تتوالى السقطات المخزية لنظام المخزن المغربي، التي تكشف نواياه اتجاه الجزائر، فبعد التصريحات الأخيرة للقنصل المغربي بوهران والذي وصف الجزائر خلال حديثه مع مواطنين مغاربة عالقين بوهران بـ”البلد العدو”، اتجهت وسائل إعلام مغربية رسمية لمهاجمة الجزائر، حيث نسبت للبرلمان الأوروبي برقية قالت إنه يطالب فيها بتدخل عاجل من الاتحاد الأوربي لوضع حد لما أسمته “القمع في الجزائر”، متناسية ما يحدث على أراضي المملكة من انتهاكات خطيرة واعتقالات بالمئات في حق معارضين لسياستها، ومتناسية الفشل الذريع لكل سياساتها الداخلية.
دائما ما تحاول الجارة الغربية لفت أنظار الرأي العام بالداخل والخارج عن سياساتها الفاشلة وإلهاء شعبها عن معاناته بالتهجم على الجزائر وجعلها “الشماعة” التي تعلق عليها هذا الفشل، ولعل ما قامت به وسائل الإعلام المغربية مؤخرا، دليل آخر يضاف إلى التصريحات “المقيتة” للقنصل المغربي بوهران، الأسبوع الماضي، حيث كانت وكالة الأنباء المغربية الرسمية قد نسبت الإثنين الماضي، برقية بثتها من مكتبها ببروكسل، للبرلمان الأوروبي الذي يضم 751 نائبا الموقف الذي يأمل 7 نواب ينتمون إلى اللوبي المغربي-الصهيوني فرضه عليه.
وجاء في رد لوكالة الأنباء الجزائرية، أن البرقية تضمنت تحت عنوان “البرلمان الأوروبي يطالب بتدخل عاجل من الاتحاد الأوروبي لوضع حد للقمع في الجزائر”، محتوى رسالة نسبت إلى “العديد من النواب الأوروبيين” الذين يأملون، حسب نفس المصدر، “جلب انتباه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلف بالسياسة الخارجية والأمن بخصوص واقع حرية الصحافة في الجزائر والتجاوزات التي طالت الصحفيين”، ويتعلق الأمر بـ 7 نواب أوروبيين هم رفائيل غلوكسمان وبرنار غيتا وسليمة ينبو من فرنسا، وحنه نيومان من ألمانيا، وماريا أرينا من بلجيكا، وتيناك ستريك من هولندا، وهايدي أوتالا من فنلندا.
للإشارة، فإن رفائيل غلوكسمان ذو المسار السياسي الملتوي تم اقتراحه كمترشح للحزب الاشتراكي، علما أنه لم يحظ أبدا بالتوافق في صفوف هذا الحزب، ويمكن تفسير ذلك بكونه كان يصطاد في المجالات الليبرالية الجديدة والأطلسية (شغل منذ 2008 منصب مستشار لصانع أولى الثورات الملونة، ألا وهو الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي)، ليجد بعدها ملاذا في الديمقراطية الاجتماعية التي بصدد فقدان هويتها.
أما برنار غيتا الذي ينحدر من عائلة يهودية سفردية من أصول مغربية، فقد تم إشراكه في هذه المبادرة، ما مدى مصداقية دعم هذا التحالف لقضية حرية التعبير عندما يأتي دعما لنظام يقبع فيه مئات معتقلي الرأي في سجون يجد معظمهم فيها آخر ملجأ لهم على هذا الأديم، وسواء تعلق الأمر بأكدز أو قلعة امكونة أو تازمامارت أو درب مولاي الشريف، فإن مراكز الاعتقال للمملكة معروف عنها أنها تحتضن معارضين تعرضوا لأبشع أشكال التعذيب قبل أن يتم دفنهم غير بعيد في سرية تامة.
ويبقى معتقل تازمامارت السري في التاريخ تجسيدا للقمع السياسي الذي لا مثيل له في أي مكان آخر، كما يعد نقل وتضخيم وكالة الأنباء المغربية للأنباء لحدث لا أهمية له تعبيرا عن تحمس كبير دافعه الوحيد النجاحات الباهرة للشعب الصحراوي ضمن المجتمع الدولي لممارسة حقه المشروع في تقرير المصير.
ومن جهة أخرى، يعمل تحالف المخزن مع الأوساط الصهيونية على منع الجزائر من استعادة الاستقرار والنظام والحقوق و الحريات والنمو وهو أكثر ما يقلق هذا التحالف، وإلا كيف يمكن تفسير التصريح المخزي لقنصل المملكة بوهران بأنه يتواجد في “بلد عدو” عندما يتحدث عن بلد لا يزال الجيران المغاربة يجدون فيه حسن الاستقبال والضيافة.
وفي وثيقة حديثة للإستراتيجية العسكرية للملكة تحت عنوان “من أجل استراتيجية جديدة للدفاع المدمج للمغرب”، كتب محررو القوات المسلحة الملكية، دون خجل: “تظهر العودة إلى الماضي بأن المصاعب التي كان يعيشها المغرب بدأت عندما غلق السلطان مولاي سليمان أبواب المغرب أمام العلاقات مع أوروبا التي كانت تتم أساسا عبر البحر وقرر التوجه نحو الشرق لأسباب دينية وثقافية كما قرر منح الوحدات البحرية للإمبراطورية (العثمانية) للجزائر وتونس اللتين كانتا تابعتين آنذاك إلى الباب العالي باسطنبول”، وبالتالي اختار المغرب أن يتوجه صوب إسرائيل لإطلاق حملاته الدنيئة ضد جارته.
ر.خ
الرئيسية / الحدث / من خلال نواب من اللوبي المغربي-الصهيوني:
وكالة الأنباء المغربية تنسب للبرلمان الأوروبي موقفا ضد الجزائر
وكالة الأنباء المغربية تنسب للبرلمان الأوروبي موقفا ضد الجزائر
من خلال نواب من اللوبي المغربي-الصهيوني:
الوسومmain_post