سجلت مصالح الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لوكالة الجزائر خلال السداسي الأول ل2018 خسارة “تجاوزت 10 ملايير سنتيم” بسبب “الاستعمال المفرط لبطاقة شفاء” فيما سجلت خسارة أخرى قدرها “حوالي 1 مليار و 700 مليون سنتيم” بسبب “الاستعمال غير الشرعي” لبطاقة الشفاء و المتعلق أساسا بالدواء “ليريكا” (Lyrica) حسبما صرح به أمس مدير الصندوق لوكالة الجزائري محفوظ إدريس.
و قال السيد إدريس في تصريح للصحافة بمناسبة الأبواب المفتوحة حول الاستعمال غير الشرعي لبطاقة الشفاء المنظمة في اطار الحملة التحسيسية لتوعية المواطنين حول الاستخدام العقلاني و غير المفرط للبطاقة (من 11 إلى 31 يوليو الجاري) أنه “تم تجميد 1500 بطاقة شفاء خلال السداسي الأول من 2018 بولاية الجزائر بسبب الاستعمال المفرط للبطاقة و التي كبدت الخزينة خسارة قدرها 10 ملايير سنتيم, حيث تم استرجاع لحد الان 53 بالمائة من المبلغ أي أكثر من 5 مليون دج3, مضيفا أن الخسائر الأخرى (1مليار و 700 مليون سنتيم) و هي متصلة بقضيتين جزائيتين لاتزال مطروحة أمام العدالة, تتعلق أساسا بالدواء “ليركا” و هو دواء مسكن للألم لكن يتم استعماله كحبوب مهلوسة.
و أكد أنه تم توجيه ازيد من 50 ألف برقية كتابية للمؤمنين لهم الذين أفرطوا في استعمال البطاقة من أجل تسوية وضعيتهم حيث منحت تسهيلات لذوي الدخل الضعيف للدفع بالتقسيط, مشيرا الى أنه تم استرجاع بفضل هذه العملية من شهر يناير الفارط إلى غاية 31 مايو مبلغ قدره 5 مليون دج.
و قال أنه في إطار عصرنة وكالة الجزائر التابعة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية “سيتم مستقبلا إبلاغ المؤمن لهم المتجاوزين عن طريق رسالة قصيرة (SMS)”.
و لتفادي الاستعمال غير الشرعي لبطاقة الشفاء, دعا المسؤول الصيادلة إلى”إرجاع بطاقة الشفاء إلى أصحابها بعد اقتنائهم للأدوية و عدم تركها في الصيدلية مهما كانت الظروف لأن ذلك قد ينجر عنه استعمال هذه البطاقة بطريقة غير قانونية”.
وقال أنه “في حالة ضياع بطاقة الشفاء لابد للمعني أن يبلغ مصالح الصندوق من أجل تفادي استعمالها بطريقة غير شرعية من قبل الغير”.
و أكد إدريس “وجود دراسات محل الانجاز حاليا ترمي إلى ايجاد حلول مناسبة لتفادي ترك بطاقات الشفاء على مستوى الصيدليات لسبب أو لآخر”.
وذكر أن هذه الحملة التحسيسية والأبواب المفتوحة التي نظمت على مستوى مركز الدفع بديدوش مراد و مركز باب الوادي و مركز حسان بادي علاوة عن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لوكالة الجزائر ترمي إلى توعية المؤمنين لهم اجتماعيا حول الاستخدام العقلاني و غير المفرط لبطاقة الشفاء.
و أبرز أن وكالة الجزائر قد أنتجت 879322 بطاقة شفاء مشيرا الى أن أكثر من 47 ألف و 346 بطاقة لم يتم سحبها من طرف أصحابها و منها 29 ألف و 717 بطاقة تخص الطلبة الجامعيين.
و أشار مدير وكالة الجزائر الى ان الاستعمال غير الشرعي لبطاقة شفاء من قبل بعض الأشخاص المجهولين كان بتواطؤ مع بعض الصيادلة (من 317 صيدلية يوجد صيدلية واحدة أو اثنين حدث فيهما تلاعب).
وقال في هذا الصدد أن الصندوق قد عقد الأسبوع الفارط لقاء مع نقابة الصيادلة المتعاقدين معه تبين من خلاله ان بعض الصيادلة لا يحترموا فحوى المادة 15 المذكورة في الاتفاقية المبرمة بين الطرفين (إرجاع بطاقة الشفاء إلى أصحابها بعد اقتنائهم للأدوية و عدم تركها في الصيدلية) حيث اجمعوا على ضرورة القضاء على مثل هذه التصرفات التي ينجر عنها في بعض الحالات الاستعمال غير الشرعي لبطاقة الشفاء.
و أكد في هذا السياق أنه ستعقد لقاءات أخرى مع نقابة الصيادلة لتدارس المشاكل المتعلقة ببطاقة الشفاء معلنا في ذات الوقت أنه “سيتم قريبا تفعيل بطاقة الشفاء على مستوى الصيدليات و ذلك تسهيلا للمؤمنين لهم اجتماعيا “. و ذكر أن الجزائر منحت بطاقات الشفاء لمواطنين من الطبقة الهشة (ليس لهم أي مدخول مالي).