تستعد مصالح ولاية الجزائر، لاستلام عدد هام من المشاريع التربوية، في عدد من البلديات التي ظلت لسنوات تعاني من مشكل نقص هذه الهياكل حيث ستتعزز بلدية الرغاية، خلال الدخول المدرسي المقبل، بمدارس جديدة لتخفيف الضغط على تلك المتوفرة فلم تعد تستوعب العدد الهائل من المتمدرسين، على خلفية عمليات الترحيل .
وحرصت بلدية الرغاية على استئناف نشاطاتها المستعجلة التي تمس أغلب القطاعات الحساسة كقطاع التربية الذي يستعد لاستقبال التلاميذ في بداية شهر أكتوبر، وجهزت كوكبة من المشاريع التربوية آخرها كان على مستوى حيي كروش والباي جعفري، غير أن ظهور وباء كورونا علّق الأشغال لأشهر قبل أن يتم الاعلان عن استئنافها، حيث سيكون التسليم مع الدخول المدرسي بالنظر إلى تقدم الأشغال بها ويتعلق الأمر بكل من مدرسة بحي الكروش 5000 مسكن التي تتوفر على 12 قسما وملحق إداري ومسكن وظيفي، ضف إليها إنجاز مدرسة جديدة بحي الباي جعفري الذي يعرف كثافة سكانية كبيرة وبلغت نسبة الأشغال بها 80 بالمائة على أن يتم تسليمها مع الدخول المدرسي المقبل، وهو الحي المصنف ضمن خانة نقاط الظل في البلدية ولم يكن يتوفر إلا على مدرسة واحدة بها 22 قسما يستوعب 1600 تلميذ، الأمر الذي جعل مصالح البلدية تعمل على بعث المشاريع التنموية به تحت إشراف مديرية التعمير التي خصصت له ميزانية بلغت 19 مليار سنتيم.
هياكل تربوية جديدة تتدعم بها بلديات مقاطعة دار البيضاء
كما دعمت عدة بلديات تابعة للمقاطعة الإدارية لدار البيضاء بالعاصمة، بمشاريع تنموية تخص قطاع التربية، الذي ما يزال يعرف نقصا فادحا في مثل هذه المرافق، لاسيما للبلديات التي استقبلت مرّحلين جدد وعرفت توسعا عمرانيا رهيبا بفضل الأحياء الجديدة التي افتتحت في إطار عمليات إعادة الاسكان التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر منذ جوان 2014.
وحسب ما أوضحته السلطات الولائية على مستوى هذه المقاطعة، فإن العديد من البلديات، عرفت انطلاق عدة مشاريع على الميدان، والأشغال فيها في تقدم، على أمل أن تُسلّم البعض منها خلال الدخول الاجتماعي المقبل، مشيرة في السياق ذاته إلى أن قطاع التربية تدعم بنسبة كبيرة في الطور الابتدائي، لاسيما على مستوى الأحياء السكنية الجديدة التي افتتحت مؤخرا، دون مرافق تربوية، وهو ما شكل عائقا كبيرا أمام العائلات التي وجدت نفسها مضطرة لغلق شققها والعودة إلى حيث كانت تقطن، إلى غاية إنجاز ما يريدونه من مرافق لاسيما بالنسبة للمدارس الابتدائية، بالنظر إلى صغر سن التلاميذ في هذا الطور.
مبالغ معتبرة لإعادة تأهيل المؤسسات التربوية
واستفادت 15 ابتدائية من عمليات التأهيل ببئر خادم، حيث خصص غلاف مالي قدر بـ8 ملايير سنتيم لتهيئة مدارس ميهوبي محمد، عمريش أحمد، الإخوة بالة، الإخوة مرباح وعلوان مقران وأشغال تهيئة ابتدائية محمد خير الدين، بينما خصصت بلدية السحاولة 19 مليار سنتيم لتهيئة 19 مؤسسة تربوية.
كما وضعت بلدية برج الكيفان مبلغ 24 مليار سنتيم لإنجاز مجمعين مدرسيين الاول بحي درقانة والثاني بحي قايدي، فيما تستفيد بلدية السويدانية من مدرستين ابتدائيتين على مستوى حيي 500 و360 مسكن ترقوي عمومي، وبلدية بوزريعة تستفيد من ثانوية و مجمعين مدرسيين.
حملات التنظيف والتعقيم بمختلف الهياكل التربوية
وحرصت مصالح بلديات العاصمة بمختلف المقاطعات الادارية، عملية تنظيف المحيط الخارجي والداخلي للمؤسسات التعليمية على مستوى الهياكل التربوية استعدادا للدخول المدرسي المقبل، من أجل توفير محيط صحي ومحفز للتلاميذ والطاقم التربوي، واتخاذ احتياطات تجنب كل مخاطر الأوبئة وبعض الأمراض المعدية.
حملة التنظيف والصيانة التي كلف بها عمال البلديات ـ حسب ذات المصالح ـ منذ أيام، مست عددا من المدارس الابتدائية في انتظار باقي المؤسسات الأخرى المنتشرة بمختلف المقاطعات، في محاولة لتكريس تقليد سنوي يساهم في تحسين المحيط الخارجي للمدارس والاهتمام أكثر بمجال النظافة والمساحات الخضراء التي قد تشكل متنفسا حيويا للتلاميذ، لاسيما مع استمرار ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام وضغط البرنامج.
وتأتي هذه المبادرة بعد أن أمر مؤخرا مختلف الولاة، عبر تعليمات وجهت لجميع مديري المؤسسات التعليمية، لإعادة الاعتبار لها ولمختلف الهياكل التابعة لها، من خلال برمجة تهيئة وتنظيفها طيلة الصائفة، كون الكثير من التلاميذ يعانون في كل دخول مدرسي من غياب الوجبات الساخنة بسبب عدم تهيئة المطاعم وتلف معداتها، ناهيك عن الحالة الكارثية للعديد من الأقسام التي تبقى مهملة طيلة هذه الفترة في حال عدم برمجتها للتهيئة.
يذكر أن حملة النظافة التي باشرتها المصالح المحلية بالمدارس، تزامنت مع حملات النظافة الواسعة التي تقوم بها عديد البلديات على مستوى العاصمة، وشملت تنظيف البالوعات، وهي الحملة التي دعا الأميار إلى إنجاحها على أرض الواقع، تحسبا لموسم الخريف.
وتبقى البلديات ومختلف الهيئات المحلية والمجتمع المدني وبالأخص جمعيات أولياء التلاميذ مطالبة أكثر بالانخراط في المسعى الاجتماعي والمساهمة بشكل فعال بالمحافظة على المحيط المدرسي وتوفير ظروف تمدرس، مناسبة للتلاميذ خاصة في ظل العجز الذي أظهرته بعض البلديات في توفير الحاجيات الضرورية لهذه المؤسسات التعليمية التي تقع تحت وصايتها.
ف.س