مرت أمس أربعون سنة عن وفاة عملاق الأغنية الشعبية دحمان الحراشي، الذي استطاع أن يؤسس مدرسة حقيقية في مجال الشعبي ويصنع التفرد والتميز، وتجتمع فيه كل صفات الفنان المتكامل، حيث كان المغني والملحن والمؤلف والموسيقار….
دحمان الحراشي واسمه الحقيقي عبد الرحمن عمراني، مولود في 7 جويلية، 1925 في الأبيار، ينحدر من قرية جلال جنوب ولاية خنشلة، استقر أبوه في الجزائر العاصمة في الحراش في حي الفدائيين سنة 1920، أعطى للأغنية الشعبية الجزائرية رونقا خاصا، حيث غلب على كافة أغانيه طابع المعنى وتميزت بأسلوب جميل يعالج قضايا المجتمع. من أهم أغانيه “الجمهرة”، ورائعته الذائعة الصيت “يالرايح” التي انتقد فيها موضوع هجرة أبناء الجزائر إلى فرنسا. والأغنية لا تزال تغنى من جيل إلى جيل حيث أعادها الفنان الجزائري رشيد طه وقد لاقت ولا تزال تلاقي انتشار لافت في أواسط الشباب من أبناء الجاليات العربية المهاجرة في أوروبا.
ومن أشهر أغانيه أيضا أغنية “خليوني” والتي غناها في فرنسا عام 1956 وقد أعادت غناءها الفنانة لطيفة التونسية عام 2003 وأغنية “ربي بلاني بالطاسة” والتي تعالج قضية الإدمان على المشروبات الروحية ، فضلا عن “آش داني نخالطو”، “حاسبني وخوذ كراك”، “والله مادريت”… إلخ.
توفي الفنان بتاريخ 31 أوت 1980 في الجزائر العاصمة، الجزائر إثر حادث مرور، عن عمر ناهز 55 سنة، تاركا وراءه رصيدا فنيا زاخرا مازال يلقى صداه عند الجزائريين.