارة في الندوة التي تخللتها شهادات حية لباحثين ومؤرخين وتلامذة أبو القاسم سعد الله، أن أبو القاسم سعد الله مثقف موسوعي نزيه متشبع بأفكار جمعية العلماء المسلمين والحركة الوطنية الجزائرية وكان شغوفا بالتنقيب عن تاريخ الجزائر الثقافي”، موضحا أنه “ترك ذخيرة ثرية من الكتب تقارب 60 مجلدا.
وأبرز مدير المكتبة الوطنية، منير بهادي، أن هذا الاحتفاء الذي نظم في إطار إحياء اليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ 18 ديسمبر من كل سنة، جزء من الاعتراف بهذه الشخصية العلمية الرائدة التي لم تدخر أي جهد طيلة عقود من الزمن لجمع وتحقيق مخطوطات حول تاريخ الجزائر الثقافي موزعة عبر مختلف دول العالم.
من جهته، أشار المؤرخ محمد عباس إلى مسار الراحل العلمي وأهم محطات مشروعه لتأسيس “نواة مدرسة جزائرية لكتابة تاريخ الجزائر وفق منظور أصيل لمجابهة المدرسة التاريخية الاستعمارية التي عملت على تشويه وطمس الهوية الجزائرية”، محتفيا بإنتاجه الثقافي الغزير منذ التحاقه للدراسة في القاهرة التي تخرج منها سنة 1954 وجامع الزيتونة بتونس حيث كان ينشر مقالاته في عدة جرائد ومجلات.
وعرج الباحث في التاريخ محند أرزقي فراد على إسهامات أبو القاسم سعد الله في بناء مدرسة جزائرية لكتابة التاريخ للدفاع عن الشخصية والهوية الجزائرية للتخلص من القراءة الفرنسية لتاريخنا، معتبرا إياه مؤرخا وناقدا سياسيا ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني وصاحب سجل علمي حافل بالإنجازات.
يذكر أن المؤرخ أبو القاسم سعد الله، من مواليد سنة 1930 بضواحي قمار بولاية الوادي، حاز على شهادات علمية عالية من قسم التاريخ لجامعة منيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة (مصر)، تخصص الراحل في تاريخ الجزائر الحديث وتاريخ أوروبا الحديث والمعاصر وتاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر وتاريخ النهضة الإسلامية الحديثة والدولة العثمانية، كما قام بتدريس عدد من المواد بالجامعات الجزائرية والأجنبية وقد تم تكريمه عديد المرات نظير جهوده طيلة 70 سنة التي عاشها متنقلا بين المكتبات العالمية للبحث والتحقيق عن المخطوطات التي تخص تاريخ الجزائر الثقافي.
صبرينة ك